أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

لينا جواد ناصر
كاتبة لبنانية

حائزة على عدة جوائز ادبية وثقافية ولي خبرة طويلة الامد في ادارة المنتديات على الصعيد الالكتروني في الفيسبوك وتويتر ..
كان لي الشرف ان يصل حرفي لعدد كبير من القراء على صعيد العالم العربي اجمع من خلال عدة مجلات تنشر ورقيا في مصر وتونس والعراق..
ولقد تمت ترجمة إحدى قصائدي للفرنسية بقلم الناقد المغربي الاستاذ خالد بوزيان وهي بعنوان:
“هل تعلم شيئاً عن الأمان؟” ولقد تم نشرها مع عدة قصائد في مواقع الكترونية متعددة .
عضو في لجنة التحكيم الخاصة بموسم دعم المواهب العربية الذي يقام دوريا على الفيسبوك بإدارة الدكتور الموريتاني
أبوبكر ابراهيم .
كما وتم نشر حروفي عبر منتديات مدائن البوح في جوجل
وحاليا أتفرغ تقريبا لادارة مجلتي الخاصة “مرافئ الحنين” والله ولي التوفيق .

 

  الكاتبة اللبنانية  لينا جواد ناصر: أرجوكم كفى مبايعات ومزايدات

 

 

 أنا طفلة في ثوب أنثى، ذات قلب مراهق وعقل عجوز

 

*لينا ناصر كيف اكتشفت موهبتك الشعرية ؟
حدّثينا عن البدايات وما الذي تركته في نفسك ؟

كان ذلك منذ الطفولة حيث ظهر اولا عشقي للقلم وتعلقي بالحروف العربية ثم بدأ الأمر يتجلى من خلال الإنشاء والمشاركة الفعالة التي كنت أقوم بها في الندوات والاحتفالات الدورية المدرسيه حيث لاحظ ذلك أستاذي وكان دائما يقول انت أمامك مستقبل شعري عريق ..
وفيما بعد تطور الأمر ليصبح الحرف اهتمامي الأول بجميع معطياته .
طبعا مهما بلغنا من نضج وارتقاء تبقى نكهة البدايات مختلفة رغم بساطتها وركاكة الحروف في حينها إلا أنها تحمل من البراءة مالا يمكن تكراره..

 

*أنت شاعرة غزيرة الانتاج وقلمك ينضح عذوبة وأناقة .
متى تطلين على قرائك بديوانك الأول ؟

للأسف لا توجد عوامل مشجعة حالياً في ظل الظروف التي يعاني منها وطني الحبيب رغم انه قد اتيحت لي عدة فرص للنشر في الخارج لكنني أرفض أن تكون نقطة الانطلاق خارجية مع فائق احترامي لجميع الدول العربية إلّا أنني أصر على الانطلاق من على ثرى لبنان.

 

٣-أنت عضو في لجنة التحكيم الخاصة بموسم دعم المواهب العربية الذي يقام دوريا على الفيسبوك بإدارة الدكتور الموريتاني أبوبكر ابراهيم .
ما هي المواهب التي تتبنونها؟ وكيف تقيمين التفاعل مع هذا البرنامج؟

جميع المواهب دون استثناء ففي المواسم السابقة كان لدينا: الخاطرة ،الشعر العامودي، الرسم، الالقاء ولكل باب لجنة تقييم خاصة مع التأكيد على ان المشاركات تكون من العالم العربي أجمع .

 

٤-كيف تساهم مجلتك الالكترونية ” مرافئ الحنين ” في دعم المشهد الثقافي الحالي وما هي شروط النشر لديكم؟

طبعا ككل تجمع أدبي هناك تشديد على وجوب التدقيق اللغوي حفاظاً على تقنيات اللغة ومتانتها ، وايضا من باب الحرص على الإبداع وخلق الأفكار لصقل الأقلام لدينا برنامج عمل أدبي متنوع على مدار الأسبوع فقرات أدبية متنوعة
اما عن شروط النشر فنحن كأي تجمع عربي نرفض كل ما يثير النعرات التعصبية أكانت سياسية أو دينيه أو حتى رياضية، بالمختصر نحن تجمع عربي إهتمامه أدبي بحت..

