الموظف العام بين مطرقة الوظيفة وسندان المهنة الحرة.

 

حسين علامة

عرفت من خلال تصفّحي صفحات التواصل الاجتماعي لزملائي ولزميلاتي في الإدارة العامة ولأصدقائي ولصديقاتي في سلك التعليم أن معظمهم بدأ بمزاولة مهنة أخرى، علّ مردودها يساندهم حتى منتصف الشهر… فأرى هذا الذي يبيع فحما… وهذه التي تبيع العطور… وذاك الذي يعمل سمسارا… وتلك التي تبيع ثيابا…وأولئك الذين يعملون في الزراعة… وهناك من تعمل في مجال التجميل… وآخرون لجأوا إلى وظائف في شركات خاصة… وأخريات لجأن إلى مساعدة أزواجهن في مهن حرّة…. عدا أنني ألتقي يوميا بأساتذة في الدوائر العقارية لتخليص المعاملات كمهنة مساعدة…. وغير ذلك من الأخبار التي أسمعها شخصيا من موظفين في الإدارة العامة أو من معلمين وأساتذة بأن الوظيفة لم تعد تنفعهم أو أنها (عكازة)….
لا داعي للسؤال عن الأسباب التي دفعت بهم إلى ذلك…. الكل يعرفها….
ولكن السؤال الأهم هو: هل ما يحصل مع الموظف سيؤدي إلى الفساد في الإدارة؟؟؟؟
هل سيتخلى الأستاذ عن مبدأ أن التعليم رسالة وليس مهنة؟؟؟؟
سؤال آخر يطرح نفسه… هل سينتج الموظف…. وهل سيعود إلى مكتبه بفخر كما جرت العادة كل يوم؟؟؟؟ هل سيخدم المواطن؟؟؟؟
هل سيعلّم الاستاذ بضمير؟؟؟؟
في ظل هذه الظروف كلّها لا يمكن للموظف أن يعود إلى مركز عمله من دون تأمين أبسط مقومات العودة….أولها الكرامة التي انتهكت في طوابير الذل… وغيرها من أساليب الذل… وثانيها سرقة راتبه بسرعة خيالية…. وثالثها التجاهل الحاصل لمطالبه المحقّة….
حرام أن يحدث للموظف العام ما حدث له، لأنه بذلك ستفقد الدولة ما تبقى من هيبتها… وعيب ما تعرّض له المعلم من إهانة تفقده عزّة نفسه أمام متعلميه …..
حرام…. حرام… وحرام…. لقد بات الموظف بين المطرقة والسندان.
مهما تحدثت، ومهما رفعت الصوت…. لا يمكن تغيير أي شيء…ولكن لا بد أن أرفع الصوت عاليا قبل الانهيار والفناء…
فعند الاحتضار يُفضل تلفظ الشهادتين قبل الموت…. (حسين علامة) ٢٠٢١/٩/٢٥

شاهد أيضاً

إمام عرض شؤونًا انمائية مع حجار وزار الحريري معزيا”

  استقبل مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمدإمام في مكتبه في دارالفتوى في طرابلس والشمال، وزير …