ما هو عيد ارتفاع الصليب؟

تحقيق: لطف الله ضاهر/ القليعة- مرجعيون

تحتفل الكنيسة في الرابع عشر من شهر ايلول من كلّ عام بعيد ارتفاع الصليب المقدّس ، ويرتبط هذا العيد بحادثة صلب وموت السيّد المسيح على جبل الجلجلة …

 

وبعد هذه الحادثة اختفت آثار الصليب الذي صلب عليه السيّد المسيح ، لأنّ الرومان رموه في الحفرة الكبيرة التي كانت قريبة من جبل الجلجلة ، وأقاموا مكانه معبداً للإله الروماني فينوس ليمنعوا المسيحيين الأوائل من زيارة المكان وتكريم الصليب المقدّس …
واستمر الوضع هكذا الى سنة ٣٢٦ ميلاديّة ، عندما حضرت الامبراطورة القدّيسة هيلانة والدة الامبراطور قسطنطين الكبير الى اورشليم للبحث عن خشبة الصليب المقدّس … وعندما سألت عن الأمر اخبروها بأنّ الصليب مدفون بقرب معبد فينوس الذي اقامه الامبراطور ادريانوس ، فأمرت بحفر المكان وعثرت على ثلاثة صلبان ، ولمّا لم تعرف ايّها صليب السيّد المسيح الحقيقي ، اقترح البطريرك مكاريوس ان يوضع واحد تلو الآخر على جثّة احد الموتى الذين كانت جنازتهم بالمكان في ذلك الوقت ، فعندما وُضع الصليب الثالت عادت الحياة للميت بأعجوبة باهرة ، وبعد ذلك وضعوا الصليب على امرأة مريضة فشفيت في الحال ، عندئذ رفع البطريرك مكاريوس خشبة الصليب ليراها جميع الحاضرين فرتّلوا
” يا رب ارحم ” ودموع الفرح تنهمر من اعينهم ، فرفعت القديسة هيلانة الصليب المقدّس على جبل الجلجلة وبَنَت فوقه الكنيسة المعروفة الى يومنا هذا بكنيسة القيامة …
وفي سنة ٦١٤ ميلاديّة كان كسرى ملك الفرس قد اجتاح اورشليم وأسر الوف المسيحيين وفي مقدّمتهم البطريرك زكريا ونقلهم الى بلاده ، واخذ ذخيرة عود الصليب غنيمة ، وبقيت في حوزته ١٤ سنة …
سنة ٦٢٨ ميلاديّة استطاع الامبراطور البيزنطي هرقل الانتصار على الفرس ، وكان اهمّ شروطه اطلاق المسيحيين وإرجاع ذخيرة خشبة الصليب المقدّس …
وكان كسرى الملك قد مات ونصّب مكانه ابنه سيراوس فقبل هذا الأخير بالشروط واطلق الاسرى سالمين مع البطريرك زكريا بعد ان قضوا في الاسر ١٤ سنة ، وسلّم ذخيرة عود الصليب الى الامبراطور هرقل وكان ذلك سنة ٦٢٨ ميلاديّة ، فأتى بها هرقل الى القسطنطينيّة التي خرجت بكلّ من فيها لاستقباله بالمصابيح وتراتيل النصر …
وبعد مرور سنة جاء بها الامبراطور هرقل الى اورشليم ليركّز عود الصليب في موضعه على جبل الجلجلة وهو يلبس ابهى الثياب وجواهر الملوك ، فقام لملاقاته الشعب وعلى رأسهم البطريريك زكريا واستقبلوه بأبهى مظاهر الفرح والمشاعل والترانيم وساروا حتى طريق الجلجلة …
وهناك توقّف الملك بغتة بقوّة خفيّة وما امكنه ان يخطو خطوة واحدة ، فتقدم البطريرك وقال للملك : انّ السيّد المسيح مشى هذا الطريق حاملاً صليبه ، مكلّلاً بالشوك ، لابساً ثوب السخرية والهوان ، وانت تلبس اثوابك الارجوانية وعلى رأسك التاج المرصّع بالجواهر ، فعليك ان تشابه المسيح بتواضعه وفقره …
فأصغى الملك الى كلام البطريرك ، وارتدى ثوباً حقيراً ومشى مكشوف الرأس ، حافي القدمين ، فوصل الى الجلجلة ، حيث ركّز الصليب في الموضع الذي كان فيه قبلاً …
ومنذ ذلك الوقت والكنيسة تحتفل في الرابع عشر من ايلول بعيد ايجاد الصليب المقدّس على يد القدّيسة هيلانة ، واسترجاع خشبة الصليب المقدّس من بلاد فارس على يد الامبراطور هرقل …

شاهد أيضاً

جهاز أمن مطار رفيق الحريري في بيروت يوقف طائرة تحمل عبارة “تل أبيب”

المديرية العامة للطيران المدني في لبنان تطلب من طائرة تابعة للخطوط الجوية الأثيوبية إزالة عبارة …