 

*من بين قصائدك ، أرجو أن تختاري الأقرب إلى قلبك وتقدميها لنا مع ذكر المناسبة التي كُتبت فيها .

الأقرب والاشد وقعاً على القلب
كتبتها في ذكرى رحيل والدي

كنتَ أوّل أدمعي

قالها ذات يوم:
(ستُبكيك الحياة كثيراً يا ابنتي ،،
فلا تدعي فرصة الفرح تفوتك، ابتهجي،،
و لا تدعي الحزن يجد طريقاً
الى قلبك..!)
اه يا ابي!!
لقد كان كلامك ميثاقاً،،
ورحيلك وثاقاً،،
شُدَّ على عنق
سعادتي..
وكنتَ اوّلُ أدمُعي،،
أوّل من أبكى بحرقة مدمعي،،
رحيلك قصم ظهر طفولتي
واقتلع جذور ابتسامتي
وسمح للحياة أن تغرز أنيابها
داخل جسدي الطري
وتنهش حتى اوردتي
بجسارة دون وعي..
وأنا في مهب ريح الحرمان
بين فقد ويأس وتيهان
كنتَ أوّل أدمعي
لكنك لم تكن الأخير
فبَعدك تحولت عيوني الى سيول
واحلامي اصابها
الأفول..
لم تعد طفلتك كما كانت
فها هي تفر من شاهق الى شاهق كالنواعق،،
باتت الدنيا في عينيها مجرد ليل طويل بلا فجر..
وهي تستظل عباءته كالخفافيش
بانتظار اللقاء بك في الحياة الاخرة..!

 

*كيف تخاطبين جيل الشباب في قصائدك؟ وما المواضيع التي بجب برأيك أن تتحوّل حتى في القصيدة إلى قضية ” رأي عام”؟

برأيي جيل اليوم منفتح وناضج اكثر من أي جيل مضى وذلك ليس فقط بسبب العولمة والانفتاح التكنولوجي بل أيضاً بسبب تراكم العثرات على كاهله فما كان يحدث خلال عام منذ زمن ليس ببعيد أصبح يحدث بين ليلة وضحاها، تلك الوتيرة السريعة التي تتبعها الحياة اليوم جعلت من البشر روبوتات تحاول مواكبتها حتى المشاعر باتت سريعه فسرعان  ما نعشق وسرعان ما ننسى الحزن والى ما هنالك، من هذا المنطلق أرى اننا نهدر اوقاتنا بالحديث حيث أن كل فرد لديه قناعاته وحتى الطفل اليوم لا يمكن اقناعه الا بما يختاره ويرضيه..

 

*ثورة التقنيّات ووسائل التواصل الإجتماعي سرّعت في عملية انتشار الشاعر والقصيدة .
هل هذه التجارب الشعرية الافتراضيّة آنيّة أو أن الزمن سينصفها؟

الشاعر الحقيقي الواثق من حرفه وقلمه لا يخشى انقراض هذه الظاهرة الالكترونية السريعة فهو قادر على فرض نفسه في شتى الميادين وعلى أي مسرح كان، أكان واقعًا ام إلكترونيًا ،أما المتطفلون المتعمشقون على الأدب فهم ثلّة عاطلين عن العمل شهرتهم آنية حتما ولا بد ان تأتي امتحانات اثبات الوجود لتعطي كل ذي حق حقه..

