*تحويل المواطن من ثائر ينشد التغيير إلى جائع ينتظم في الطوابير**

 

بقلم: الناشط عفيف قاووق

يتم التداول في أروقة الطبقة السياسة عن كيفية الإطاحة بمشاركة الجسم الاغترابي في الانتخابات النيابية المقبلة _هذا إن حصلت_ وذلك خوفا من عدم قدرة هذه الطبقة الحاكمة على التحكم بخيارات المغتربين فيما لو اتيحت لهم فرصة الإقتراع. وعليه اقول :
لطالما كنا نتغنى بأن لبنان يقوم بجناحيه المقيم والمغترب. وانطلاقا من مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات واحتراما لمبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين.لذا ومع إقتراب الإستحقاق الإنتخابي للنواب .وبعد ان استأثر الجناح المقيم على مدى عقود ماضية بممارسة حقه في الإقتراع كانت نتيجته وبالاً علينا لما افرزته خياراته من طبقة سياسية مافياوية تتقن فن الإبتزاز وتهدف فقط الى تراكم ثراوتها دون الإلتفات الى مصلحة الوطن والمواطن عموما . وانطلاقا من مبدأ التغيير والبحث عن حلول لما اوقعتنا به هذه الطبقة السيئة الذكر.وبالرغم من ان الجناح المقيم ينشد التغيير ولكن للاسف اجهضت احلامه وتحركاته بعد ان نجحت هذه الطبقة في تحويله من ثائر ينشد التغيير إلى جائع ينتظم في الطوابير. بحثا عن ربطة خبز او علبة دواء وصفيحة مازوت. ونتيجة لهذا الموقف الذي نحن فيه ما رأيكم لو طالبنا بأن يكون الاستحقاق النيابي القادم محصورا ولو لمرة واحدة بالجناح المغترب دون الجناح المقيم وذلك للأسباب الموجبة التالية:
١_المغترب لن يكون موضع إبتزاز لقاء تنكة بنزين او مازوت.
٢_المغترب لن يكون مضطرا للوقوف امام باب الزعيم ليتسول وظيفة معينة او خدمة ما.
٣_المغترب ليس بحاجة الى مئة دولار او بون محروقات مقابل صوته.
٤_المغترب لا يحتاج ان يقف ذليلا على باب الزعيم لمساعدته في اقساط مدارس اولاده.
٥_المغترب وانطلاقا من وجوده في بلاد الإنتشار فقد اعتاد على إحترام القانون وعمل المؤسسات.
٦_المغترب لا ينتمي الى قطعان المذاهب والعصبيات الطائفية بل يؤمن بالأخر ويتعايش معه ويشاركه همومه.
انطلاقا من هذه الاسباب وغيرها كثير لا مجال لذكرها والتي يتمتع بها الجناح المغترب ويفتقدها الجناح المقيم بغالبيته، فانه وبلا شك قد يكون هناك امل كبير لو ترك الخيار لهذا الجناح المغترب بإختيار نواب الشعب لربما سيكون خياره اكثر انسجاما مع تطلعاتنا ولربما ايضا نحصل على فرصة حقيقية للتغيير تفرز طبقة سياسية بالحد الادنى أقل سوءاً ممن سبقها.فهل ما نقترحه قابل للتحقق ام اننا نحلم ولا تزال المسافة بعيدة لنصل الى وطن يحترم قناعات مواطنيه وينحني لها.؟

شاهد أيضاً

فتيل سريع الإشتعال للتفجير

___كتب /سعيد فارس السعيد: ١٧ / ٤ / ٢٠٢٤ لن تسطيع أية دولة بالدول النامية …