قضية الإمام الصدر، بحجم وطن وعلى مدار العالم

بقلم:القاضي حسن الشامي
مقرر لجنة المتابعة الرسمية لقضية إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه

تكتسب قضية إخفاء الإمام السيد موسى الصدر  ورفيقيه سماحة الشيخ محمد  يعقوب والصحافي  الأستاذ عباس بدر الدين، أهمية فائقة، لعدة عوامل أبرزها: 

  1. الطابع الوطني لها، تبعاً لشخصية الإمام الصدر المحورية الجامعة لكل لبنان قو ًلا وفعلاً.
  2. مظلومية وغرابة جرم الخطف أو الإخفاء القسري الذي أقدم عليه معمر القذافي ونظامه في آب 1978.

 – 3سقوط النظام، والأمل بحصول على معلومات توصل إلى مكان إحتجاز الإمام ورفيقيه.

4- الإلتفاف المتزايد حول شخصية الإمام، لا سيما وأن ما يمر به لبنان أبرز أكثر وأكثر مدى الخسارة بغياب موسى الصدر عنه، إذ إنه:

  • أ- كان داعية حوار حقيقي، ثبت أنه الوسيلة الناجعة الوحيدة لحل مشاكل اللبنانيين.
  •  ب- كان نموذجاً يحتذى به في الترفع عن المطالب والإبتعاد عن أي شبهة فساد.

ج-  كان مثالًا للقائد العامل بصدق ليلًا نهارًا بدل الإكتفاء بالكلام.

د-   كان فعلاً صاحب رؤية بعيدة الأفق في الزمن، عميقة في جذور الإنتماء إلى الوطن، وتشجيع

قواعد المساواة والعدالة الإجتماعية، وبناء الدولة الحديثة الراعية والواعية.

و – حامل هموم وأوجاع الناس، ومعهم هموم الوطن بـأسره. من جنوبه ” المحترق” إلى شماله وبقاعه “المظلومين” إنمائياً.

ولا بد لنا عند الحديث عن قضية إخفاء الإمام الصدر أن نتطرق إلى محاور ثلاث، ربما تجيب عن أسئلة – أو بعض أسئلة – المتابعين:

 – المحور الأول: سبب إقدام معمر القذافي على خطف الإمام .

 – المحور الثاني: مسار متابعة القضية منذ عام 1978 وحتى اليوم.

 – المحور الثالث: ما هو الأفق الذي يمكن الوصول إليه أو العمل ضمنه.

بالنسبة للمحور الأول: لقد ثُبت لدينا في التحقيقات اللبنانية والإيطالية والليبية أن الإمام الصدر ذهب إلى ليبيا لمقابلة معمر القذافي (بوساطة الرئيس الجزائري الراحل المرحوم هواري بومدين) بهدف بحث ملفي جنوب لبنان و ُسبل إنهاء الحرب الأهلية.

ذلــــــك أن معمر القذافي كما هو معروف وثابت، كان يعمل على تحويل الجنوب إلى ورقة بيده ولو إحترقت مع أهلها، بذريعة محاربة إسرائيل (شكلاً). وكان ناشطاً في إذكاء نار الحرب الأهلية وصاحب نظرية ترحيل المسيحيين من لبنان.

وهـــــذه الاسباب هي ذاتها التي دفعت بمعمر القذافي إلى إتخاذ قرار بـ” إبعاد” الإمام. ودبر بعد ذلك مسرحية السفر إلى روما (ثابت بحكم قضائي مبرم أنها مفبركة) وإلى ما هناك من نفي وأكاذيب قذافية حاول أيضاً بعض سماسرته في لبنان ودول أخرى، الترويج لها.

– هل خطط معمر القذافي للأمر أم حصل فجأة: لا جواب حاسم.

– هل هناك محرضون وشركاء؟ نعم، لكن غير ثابت من هم.

– هل هناك مستفيدون؟ بالطبع؟ وأولهم إسرائيل، لكن ذلك لا يعني أنها هي من خطفت الإمام.

– لماذا فعل معمر القذافي ذلك في ليبيا وبهذه الطريقة؟ الجواب هو غرابة أطوار ذلك الحاكم المستبد.