 

*الشاعر اللبناني الكبير إيليا أبو ماضي وجه رسالة إلى كل الغارقين في سواد الألم والحسرة :

” قال: السماءُ كئيبةٌ ! وتجهما
قلتُ: ابتسمْ يكفي التجهم في السما ! ”

*واليوم ، في ليل لبنان الدامس ، ما هي الرسالة التي توجّهينها إلى هذا الشعب المقاوم والجبار؟

لبنان اليوم معضلة العالم ولا أظن ان الشعب مستعد لسماع أية نصيحة ولا أي خطاب فقد أصابته التخمة من الكلام لكن إذا كان ولا بد من رسالة قأقول:
أرجوكم كفى مبايعات ومزايدات
توقفوا عن هدر ماتبقى من كرامة لديكم تحت أقدام هذه الزمرة الفاسدة ولا تسمحوا بعد اليوم بان يكون لكم يد في أي خنجر يغرز في خاصرة الوطن .

 * أترك لك الختام مع قصيدة تهدينها لقراء كواليس .٩-

سأختم بقصيدة جديدة
لم تنشر بعد
وذلك عربون شكر للصديقة الغالية الاعلامية المتميزة والشاعرة القديرة رانيا مرعي وأيضا عربون شكر وتقدير لإدارة كواليس على استضافتي مع أطيب أمنياتي لكم بدوام الألق والنجاح ..

اختلافك..
لا تحاول قوقعته داخل ملامحك فقط..
كما ولا تحاول شرحه وتفصيله..
دعني أراك مختلفًا
واحاول نحت تفاصيلك على طريقتي..
هناك أشياء غير متاحة لحاسة اللمس..
وردات فعل تتعدى سحر الهمس..

هناك أحاسيس
تبعثر الأنفاس
تثير حفيظة العقل
وترهق الروح..

جميعها مكتنزة خلف جدار صلابتك وغطرستك..

دعني أقترب
دون أن تستوقفني بنظرات استفهام وتعجب..
كل مايحتاجه الأمر شهيق وزفير
لا تعتكف والحال أن عملية ضخ الدماء في عروقي موكلة لأنفاسك..

دعني أحاول مراوغة نفسي واقناعها بأنها تستطيع الصمود أمام شهب عينيك..
وأقنع أحاسيسي بأنها تستطيع التماسك حتى وإن دون قصد اصطدمت يدي بيديك..

دعك من الصرف والنحو والعطف
الان فقط..
دع بلاغة العقل جانبا،،
وحاول ان تستسلم لبلاغة الاحساس..

لا تلم جرأتي
ولا تستهن بأنوثتي
أخبرني،
هل دقات قلبك منتظمة؟
أكاد أسمع ضجيجه فلا تحاول المراوغة..!!

هل نظراتك متّزنة؟
هل تستطيع السيطرة على أناملك دون ارتعاش؟
هل جف لسانك ؟!
وسرت رعشة بين شرايينك؟!

أخبرني بوضوح،،
هل بلغك بعض جنوني!!؟

لينا ناصر

تحية كواليس:

بالفعل لا تزال الكاتبة لينا ناصر طفلة تعبث بالألوان وأقلام الرصاص وإن كانت لا تحتاج لأن تمحو، فهي واثقة الكلمة مختصرة الجملة واضحة الرؤية بشيء من الهدوء الذي يجعلها تزين كلماتها بميزان الذهب.. تجمع بين الأصالة والحداثة ليس في الأسلوب ولكن في فهم المساحة التي تعمل بها من دون أي تنازل عن المباديء اللغوية التي تعتبر الخربطة اللغوية مقتلاً للغة لنتوجه بعدها بين العامية والحروف اللاتينية المطعمة بالأرقام وما شابه.

ضيفتك تشبه رقتك وشاعريتك وطلة عملكما يتحدث عن ذاته، ويبذو في ذلك الأسئلة التي تتغلغل في الروح فتعطي الأجمل.

حوار خفيف نظيف موسيقاه “منه وفيه” وإضافة دسمة لمكتبتنا الألكترونية بإذن الله.

شاهد أيضاً

علامة عرض اوضاع لبنان والمنطقة مع سفير هنغاريا

استقبل رئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النائب الدكتور فادي فخري علامة سفير هنغاريا في لبنان …