في أمان الله ام صدري الصدر…

القاضي حسن شامي

 

الرئيس بري معزياً بأم صدري في منزل الامام المغيب سماحة السيد موسى الصدر

 

اسرد هنا ما شهدته بعد ظهر يوم الخميس ٣٠ أيلول ٢٠٢١؛
كنت في إحدى المستشفيات أرافق إبنتي”حلا”، وكانت السيدة أم صدري قد توفاها الله قبل دقائق في ذات المستشفى… وبتواضع كنت أول من وزع الخبر الحزين ونشره.
هرعت إلى منزل الإمام في بئر حسن… ولن أذكر ما قاله لي حبيب القلب السيد صدري عندما استقبلني باكياً لأني لا أمدح نفسي لكن جملته أرفع وسام أعلقه على هامتي كلها. وكان هناك جمع أصيل محب (“على رأسه سماحة الشيخ علي الخطيب ثم سماحة الشيخ أحمد قبلان اللذان كانت لكل منهما كلمات قلبية عطرة للعائلة وللإمام في غربته).
جلست إلى جانب السيد صدري…مواساة وأحاديث… ثم أحببت أن يقرأ ما كتبت عن “أم الصدريين”…ف أجهش بالبكاء بمرارة…وبكينا معه.

بكاميرتي …وتبدو في الصورة السيدة رباب والسيدة مليحة والدكتورة عناية

 

حضر الرئيس نبيه بري… وشعرنا كأنه يدخل إلى بيته… والحزن عارم على قسمات وجهه… ورغم ذلك كان حريصاً على التخفيف عن العائلة الثكلى… والسيدة رباب حريصة على أمنه بأن أصرت على تغيير مكان جلوسه ليكون بعيدا عن الشرفة المكشوفة.
هممت بالمغادرة مساء متمنياً عليهم أن يرتاحوا.. .سألني السيد عن أولادي… فطلبت حضور “رضا” و”رجا” فوراً.
على الباب حاولت التعبير للسيدة مليحة (السيدة حوراء تصل من إيران غداً والسيد حميد في الولايات المتحدة الأمريكية) وقلت لها: هل يعزيكم أن المحبين حتى من الجيل الشاب يكتب اليوم: “وداعا يا أماه”؟
وهنا انتابتها نوبة بكاء شديد… لكن عيونها كانت تتعزى بشعور مفاده أن والدها لم يذهب زرعه سدى.
كان ينقص المكان شخص واحد… كلنا كنا نتخيله معنا في هذه اللحظات كلما نظرنا إلى صورته الجميلة على جدار الصالون … لكنه بالحقيقة كان هو الذي ينظر إلينا… إنه “موسى الصدر”.

شاهد أيضاً

قرغيزستان تحجب تطبيق تيك توك بحجة حماية الأطفال

أكثر من مليار مستخدم نشط في أنحاء العالم كافة يستخدمون التطبيق الذي يواجه تحديات جمّة. …