انتخابات *البقاع الغربي بين “الرفض والإرباك” وموجة التغيير تلفح “الاشتراكي وأمل” والضياع يصيب “الأزرق والبرتقالي والفرزلي ومراد” وتحالف بين “القوات والـNGos”*

تحقيق ـ أحمد موسى

لم تنتظر الماكينات الانتخابية الحزبية وزحمة الطامحين لخوض الإنتخابات النيابية لدورة العام 2022 في دائرة البقاع الثانية ـ البقاع الغربي وراشيا السلطة التنفيذية الجديدة لأن تطلق صفارات الإنذار، لشد أحزمة الانتخابات النيابية المقبلة وتحديد المواعيد الإجرائية وتغطية كلفتها، انما بدأوا بإجتماعاتٍ تحضيرية تعبيراً عن عزمهم على التغيير ديموقراطياً ـ ولو بالشيء النسبي ـ وفي صناديق الإقتراع، لصد أي اقتراح قانون بتأجيل الإنتخابات مهما بلغت الظروف، حيث تزدحم الأسماء على مستوى المقاعد الست، وسط “إرباكٍ” أصاب قادة الأحزاب والماكينات والمفاتيح الإنتخابية على مستوى الدائرة والمستقلين، إرباك انسحب على “غربلة” الأسماء و”التحالفات المبهمة” وسط “رفضٍ” للناخبين والقواعد “للطبقة الحالية” فأصاب من “دينمو القرار” حيرةً ومقتلاً في نُظم التركيبة لكب طرف، ويطغى الإزدحام على المقعدين السنيين ومعركةٍ شرسة على المقعدين المسيحيين الماروني والارثوذكسي، وضياعاً بين المقايضة و/أو إبقاء القديم على قدمه في ما خص المقعد الشيعي وسط “رفضٍ عارم” للثانية، وتخوفاً من “تعميق الخلاف وانقسام” الذي بدأ يظهر داخل “الحركة” على خليفة تثبيت “الإستنواب ـ عرفاً”، الأمر الذي اعتبرته الفاعليات الشيعية “انتقاصاً معنوياً” ومعها القاعدة الناخبة، اما المقعد الدرزي فتبدو المعركة في مكانٍ آخر، حيث تشير حركة النائب الحالي وائل أبوفاعور المكقفة على القرى السنية تسير إلى “أزمة حادة” يوجهها المرشح الإشتراكي امام خصمه طارق الداوود الموصى به إقليمياً (…) وداخلياً (…) وسط حضور مميز أبداه بين أوساطه فضلاً عن “الإلتفاف المفرط” على المستوى الدرزي والمنطقة، الأمر الذي أوقع الإشتراكي ومرشحه في حالةٍ من “الإرباك والحيرة” وهذا ما ظهر جلياً وواضحاً في الحركة والزيارات المكثفة لأبوفاعور، أما الحراك فلا يزال في طور النشأة درزياً والفذلكة سنياً والغدق مسيحياً والغياب الكلي شيعياً.

 

 

