“ظلُّ الموت”

 

د. عباس وهبي

زهورٌ وغار ، غبارٌ ونار ، وصيحاتٌ تصدحُ ، وارتجَّ الجدار !
الفاشيُّ أغمض قلبهُ
وفتنةٌ تسرحُ … وجلجل الرصاصْ ، والدم في الطريق يسألُ الغريقْ : منْ أشعلَ الرياحْ؟!
من يُغرق السفينة في هذا الصباح ؟
من توّج الخوفَ في عيون البراءة ، و قد أتوا ليتقنوا فنّ القراءة ، فذاب القلم و تمزّق الكتاب بأظافر الذئابْ …
من يقتل الوطنْ ،
من عاد بالزمنْ ، من عاث بالوجود ، من عفّر الخدود ؟
من صار كالكابوس يقطعُ الرؤوسْ ، من عاث بالصليب وسنّن الهلال ؟
من سرق الحقول واحتكر الغلال؟
من باع الديانات واشترى الجريمة؟
من بعث الخرافاتْ
من المغاور القديمة
وجعل الشمسَ جمرة
وعبرة وحمرةْ
لغانيةٍ لئيمة؟!ه
لمَ حجبُ النجوم في موكبِ الأحرار
لمَ القنوط والوجومْ ،
واللؤمُ يحومْ كنسرٍ كاسرٍ فوق الضحايا ، من كسّر للقمر المرايا ، لمَ الهروب والأبواب
مقفلةٌ بدرعٍ من حديدْ ؟ ما هذا الصديدْ
على وجهِ الجليدْ ؟
هو الخريفُ يحضنُ الشهيد ْ
والغصنُ الريّان
رآه الضياءْ
يبتهلُ للسماءْ ….
يا لخبيثٍ يلبس ثوبَ الوردة البيضاء
يتنكرُ كذئبِ ليلى في ليلةٍ ليلاء
حُبلى بالدنس من زنا العسسْ !
قوموا نثرْ ، لم يبقَ في الديار غير العواء و الخراب والجوع ، وأفاعي الصِلاءْ ، والعطشُ للحياة تحت سنديانة الخلاص حيثُ النسيمْ
حيثُ النعيمْ !
لم يبقَ في الميدان إلّا قنّاصُ الفرسان والأحلام ، و رعبُ الأيامْ
هوالسجّان والقضبان في السجن العجيبْ الكبير الكئيبْ …
تصطكّ الأسنانْ يهرعُ الموتُ يسبقُ الظلّ في الساحاتْ ،
يتزيّنُ بزهرةٍ صبية كأمِّ لبتلات ْ ، لوجوهٍ مضيئة ،
يؤزُّ الرصاص يجنّ الكلّ ، ويفرشُ الفاشيُّ الوليمة ، و تزغردُ المجزرةُ الكظيمة …
عباس وهبي
17/10/2021

شاهد أيضاً

أفرام: “اقتراح قانون مع زملاء لتأمين تغطية صحية واستشفائية فعلية ولائقة للأجراء من خلال إتاحة خيار التأمين الخاص”

كتب رئيس المجلس التنفيذي لـ”مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام على منصة “أكس”: “نظراً للآثار …