الشيخ سامر أكرم الصايغ:

 

« فرن الجبل» : أولى الخطوات في مساعدة أهلنا في« شارون»..

 

يسير على خطى والده الذي أخذ من الجبال شموخها ومن الأرض عطائها ومن الصخر صلابته ومن الزهر طراوته ومن البحر نقاء سريرته وعمق قراره ومداه الذي امتطاه.
حمل الإنسانية شعاع نور يضيء ظلام الجهل ويهدي للمعرفة…
الشيخ سامر أكرم الصايغ الذي جعل العطاء والإنسانية عنواناً عريضا إيمانا منه بوطن باعه مسؤوليه وسياسييه وتركوا شعبه للمجهول، فكان لا بد من الشيخ سامر كالبعض ممن يحبون هذا البلد ويخافون على ناسه ويؤمنون بالعطاء من أجل العطاء بأن يقوم بمبادرات فردية علّها تكون درسا لمن هم أكثر قدرة على تأمين فرص العمل لشعب بات يعيش الفقر والعوز والجوع والبطالة والهوانة ويذل يومياً على محطات المحروقات وعلى أبواب المحلات التجارية وغيرها وللأسف هو خانع راض بما يحصل له..

مجتمعنا اللبناني أساسه الترابط والإلفة والمحبة..

 

جاءت المبادرة من الشيخ سامر لستر عوائل لم تعد قادرة على تأمين حاجياتها وقوتها اليومي، فكان إفتتاح« فرن الجبل»، ليكون مبدئيا أولى المشاريع التي تساعد في تأمين فرص عمل لشبابنا…
كواليس إلتقته وعادت بهذا الحوار لنتعرف فيه إلى الشيخ سامر أكرم الصايغ وطموحاته ومشاريعه وأمنياته، وهذا أبرز ما جاء فيه..

*في البداية نود التعرف إلى الشيخ سامر االصايغ، ولماذا إخترت الشأن العام والعمل الإجتماعي؟

سامر الصايغ إبن المرحوم أكرم الصايغ من بلدة «شارون» الشامخة المحبة بأهلها وناسها، سرت على خطى والدي الذي إنتهج العمل الإجتماعي والإنساني منذ زمن وقد ربانا على هذا النحو، خصوصاً وأن مجتمعنا وبيئتنا اللبنانية مترابطين بالشأن العام والعمل الإجتماعي اللذين هما من أهم سمات الإنسانية التي نتمتع بها بشتى طوائفنا ومذاهبنا، لكن للأسف الشديد هناك البعض ممن يتشتتون بأفكارهم ومواقفهم في بعض الأحيان كرمة شيئ لا يستحق، لذا إذا أردنا النهوض بلبنان من جديد علينا العودة إلى جذورنا وأوصولنا بالكرم والمحبة والإلفة..

بالرياضة يمكننا إنشاء مجتمعا سليما بعيدا عن التعصبات الطائفية..

*فهذه اللوحة الفسيفسائية لا يمكن لها التفكك لو مهما حاولوا.
لماذا إخترتم بناء ملعبا رياضيا خاصا «بالفوتبول»؟

لقد بحثنا فيما مضى مع شخصيات كثيرة في ضيعتنا «شارون» لإنشاء مجمعات رياضية تفيد شبابنا بنشاطاتهم الثقافية والترفيهية والرياضية، لكن للأسف لم نلق آذانا صاغية، لذا إتخذنا القرار بإنشاء هذا المشروع على عاتقنا الشخصي ليكون مكاناً إجتماعياً ثقافياً ترفيهياً رياضياً لأبناء الضيعة، خصوصاً في الوضع الإقتصادي الراهن الذي يعيشه لبنان، إذ لا يمكن لنا إخراج أبنائنا من التقوقع الإجتماعي الذي يعيشونه إلا بجسم سليم وعقل سليم، فعندما يوجد هاذين العنصرين لدى الإنسان يستطيع الإبتعاد عن التعصبات الطائفية والحقن الذي يضغطون به على شبابنا من خلال حاجتهم للمال وفراغهم من العمل والنشاطات، لذا إرتأينا بأن الروح التي تنميها الرياضة، خصوصاً رياضة الفوتبول لا توجد أرقى منها فب بعث روح الإلفة والمحبة حتى للخصوم، والسبب الثاني لأنها الأكثر رواجاً في مجتمعاتنا الشبابية، لكننا لن نقف عند ذلك فقط، فإلى جانب ملعب الفوتبول سننشئ ملعب «باسكيت»، «وفولي»، لكن هذه المشاريع مؤجلة قليلاً نسبة إلى الوضع الإقتصادي الراهن، إذ رأينا بأن هناك الأفضلية لأمور أخرى في الوقت الحالي، وبإذنه تعالى نتمنى بأن تستطيع إكمال ما نرنو إليه من مشاريع تفيد شبابنا ومجتمعنا في القريب العاجل.