لقد أفرزت نتائج الانتخابات النيابية العامة لدورة 2018 أن الناخبين المنتشرين في دول الإغتراب لم يتجاوزوا الذين تسجلوا حينها للمشاركة فب الإستحقاق حينها الـ83 الفاً، وقبل 18 يوماً، أي حتى 20 تشرين الثاني الجاري، نهاية موعد التسجيل لم يتجاوز المسجلين حتى اليوم 45 الفاً.
*فرائس الإستنواب*
وبعد التنافس الشيعي الخجول حيال “رفض الإستنواب” الجامع على مستوى القاعدة والناخبين، لكن ذلك لم يقدم شيئاً طالما “إسقاط الأسماء جاهزة”، رغم الكثير من الشخصيات ذات المكانة المرموقة وحضور الدوافع التغييرية، لكن السكون يطغى على العلانية، وصرخة الوجع تطفئ في مهدها، إلا أن “الجمر تحت الرماد”، يتقاطع مع جملة أسماء مطروحة و/أو تطرح نفسها كـ”أداة تغييرية” رفضاً للواقع الحالي، إلا أن بعضها ينفي ويرفض في آن، كرجل الأعمال موسى شرف الذي “نفى ترشحه للإنتخابات” في اتصالٍ مع “كواليس”، انطلاقاً من “انكفائه سياسياً وتفرّغه لعمله”، لكن آخرون “لا يزالون يتحينون الفرص للإنقضاض على الفريسة متى شاءت الضروف والأقدار”.
*انقسام الأصوات وتبدلات المزاج*
وعلى المقلب الآخر من الصورة الإنتخابية، يعتبر الناخب السني الحلقة الأكبر انتخابياً لكنه “الأضعف” على مستوى “تحديد الخيار”، إذ لم يعُد احتساب أصوات السنة منقسمة بين “مراد” و”المستقبل” على أساس مقعدين، فتذهب الأصوات لتتفكك على وقع “الحراك” الذي وجد لنفسه أكثر من مكان، لكن الأمر اليوم مختلف، حيث يواجه الناخبون “ضياعاً” بين خيارين “تقليديين”، حيث وجد المستقبل نفسه أمام “حفلة من جنون العظمة” وكثرة في المرشحين، رغم تمثيله السني إذ يشكل مؤيدو الأزرق نحو 60 % من نسبة عدد الأصوات التي تقترع في القرى ذات الغالبية السنية، فيما الباقون موزعون بين مؤيدون لمراد والمستقلون، رغم التبدلات في المزاج الشعبي.
*تنافس وكيدية داخل الأزرق*
الملفت أن هناك أربعة مرشحين حتى الآن من ضمن المستقبل، وسط الحديث عن تمسكه بالنائب الحالي محمد القرعاوي كثابتة وسط اعتراضٍ من قبل “جناح الصقور” اعتراضاً على بقائه على خلفية دم جديد في الحياة السياسية، ليبرز تسمية وسام شبلي كمرشحٍ ينافسه الوزير السابق محمد رحال والدكتور محمد الصميلي، المرشحون الأربعة الموشحون باللون “الأزرق” جعل القاعدة الناخية والقوة التجييرية أمام “تخبط وتشتيت” في توزيع الأصوات ما يفقده تأمين “حاصلين”، الأمر الذي جعل الوضع أكثر ضبابية.
ضبابية مشهدية الصورة عند الأزرق وضعته أمام قراراتٍ حسمها حديث عن تجميد “الحراك الإنتخابي”، ووفق مصادر مقربة من بيت الوسط “أن الرئيس الحريري عائد بعد اسبوع”، لينطلق الى “حملة ترتيب البيت المستقبلي الداخلي يتخلله إعلان لوائح أسماء مرشحيه قبل نهاية تشرين الثاني”، ترتيب فُرِضَ عقب تحرّكاتٍ سعودية وإمارتية منفصلة على خط دعم مرشحين في مواجهة “الحريرية السياسية”، ليشكل إسم الوزير السابق جمال الجرّاح حالة فرضت نفسها في الوسط السني كحالةٍ جامعة بعد انفرط عقد الأحباب ووسط زحمة المسترشحين.

 

*عسكر يُهاجم: أنتم الحالة الشاذة وأنا الطبيعي*
وبين التنافس الإنتخابي المعطوف على الكيدية والثأر السياسي، يجري الحديث في الصالونات الإنتخابية الضيقة عن دخول العلم الإماراتي على خط الترشيحات، فبرز إسم المرشح المهندس خالد العسكر، الذي سمّته العشائر العربية للانتخابات النيابية لدورة العام 2022، بعد إعطائه “عهد وبيعة” وفق التقليد العشائري، وعليه ترشح المهندس خالد العسكر وفق ما قاله لـ”كواليس”.
العسكر الذي يصف ترشحه أنه جاء من “رحم المعاناة اليومية”، ازمات اقتصادية واجتماعية ومعيشية ومالية وصحية، قرّر تسجيل موقف، وجاءت فكرة الترشح للانتخابات النيابية 2022، معطوفةً على اعتراضي على التمثيل النيابي الذي لم نجد فيه ما يبلغ غايتنا ولا يحمل طموحاتنا، فكان “التغيير” هدفنا ومنطلقنا.
*دخول السعودية والإمارات انتخاباً وترشيحاً*
ليضيف، “يئسنا من الطبقة السياسية والحزبية الموجودة، ونريد كما الناس، التغيير عبر صناديق الإنتخابات بوجوه جديدة، فلا يغرّنّ المال السياسي، وللناخبين نقول: “حكّموا ضميركم وانتخبوا الوجوه الجديدة”، معترضاً على الآداء السياسي القائم، “وَعَدُوَنَا بكهرباء 24/24 اين هي؟ ساعة واحدة بـ24 ساعة لم نشعر بها، لقد فشل نواب المنطقة والوزراء، تماماً كجميع السياسيين فشلاً ذريعاً، متهماً السياسيين بـ”الوقاحة” رغم الهدر الذي وصلنا اليه، مقارناً ان الهدر في كهرباء لبنان وصل قرابة الـ50 مليار دولار، مبلغ قادر على انارة اوروبا بكاملها”، في حين “أن الامارات انشأت مصنعاً للطاقة لم تتجاوز تكلفته 800مليون دولار لانارتها وتشغيل مصانعها ومعاملها”، جملة أثارة “فضول الهوية التي تقف وراء ترشحه”، فرأى “ان تيار المستقبل لديه حال من التخبط والضياع والفشل الذريع والدولة وقعت”، معتبراً أن ترشحه للانتخابات النيابية 2022 أحدث “صدمة” لتيار المستقبل، والشارع (السني) لم يعد يقبل الواقع القائم، فضلاً على ان الناس في حال من التذمر بعد ان اصابتنا الطبقة السياسية بصدمة “الفساد” والانهيار الاقتصادي والكهرباء والصحة والاتصالات والتربية، واصفاً ما نحن فيه اليوم بفعل تلك السياسات المتبعة، ونحن بالتأكيد “سنصدمهم وسنفاجئهم” بالانتخابات ونتائجها التغييرية.

