*صباح القدس*

 

ناصر قنديل

صباح القدس للسيد سيدا للوفاء ، فالقيادة أولا هي الأخلاق ، قبل ان تكون للسياسات ، والمقاومة التي تحفظ قيمة الشهداء ، بلسان وعدها الصادق ، تنصف نزار بنات ، هذه هي قوة المقاومة وقيمة السيد ، تثلج القلوب ولا تجد السلامة بأن تحيد ، بل تقوم على الحقيقة وانصاف الدماء ، ومن يخشى الحريقة ويريد الكل صديقه يفقد وهج الإنتماء ، اما المقاومة فلا تخشى في الحق لومة لائم ، وبالوفاء تحشد العزائم ، وبإنصاف شهيد الفكر المقاوم تستنهض ألف قلم ، لأنها لا تساوم ولا تعرف الندم ، وتقول للأعور أعورا بعينه ، فليصحح عوراته ان اراد المديح ، والا فليسمع الكلام الصريح ، نزار كان مقاوما مفكرا نبيلا ومقتله اغتيال على يد السلطة القابضة ، وليس قتيلا في ظروف غامضة ، والحقيقة يجب ان تظهر والعدالة يجب ان تقوم ، بأن يعترف القاتل ويحضر ليلقى حسابه المحتوم ، والا فلتحمل السلطة عبء تورطها في الدم لحساب الإحتلال ، وليعرف الشعب من منبر السيد ان نزار سقط شهيدا في القتال ، فقد حمل عبء القضية وفهم معادلات الصراع ، ولأن المقاومة وفية فدمه لا يباع ، وقد سمعناه يحاضر ويساجل ، دفاعا عن الحق يقاتل ، وحده كان جيشا من المفكرين ، وكان شديد العزم لا يلين ، مدهشا بالشجاعة ، والحق عنده التزام لا بضاعة ، وفلسطين جوهر كل القضايا ، تدور من حولها الروايات والحكايا ، وعليها ينقسم العالم وتتشكل الزوايا ، ومن اراد ان يشتري ويبيع ، واختار طريق التطبيع ، مجرد عميل دنيئ ، يشارك في سفك دم الشعب البريئ ، ومن نصر الشعب المظلوم ، له نصيب من نصرة الحق المعلوم ، والقضية قضية خيارات ، فمن وقف مع فلسطين وقف مع سورية وجيشها وشعبها ، وعرف ان سرقة سورية من معادلة الصراع تغيير للمنطقة وقواعد حربها ، المطلوب فيه رأس فلسطين ، كما عرف ان اللعبة المذهبية ، تشويه لحقيقة المواجهة ، وسعي لتزييف الهوية ، ونقلها الى الواجهة ، ففي العمق كل ما يجري له عنوان واحد ، من يقف مع فلسطين صادق المقاصد ، لأن كلفة الموقف عالية ، ومن يقف في صف التمييع او التتطبيع في منهج واحد ، رخيص دنيئ مهما لبس كعوبا عالية ، والمزاعم لا قيمة لها عندما تموه مواقف المتخاذلين ، وجوهر الهويات وأولها الموقف الفعلي من فلسطين ، والسؤال بسيط ، هل انت مع المقاومة ، فان قلت لكن فاصمت الى الأبد ، فلا مكان ل لكن في قضية المصير ، ولا تلقى اللائمة ، على قلة العدد ، للتزوير والتبرير ، التابع للأميركي يتحدث عن موقف تكتيكي ، والباحث عن المال يتذرع بالأحوال ، والمثقف المنافق ، واقف على المفارق ، والقضية واحدة بالسهل الممتنع ، كن مع فلسطين ولغير ندائها لا تستمع ، فهي صوت الله وصوت الحق وصوت المظلوم ، هكذا هو نصرالله ، موقف مستحق ، معلوم ، تحية لنزار وللمثقف المشتبك ، فلتسقط الأدوار وليخرس المرتبك .

شاهد أيضاً

قال تعالى (افلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت) 🐪

الإبل يستطيع أن يشرب الماء المالح ولو من البحر الميـ ت ولا يرتفع ضغطه لأن …