قارئ وملخّص كتاب.. *ترياق الفوضى*

حسان جعفر مهدي

 

قدم المفكر الشهير وعالم النفس (Jordan peterson) ترياقا للفوضى في حياتنا : الحقائق الأبدية المطلقة على المخاوف الحديثة ،وقد ساعدت رؤيته الملايين من القرّاء وأحدثت صدى في جميع أنحاء العالم .اذ يأتي معنى الحياة من الوصول الى مجال يتجاوز ما نعرفه ،والتكيف مع عالم دائم التغير والتحول .
في حين ان الفوضى الزائدة تهددنا بعدم اليقين ،فإن فائض النظام يؤدي الى نقص الفضول والحيوية الإبداعية .علينا بالموازنة بين المبدأين الاساسيين للواقع -النظام والفوضى والكشف عن المعنى الحقيقي الذي يمكن العثور عليه على الطريق الذي يقسمهم .ففي أوقات عدم الأستقرار والمعاناة ، يذكرنا (peterson) ان هناك مصادر قوة يمكننا جميعا استغلالها : رؤى مستعارة من علم النفس ، والفلسفة ،وأعظم أساطير وقصص البشرية ،والأعتماد على الحقائق المكتسبة للحكمة في الأديان .للتوجه الى حياة أكثر شجاعة وصدقا وذات معنى .
ان قدرتنا الفردية على مواجهة إمكانات المستقبل وتحويله الى واقع حاضر ،والطريقة التي نحدد بها ما يتحول اليه العالم ما هي الا نتيجة لخياراتنا الأخلاقية والواعية .
نستيقظ كل صباح ونواجه اليوم بكل امكانياته ومخاوفه ، نرسم مسارا ، ونتخذ قرارات للافضل او للأسوأ ، نحن نفهم جيدا انه يمكننا فعل الشر وإحضار الأشياء السيئة الى الوجود ، لكننا نعلم ايضا انه يمكننا القيام بأشياء جيدة ، ان لم تكن رائعة ، لدينا افضل فرصة للقيام بالأخيرة اذا تصرفنا بشكل صحيح ، لكوننا صادقين ، ومسؤولين ، وممتنين، ومتواضعين .ففي إطار ذلك التعهد-قرار الحب-تتجلى الشجاعة نفسها، وتمكن كل شخص يتبنى هذا الطريق الشجاع من القيام بالأشياء الصعبة الضروريةللعمل من اجل الخير في كل الأوقات.
أليس الحزن مظهرا من مظاهر الحب ؟ ربما يكون الدليل النهائي على الحب ، لا يمكننا السيطرة عليه لأيماننا بأن الشخص المفقود ،كان يستحق الحزن ،وإلا لماذا يجب ان نشعر بالضياع والخسارة .
على الرغم من ان كل واحد منا لديه بعض السواد في روحه ، فأننا نرى في بَعضُنَا البعض مزيجا فريدآ من الواقعية والأمكانيات التي هي نوع من المعجزة : تعبر عن نفسها حقا في العلاقات القائمة على الثقة والمحبة ، لتجعلنا نحب الناس على الرغم من فروقاتنا ،لكننا نحبهم أيضا بسببها .

حسان جعفر مهدي
(اوتاوا -كندا)

شاهد أيضاً

إطلاق دورة ” المكرمية” في الزرارية

  ضمن برنامج تمكين المرأة أطلقت اليوم مؤسسة سعيد وسعدى فخري الإنمائية دورة فن المكرمية …