*حالة شاذة*
المهندس العسكر الذي “أنكر تصنيفه جملة وتفصيلا، كمرشح مدفوع إماراتياً، أكد عدم تبعيته لاي سفارة ولا لاي جهة خارجية وترشحي كان من قلب المعاناة”، “رافضاً تبني ترشيحه من اي سفارة او دولة او اي جهة اذا حصل اي اتصال معه”، “رافضاً تنفيذ اي أجندات خارجية”، فـ”ليتعض العاقل بغيره لنفسه”، فالتغيير هو كشف الفاسدين وعدم الخوض غمار السياسة بنفس الطريقة التقليدية، علينا تغيير النهج من خلال مجموعة مرشحين مستقلين بعيد عن الطائفية والمذهبية والحزبية والساسة التقليديين وسنعمل ضدهم. فنحن امام احزاب تتقاتل مع نفسها، وسنواجه المحادل والبوسطات، وترشيحنا اضعف كل الاحزاب.
وعن اعتباره بانه “حالة شاذة” امام حالتين كبيرتين على الساحة السنية في البقاع الغربي “تيار المستقبل” و”حزب الاتحاد ـ مراد” اعتبر المهندس خالد العسكر “انه حالة طبيعية وهما الحالة الشاذة”، فقد حكموا البلد سنوات فماذا قدموا للبلد والمنطقة تحديداً سوى الفساد والسرقة، اين الكهرباء والليطاني والتوظيف والمشاريع الخدماتية والانمائية، من هنا “فهم الحالة الشاذة وانا الحالة الطبيعية”، علينا تغيير الطبقة القديمة واستبدالها بطبقة جديدة وانتخابات 2022 لناظره لقريب.
*تحالف قواتي NGos*
ووفق مصادر خالصة لـ”كواليس”، فإن “حزب القوات اللبنانية تمثل رأس الحربة كما القرار في الصراع الإنتخابي وأن جماعة NGos سيكونون تحت مظلتها، وأن الدعم المالي متوفر إقليمياً وتحديداً سعودياً، وأن توافر الخطاب والدعم السياسي ـ المعنوي التسويقي أميركياً فهو متوفر في هذا الإتجاه”، وسط تأكيدات أن خوض الإنتخابات على مستوى لبنان تحت “ثنائي” القوات اللبنانية والـ NGos.
*عدد الناخبين*
• دائرة البقاع الثانية والتي تضم البقاع الغربي وراشيا:
• دائرة البقاع الثانية: تضم البقاع الغربي وراشيا، وبلغ عدد الناخبين لدورة العام 2018 المحليين: 139297، عدد الناخبين في الخارج: 4340. المجموع العام: 143637.
• البقاع الغربي: عدد الاقلام 171 موزعة على 47 مركزا.
• راشيا: 90 قلما موزعة على 30 مركزا.
• عدد المقاعد 6: سني (2)، شيعي (1)، ماروني (1) وروم أرثوذكس (1) درزي (1).
وجاءت نتائج الانتخابات النيابية العامة 2018 كما وردت حينها من لجان القيد المختصة: عدد المقترعين بلغ 1862103 استناداً الى محاضر لجان القيد الواردة أدناه، وبما أنَ عدد الناخبين على لوائح الشطب هو 3746483، تكون نسبة الإقتراع النهائية للإنتخابات النيابية العامة 2018 هي: 49.70 بالمئة.

شاهد أيضاً

ضاهر:” تمنى على الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة وقف السجالات العدائية “

تمنّى النائب ميشال ضاهر على “الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة”، وقف “السجالات العدائيّة في ما بينها، وإيلاء …