ملائكة الرحمة بحاجة إلى رحمتكم

بقلم الكاتب نضال عيسى

 

أرحموا مَن في الأرض ليرحمكم مَن في السماء…. فبينما كنت أخذ قهوتي الصباحية واكتب مقالتي اليومية كان اختياري بعنوان أزمة أخلاق وكيف يستغل المواطن الأزمات على حساب أهله لمزيد من الربح. رن هاتفي وعند تلقي الاتصال كانت المتصلة تتأكد بأنني الشخص الذي تريد أن تتكلم معه، بعد التأكد اخذت تشرح لي لماذا تتصل وصوتها يختنق ألما” وبدت وكأنها تريد الصراخ لكي يسمع صوتها وقالت تلك العبارة التي أتمنى أن يفهم معناها مَن يتخلى عن انسانيته، أرحموا مَن في الأرض ليرحمكم مَن في السماء يا أستاذ نضال أنا اسمي سمية علي طعمة ممرضة في مركز وزارة الشؤون الأجتماعية ويقولون عنا (ملائكة الرحمة) وأريد منك إيصال صوتي وصوت زملائي الذين اتكلم بأسمهم أننا الممرضون والممرضات في مستشفى راغب حرب ومستشفى النبطية الحكومي الجامعي، ومستشفى النجدة الشعبية، والممرضون في مراكز الشؤون الاجتماعية.
لم نعد نستطيع متابعة عملنا ومساعدة المرضى إذا استمر الوضع على هذا المنوال.
انا ممرضة وقد انتظرت على محطة الوقود 24 ساعة لتعبئة سيارتي بعشرين ليتر. لقد قضيت ليلة كاملة في سيارتي كي استطيع الوصول إلى عملي في المستشفى فهذا واجبي الأنساني ومن المستحيل ان اتخلى عنه
ولكن كيف لي أو لزملائي الأستمرار. أين نقابة الممرضين ووزارة الصحة التي يجب أن تصدر لنا بطاقات خاصة او تعليمات لأصحاب المحطات بتسهيل أمور الممرضين والممرضات.
شخص وحيد قام بمبادرة لأجلنا مشكور ومأجور وهو يملك محطة محروقات ويدعى الحاج كمال غبريس في المصيلح حيث خصص يوماً لتزويد الممرضين والممرضات والأطباء بالوقود فلماذا لا يكون لنا يوم لتعبئة سياراتنا فنحن لا نحتاج إلا لليترات قليلة للذهاب إلى عملنا لسنا تجار غالونات؟؟؟
راتبنا الشهري يا استاذ ما بيطلع حق تنكتين بنزين بالسوق السوداء ولا نستطيع شراءها.

شقيقتي يا استاذ نضال تعاني من المرض الخبيث وهي بحالة متطورة جدا” في المرض ذهبنا بها إلى المستشفى ولم نجد سوى ممرض واحد وشقيقتي بدأت تنتابها اعراض كهرباء في الرأس فبدأت انا بمساعدتها
والجميع يعلم أن باب التوظيف مفتوح في الخليج وأفريقيا وكثر من الزملاء ينوون الهجرة والعمل هناك. لمَن سنترك هذه المهنة ولماذا نعامل بهذه الطريقة..
فوعدتها بنقل الصورة كما هي بعد أن استمعت لصرخة أحد ملائكة الرحمة وقلت لها مقالتي المقبلة ستكون عنكم وعن معاناتكم ونقل هواجسكم عبر الإعلام والمسؤولين المباشرين
ولهم أقول.
أين كنتم عندما بدأت جائحة كورونا وكان الممرضين والممرضات في مواجهتها بينما كنتم انتم محجورين في منازلكم تشاهدون التلفزيون وتتسامرون على هواتفكم وتتفننون بأعداد الطعام.
أين أنتم من تضحيات هؤلاء أثناء الحروب التي لم تتوقف
أين أنتم من صرخة هذه الممرضة التي تعمل بكل أنسانية دون أن تلتفت مَن هو المريض او من اي منطقة همها الوحيد هو تضميد جراحه او مساعدته طبيا”
لجميع اصحاب محطات الوقود والعاملين فيها سوف أوجه لكم سؤالا” واحدا” لو كانت هذه الممرضة تطلب منكم تعبئة سيارتها وأنتم رفضتم وقلتم لها كلاما” نابيا” وبعد ساعة نقل احدكم  إلى المستشفى لسبب ما وكانت هي مَن ستساعده ثق تماما” انها ستنسى الإساءة التي وجهتها لها وستكون لك خير مساعد كيف لا وهي ملاك الرحمة
أيها المسؤولين.. يا معالي وزير الصحة العامة ويا نقابة الممرضين والممرضات أوجدوا حلا” لمن يضمد جراحنا…. فملائكة الرحمة لا يجب أن تطلب الرحمة منا بل من الخالق فقط… والسلام

بقلم الكاتب نضال عيسى

 

شاهد أيضاً

القانون لا يحمي المستهلكين: أي لحوم يأكل اللبنانيون؟*

  آلاف الأطنان من اللحوم الهندية المجمّدة تدخل لبنان سنوياً و«تختفي» في سوق اللحم. لا …