حلم المدينة الضائعة

بقلم: عبدالرحمن احمد ياسين


لا زال لبنان يلفت أنظار العالم أجمع إليه، ليس لجمال شواطئه، ليس لطقسه العليل، ليس لجباله الخلابة وطبيعته الساحرة، ليس لشعبه الكريم المثقف والحالم، ليس بفنادقه الفخمة والمريحة، بل يلفت أنظار العالم بخرابه وانفجاراته واغتيالاته والآمه المتتالية التي لا تنتهي.
مازال العالم يشهد على المراحل العصيبة التي يمر بها لبنان، مشاهد الخسارات والذل والدم والقتل …
من مشاهد مسلسل الاغتيالات التي عصفت بهذا البلد على مدى السنين الماضية يتجلى مشهد تفجير مرفأ بيروت حيث اكتمل المشهد وانتهت رواية بلد حزين خط قصته سياسيون مشرذمون طائفيون فاسدين ، خطوا قصته بحبر امتزج برائحة الجثث ودم شهداء من اهله وشعبه، بدمعة طفل فقد والديه وبحبيب فقد حبيبته خطوا قصته بدموع أمٍ ثكلى تبكي ابنها كل يوم ليكتمل المشهد النهائي بطمس الحقيقة الكاملة كما الحقائق التي سبقتها.
مر عام على التفجير الذي قضى على الشريان الحيوي للبنان ليعمق جراح اللبنانيين الذين يعانون من أزمة مالية واقتصادية خانقة، مر عام ولا يزال الدمار شاهدا” على الكارثة التي لفت المدينة الغرّاء، مر عام والحزن والألم يرافقان أهالي الضحايا بكل تفاصيل حياتهم ولازال كل لبناني بانتظار إنجاز التحقيقات حول خلفيات وأسباب هذا الانفجار..
عام مضى ولا زالت معاناة الاهالي تكبر متخوفة من طمس حقيقة من قتل اولادهم كما يبدو جليا” في المشهد من خلال تحريف وعرقلة مسار العدالة .
وبعد.. هل سيستطيع اللبنانيون تخطي هذه الحادثة الأليمة في ظل وجود طبقة سياسية فاسدة في ظل أزمة كارثية تحط بثقلها على كاهلهم تحت وطأة انسداد سياسي وفشل يتجلى في عدم تشكيل حكومة مستقرة يدفع بلبلاد الى شفير الانهيار التام .
لقد تحطمت جميع احلام اللبنانين مثلما تحطمت النوافذ المطلة على البحر ولم تقم الدولة بأي مبادرة للتصالح مع الشعب الجريح، هم وحدهم يعرفون الحقيقة لكن لا أحد يريد أن يعترف بها..
ويبقى السؤال إلى متى ستبقى “بيروت ” قلب لبنان الجريح المدينة الضائعة؟

شاهد أيضاً

مسيرات حاشدة بمحافظة إب اليمنية في جمعة معركتنا مستمرة حتى تنتصر غزة …

تقرير/ حميد الطاهري شهدت محافظة إب”وسط اليمن ” عصر اليوم مسيرة جماهيرية حاشدة في جمعة …