خطاب لودريان رسمي وشخصي: لَجمُ الانهيار لا الإنقاذ.. وعودة الحريري لم تُحسم!

كتبت هيام القصيفي في “الأخبار”: تربط وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان بلبنان علاقة خاصة. وكلامه أمام مجلس الشيوخ الفرنسي، لم يكن حصراً كلام وزير خارجية يعبر عن الموقف الرسمي للحكومة الجديدة التي احتفظ بمنصبه فيها. كل من يعرفه يدرك أن الرجل المخضرم يعرف تاريخ لبنان وحاضره، ويحترم خصوصيته وحيوية شعبه. ومن التقاه في مأتم البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير، العام الفائت، شهد حرصه على تحييد نفسه عن السياسيين الحاضرين، معبراً عن احترامه للمناسبة وما شاهده ولمسه من الناس تجاه من وصفه بأنه “شخصية عظيمة ورجل سلام”. لذا يأخذ كلامه بحسب عارفيه وكذلك مطلعين على الموقف الفرنسي منحيَين، رسمي وشخصي.

فهو يكمل التوجهات الفرنسية الرسمية التي عبّر عنها الرئيس إيمانويل ماكرون في تقويم أجرَته الشهر الماضي دوائر الرئاسة الفرنسية للوضع اللبناني، والتي كان السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه يتحدث في زياراته الرسمية في شكل مختلف عنها تماماً، وفي الاتصالات التي أجرتها لاحقاً باريس مع واشنطن والرياض. لكن كلام لو دريان أخذ صبغة عاطفية وشخصية، ناجمة أيضاً عن معرفته بما يجري في لبنان عبر شخصيات غير رسمية، وبالتالي هو مطّلع تماماً على حقيقة ملفات الفساد والهدر وألاعيب السياسيين والمصرفيين اللبنانيين.

في آخر تحديث للموقف الفرنسي وما خلصت إليه الاتصالات التي أجرتها باريس، تزامناً مع كلام وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو حول لبنان وسبق أن تبلّغه الفرنسيون، أن أي مبادرة يمكن أن تحملها باريس بعد التنسيق مع واشنطن والرياض، تتحدث عن محاولة ترتيب ما، وليس إنقاذاً وحلاً دائماً للأزمة الراهنة التي باتت مستعصية وتتطلب عملية إحاطة واسعة تحتاج الى برنامج عمل واضح وشفاف والتزامات إقليمية ودولية لم تحسم بعد. أي أن ما يُعمل عليه محاولة لجم الانهيار الذي بات حقيقة أمام هذه العواصم، والعمل على تأخيره الى أقصى حد ممكن للأشهر المقبلة في انتظار تسوية أشمل إقليمياً ودولياً، لا تتعلق حصراً بالانتخابات الأميركية، بل أيضاً بتطورات سوريا والعراق المتسارعة. أما محلياً، فأمام لبنان مجموعة أفكار مطروحة عبّر عنها الفرنسيون في صورة مجملة، وتحدث عنها الأميركيون في صورة أوضح.
في التقويم الأخير أن هناك شبه إجماع غربي على ضرورة تشكيل حكومة جديدة في لبنان يمكن أن تساهم في ضخ بعض الحياة، وتساهم في إعطاء ثقة أكبر بأي خطة إصلاحية سياسية ومالية. وهذا العنوان بات متصدراً الأولويات التي ينصبّ الجهد الدولي عليها. ورغم أن العواصم المعنية تدرك أن تشكيل حكومة جديدة يتطلب تفاهمات إقليمية ودولية بالحد الأدنى، وقد لا تتوافر كل شروطها، إلا أنها باتت على ثقة بأن الحكومة الحالية لن تستطيع تأدية أي دور فعّال في هذه المرحلة. وهذا يفترض استغلال مرحلة ما قبل الانتخابات الأميركية لفعل أي شيء قد يتبلور أكثر وينضج بعد حصولها وتبيان اتجاهاتها.

لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.
المصدر: الأخبار

شاهد أيضاً

مؤمن الرفاعي بحث مع معاون الامين العام ل “حزب الله” الاوضاع في لبنان والمنطقة

التقى المستشار في العلاقات الدبلوماسية الشيخ مؤمن مروان الرفاعي، معاون الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ …