صباح فخري قد رحل …وتبقى القيمة والمدرسة والبصمة

بقلم|| جهاد أيوب

 

صباح  فخري …غيبه الموت منذ قليل…هو منذ مدة قرر أن يسرق الشمس، ويغيبها في صوته، ومشواره، وتجربته!
وبدورها الشمس قررت الانطواء في فراشه المنهك من أمراض الجسد والوطن والأمة!
رحل… كنا ننتظر هذا الرحيل المادي بعد هذا العمر المكلل بغار الإبداع، ولكن صباح فخري الفنان الصوت العطاء هو الباقي فينا وبحنجرة كل من يغني الصعب!
صباح فخري … سيد العرب والمقامات دون أن يخدش السمع، أو يُصيب المستمع بدهشة مزعجة، لذلك نستطيع القول أن صباح فخري في الغناء العربي مدرسة ومدماكاً أساسياً يقف في الصفوف الأولى إلى جانب سيد درويش، ومحمد عبد الوهاب، ورياض السنباطي، وام كلثوم، وفريد الأطرش، وصباح، ووديع الصافي، والاخوين رحباني رغم اختلاف النمطية والأسلوب، نقصد وقوفه بجدارة إلى هذه القامات التي غيرت في طريقة الغناء العربي، والتي تركت بصمة ومدرسة… من هنا وجب الاعتراف بما هو معترف، والمحافظة عليه كمحافظتنا على تاريخنا رغم تشويه ما تبقى لنا من تاريخنا…زصباح فخري الذي حافظ على التراث العربي يفرض علينا أن نحافظ على ارثه الأجيال المقبلة.
لا مجال لمناقشة قيمة مطرب المطربين، وحارس النغم العربي صباح فخري (مواليد مدينة حلب 1933)، ولا يسمح مقارنته بالآخرين، هو ذاك الفارس الذي علم من خاض في مجال الغناء أصول الأداء الصحيح والسير خلف الميزان الشرقي السليم، وهو من سعى إلى أن يكون النغم العربي في الصدارة، ولم يخف من مواجهة تجربته وفنه في الغناء والطرب مع التجارب التي سبقته والتي عاصرته، وللحق من يجهل أو يتجاهل عن عمد حضور هذه القامة الطربية بما حملت من دروس وعبر وتمايز يصاب بفقدان الذاكرة دون أن نتأسف عليه!
صباح فخري حالة رائدة في الفن العربي يستحق منا أن نذكره دائماً، أن نزين تجربته بذهب واحترام، هو من له علينا الكثير، وهو من تواضع ولم يجامل على حساب فنه، وهو من تتلمذ على صوته كل من يغني.
التقينا في أكثر من مناسبة فنية وإعلامية، هذا الكبير المجرب قبل الصعود إلى خشبة المسرح يصاب بالقلق، يخاف، يصمت، يراقب كل شاردة وواردة حتى النسمة يراقبها، وما أن يبدأ الغناء، والغوص بالنغم ينسى ما كان عليه ويطير في فضاء أوسع وأشمل!
لا يعرف الكلل في الغناء، ولا التعب في الفن…تاريخ صباح فخري يشرف الفن الذي يتشرف به.
صباح فخري قد رحل …وتبقى القيمة والمدرسة والبصمة.

وقد نعت وزارة الإعلام ونقابة الفنانين في سورية اليوم الثلاثاء، الفنان الكبير صباح فخري.
والفنان الراحل حاصل على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة عام 2007، وذلك تقديراً لإنجازاته الكبيرة والمتميزة في خدمة الفن العربي السوري والعربي الأصيل.
كما شغل مناصب عدة فانتخب نقيباً للفنانين ونائباً لرئيس اتحاد الفنانين العرب، ومديراً لمهرجان الأغنية السورية.
وحقق الفنان الرحل الرقم القياسي في الغناء عندما غنى في مدينة كاركاس بفنزويلا مدة 10 ساعات دون انقطاع سنة 1968.

شاهد أيضاً

الشجر الغريب والعجيب…. الخيزران ..!

الشجر الغريب والعجيب…. الخيزران ..! تسقيها بالماء، وتنتظر سنة كاملة ولا ترى نتيجة !! تظل …