 

*أيضاً قمتم بإفتتاح «فرن الجبل»، ألف مبروك.. ماذا تخبرنا عنه وكم من فرص عمل أمّن هذا الفرن لأبناء الضيعة؟

 

هذا كان الهدف الرئيسي من إفتتاح «فرن الجبل»، وهو تأمين فرص عمل لشباب غلبتها الظروف ولم تعد قادرة على النزوح نحو العاصمة أو المناطق المجاورة لتأمين قوتها اليومي وحاجيات منازلها بسبب ما ذكرته آنفاً عن الوضع الإقتصادي الذي عصف بنا منذ سنوات مضت وقد إزدادت الحاجة الملحة منذ ثورة 17 تشرين ال 2019 للأسف، وخلال السبعة أشهر التي مضت من إفتتاح الفرن إستطعنا تأمين 18 فرصة عمل حقيقية والحمدلله، وما هو معروف بأن فرننا كل عماله لبنانيين ومن أبناء المنطقة، وأتمنى لو أن باقي المناطق على كافة الأراضي اللبنانية بأن تقوم بالمبادرة ذاتها لتأمين فرص عمل لكل اللبنانيين للحد من البطالة والوقوف إلى حانب أهلنا، أما السبب الثاني لإفتتاحنا للفرن هو تأمين الأمن الغذائي لمناطقنا، فبعد دراسات قمنا بها وجدنا بأن مناطقنا بحاجة إلى 9 أفران من أجل إكتفائها الذاتي في الرغيف.

*ماقمتم به مخاطرة كبيرة في ظل الوضع الاقتصادي الراهن، ألم تصبكم الرهبة والخوف من فشل هكذا مشروع؟

لا بد من عملية حسابية لهكذا مشاريع، لكننا إذا لم نقم بالمخاطرة لا يمكن لنا النهوض والوقوف على أقدامنا مجددا، خصوص وأن ابنائنا لهم الحق علينا في تأمين فرص عمل تقيهم شر الأيام وغدرات الزمان، بالإضافة إلى حقهم بتأمين أبسط حقوقهم بالعيش الكريم، فالإناء الملآن ينضح بقدراته لبناء مجتمع سليم وإكتفاء عائلات لا ترضى بالمذلة أو المعونات والحسنات التي لا تكفيهم لأيام معدودة، بالإضافة إلى تأمين حاجياتهم وتربية أبنائهم ليكونوا هم مستقبل لبنان الذين سيكملون المسيرة من بعدنا، لذا وبالرغم من خطورة الوضع ومساوئه لا نسمح لأنفسنا بأن يدخلها اليأس والخوف والرهبة، لأنهم السبب الرئيسي في فشل الإنسان في حياته الخاصة والعامة ويحدّ من طموحه في إنشاء وإزدهار مجتمعاته، فنحن نسعى بما يتوجب علينا والباقي على الله وهو ولي التوفيق.

 

لبنان يعاني من أزمة المحروقات وخصوصاً مادة المازوت، كيف تؤمنون أنفسكم وهل لديكم مخزون كاف، وفي حال فقدان مادة المازوت، هل ستقفل الأفران أبوابها وهي تطعم الناس خبزها كفاف يومها، وماهو البديل إذا حصل ذلك؟

للأسف هذه أزمة مرهقة جدا نعاني منها كما يعاني جميع أفران لبنان، وإذا لم تتأمن مادة المازوت في القريب العاجل 80 % من الأفران ستقفل أبوابها، خصوصا وأنها أيضا لم تعد تستلم الطحين من المطاحن التي أيضا تعاني من فقدان مادة المازوت، أما فيما يخصنا ليس لدينا مخزون لمادة المازوت ولكننا نسعى جاهدين بكل ما أوتينا من قوة مع كل الجهات والشركات المختصة من أجل تأمين المازوت لنا لكي نبقى قدر المستطاع مدة أطول من أجل تأمين الخبز، أما ما هو البديل، للأسف لا يوجد إذا مافقدت مادة المازوت وطالت هذه الأزمة ستعود الناس إلى تأمين خبزها بنفسها ولا أعلم ما هي الطريقة، لذا نطالب برفع الدعم عن مادة المازوت من أجل تأمينها بشكل أسهل، حتى ولو ذلك سيرفع من سعر ربطة الخبز، ولكن ستكون هذه الرفعة بسيطة وهي أفضل من الإذلال الذي يتعرض له المواطن اللبناني وأصحاب المصالح والأفران وغيرها…

*كلمة أخيرة؟

أتمنى من كل من لديه القدرة على العطاء بأن لا يتأخر عن ذلك من أجل زرع البسمة في قلوب حزينة غلبها الفقر والعوز، وليعلم الجميع، بأن سعادة الإنسان هي في العطاء لا في الأخذ، وشكرا لمجلة كواليس على لفتتها في متابعة وتغطية كل حدث يصب في مصلحة مجتمعنا اللبناني الذي نحب.
رانية الأحمدية
تغطية:
إنتصار الصايغ

شاهد أيضاً

دراسة تكشف فوائد الوظائف المرهقة على الدماغ !

أولئك الذين عملوا في وظائف ذات متطلبات معرفية أعلى، شُخّص إصابة 27% منهم بضعف إدراكي …