في ركب الحسين (ع)

 

من وحي قصيدَتيّ السيِّد الأستاذ المرجع المجدد محمد حسين فضل الله في الامام الحسين (ع) :

ديوان يا ظلال الإسلام .
علي رفعت مهدي _ 2003

______


لا تقرأ في أدب السيد وكلماته إلا روح الثورة و الخلود : الثورة على ما بَلِيَ من الموروثات الفكرية …. والخلود في ذمة الزمن وضمير الحياة .. ولعل صفاء البصيرة ، وحركية القلب عند السيد الداعية الرسالي ، وما امتاز به من آلاء حدَّث بها ونذر وجوده لانطلاقتها ، شكل المعين الذي انطلق الإيمان فيه نبض صدق حمله الأفذاذ من أبناء الأمة وحدةً وصلاحاً في زمن التشرذم والفساد ، لتلتقي دعوة السيد في ركب الحسين (ع) الخالد الذي سنَّ في دنيا الوجود ثورة الكمال كله ، ليأتلف العالم ، ملوناً بإبتهال الدماء الزاكية ، وليثير التاريخ على ركائز الإباء والكبرياء والشموخ .. فظلال الحسين ظلال الإسلام ، وتاريخ الحسين فورة رسالة لا يخمد أوارها ، وعبق أنوار لا تلين ، وعبقر شعر لا يعرفه إلا الرساليون يأخذون الحسين الثورة / والإمامة والرشاد / والهداية والتقوى والإصلاح :
يا ظلال الإسلام في كربلاءِ
لوني الحرف بإبتهال الدماءِ
واثيري التاريخ فينا
افتحي الروح على كل عزة وإباءِ
يشهق المجد وعندها في انطلاقٍ
يلتقي بالجدود والآباءِ
ويضم الإيمان في روحه الحيرى
امتداداً لثورة الشهداءِ ( 1 )
في ركب الحسين يسير سيِّد علمٌ ، يحمل راية حقٍّ وجهاد ، يثأر للحسين فكراً وعقيدة وثورة وتضحيات ، فالحسين لم يخرج اشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرج لطلب الإصلاح في الأمة التي عادت لما ألِفَت من موروثات وترَّهات وبِدع ، والحسين أحقُّ من غيَّرها ، في هذا الركب ينطلق “السيد ” بصوت حسينه الذي أحب وعشق ـ وبصرخاته ، وجهاده ، وثورته ، داعية إصلاح وتغيير لما أعتادته الأمة وتخدَّرت به من عادات وتقاليد فرضت قداستها المزعومة علينا ، فصارت دهاليز تفرق ، وتاريخ أساطير .. فالحسين ملحمة نصر وفداء وليس نواحاً تثيره لوعة المأساة فحسب ، والحسين نبض عاطفة يشتد لظاها في قلوب الشهداء والصديقين والصالحين ومن حسن رفقه وصحبه لركب الحسين :
ليس تاريخها حديث الأساطير الكسالى على شفاه السكارى
ونواحاً تثيره لوعة المأساة
في شهقة الدموع الحيارى
وبقايا ملاحم تبدعَ النَّصرَ – على مفرق الشهادة – غارا
بل هو الحق تلتقي الأريحياتُ لديه شهادةً وانتصارا ( 2 )
في ظلال كربلاء يتفيأ “السيد ” الحق َّ لا سواه ، وفي ركب الحسين يستلهم السيد الإسلام الحركي الأصيل، إسلام الفكر والثورة والمعرفة واليقين والصلاح والإصلاح والتغيير والجهاد والفداء والمحبة والشهادة والإنتصار …
… هو ركب الحسين (ع) !
يحدوه “السيد ” في زمن التخاذل والتشرذم ، زمن الخنوع والذل والخضوع والاستسلام ، زمن الصمت عن الحق الذي جسّده الحسين ، والعدل الذي أرسته دماء الحسين ، زمن القهر والإستبداد والتعسف والقتل والتنكيل ، وإذا ما خرج السبط آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر رافضاً للظلم منكراً للعدوان على بلاد الله وعباده ، فإن حفيده السيد يمتشق سيفاً من سيوف كربلاء معلياً راية الحق والحقيقة ، ومغيراً وثائراً على كل قوافل التخلف والجهل والعصبيَّة والغوغائية ، ليبقى الحسين في دمائنا شريان الحق والهدى ، وفي عقولنا رسالة عز وجهاد ووحي ، وبطولة يقول السيد في ثورة كربلاء :
إنها قصة الشعوب ، إذا جلجل فيها تاريخها الأريحيُّ
في انطلاق لا ترهق العصبيات خطاه ، ولا الخيال الدجيُّ
إنما تستثيره دعوة الحق
إذا قادها الشعور الأبي ُّ،
حيث يجري معاً على ساحة المجد جهادٌ حرٌّ وفكرٌ قويُّ ( 3 )
هذا هو ركب الحسين : دعوة الحق ، وشعور الإباء ، وساحة المجد و الجهاد و الحرية
والقوة .
وهذا هو السيِّد الحسنيّ / الحسينيّ : شاعر الرسالة وداعية الحب للإنسان ِ كلِّه …
_________
( 1و 2 و 3 ) – المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله ، يا ظلال الإسلام ، ط2 ، في ظلال كربلاء ، ص: 153 .وما بعدها …
مقال نشرته في جريدة ” بينات ” عام 2003 .
https://chat.whatsapp.com/CE61btHUAW13qyrvqIlKkH

شاهد أيضاً

ضاهر:” تمنى على الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة وقف السجالات العدائية “

تمنّى النائب ميشال ضاهر على “الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة”، وقف “السجالات العدائيّة في ما بينها، وإيلاء …