في المحور الثاني: فإنه منذ اللحظة الأولى حاولت الدولة اللبنانية ورغم ظروف الحرب الأهلية آنذاك، أن تتابع وتضغط، لكن للأسف كان القذافي متعنتاً متغطرساً غير متعاون، فكان الموقف في الدعوة إلى مقاطعته ونظامه وسفيره في بيروت، دون الشعب الليبي المظلوم البري من أفعاله وزمرته. إلى أن تم تفعيل الملاحقات القضائية بعد تحرير الجنوب عام 2000، من قبل عائلة الإمام (المتفرغة للقضية)، ومعها الدعاوى في

إيطاليا وأمام محافل دولية.

وكـــــان التطور الأبرز عام 2008 بصدور قرار ظني عن المحقق العدلي سابقاً في القضية القاضي الراحل سميح الحاج (رحمه الله) بحق معمر القذافي وبعض أعوانه. ومـــــن ثم بدء المحاكمة أمام المجلس العدلي منذ بداية العام 2011، وقـــــد تزامن ذلك لمصادفات القدر مع إندلاع ثورة 17 فبراير (شباط) في ليبيا ومن ثم سقوط النظام ومقتل معمر القذافي في 2011/10/20.

وهنـــــا بدأ مسار جديد عبر تشكيل لجنة المتابعة الرسمية المنبثقة عن الحكومة اللبنانية وتضم قضاة

وضباط ودبلوماسيين وأمنيين وخبراء جنائيين وإعلاميين. وقــــد زارت اللجنة ليبيا عدة مرات وقابلت قادة الثورة والحكومات المتعاقبة بعدها. وإلتقت أركان النظام البائد في السجون هناك، وفي عدة دول يقيمون فيها الآن. وأبرمت الحكومتان اللبنانية والليبية مذكرة تفاهم في القضية عام 2014. لكن لم يتم تنفيذ ما يستحق الذكر منها بسبب عدم بلورة الجانب الليبي لموقف متكامل يتوج بنتائج واضحة، وأيضاً بسبب إنهيار الوضعين الأمني والسياسي هناك.

كمـــــا تتابع اللجنة عملها في دول أخرى، مع أجهزة إستخبارات ذات صلة، ومع جهات دولية، ومع أفراد مختصين.

ومـــــن الملاحظ أن المحقق العدلي في القضية القاضي زاهر حمادة إتخذ عدة إجراءات بحق موقوفين ومطلوبين وشهود، بما أعطى زخماً للملف.

ويقتـــــضي لفت العناية إلى أن لجنة المتابعة على تنسيق تام مع عائلتي الصدر وبدر الدين، ومع المرجعيات الداعمة، بما يسهل عملها ويجعله أكثر فائدة وفعالية.

أما بالنسبة للمحور الثالث: فإن ما تعمل له وعلى أساسه اللجنة هو ” تحرير الإمام ورفيقيه من مكان إحتجازهم المجهول”… وهذه ليست فكرة هلامية أو تخيلية، وليست مجرد شعر أو كلام للإستهلاك، إنها إتباع لقواعد العمل الجنائي في جرائم الخطف، معززة بمعلومات أكيدة موثقة ان الإمام الصدر تنقل بين أكثر من ثلاثة سجون على الأقل (جنزور، مكتب الضر، سبها) وأنه لم تثبت أية نتيجة أخرى بأي شكل من الأشكال، ولا حتى بفحوصات الحمض النووي عدة مرات ولا حتى بإفادة متكاملة بسيطة لشاهد واحد!!!

إن لجنة المتابعة ليست أمام عمل له مدة زمنية حتى يتم سؤالها عن “المدى” و “الإنجاز” … هي تعمل بقناعة وقواعد منطقية لا عاطفية… قانونية لا سياسية… مهنية لا مزاجية.

لــــــــــــذا،

خـــتام الكلام للجميع: نعمـــل بصمت- دون أجرة طبعاً- كفريق متكامل… نزعم الإحتراف لكن بسرية مطلوبة… بحرية لكن مع عدم الرضوخ لأي ضغط مهما طال الوقت.

شاهد أيضاً

“كيك رولي..🤎🍫”

​​ #المقادير كيك بالشكولاتة(اي كيك تعتمديه). نصف كوب حليب. 2 ملاعق شكولاتة الطلاء. 2 ملاعق …