السَّلامُ عليكَ يا خالي

بقلم المبدع سهيل اليماني:

قمة الحسرة أن تقرأ إنجازاً لشخصية أنثى من بلاد متقدمة،  كبيرة في السن تستبعد ولادة فكرتك البكرة من رحمها الضيق!!
إلا أن لشخصيتي التي لم ولن أتمنى أن تحظى بالنجومية بدون إنجازاً مُشرف، لها صلة بعدم مقتها للعالم على حساب تواجد بلادي على رأس قائمة دول “العالم الثالث”

عندما أذاعت الأنباء عن تفشي كورونا نهاية كانون الثاني/ديسمبر ٢٠١٩م ولدت بُنيتي ولم يمضي على زواج ولعتي الأدبية بإبنة نُضجي سويعات انتشار جائحة كوفيد-١٩ حينذآك.

ما بين مارس ويناير سنة ٢٠٢٠م تجاوز عمرها عدد ضحايا العدو الغير مرئي والتي عقدت لها قبل أن أذرف دموع الحسرة بالأمس على ولدي البار من نسل ذرية مُخيلتي وكان ذلك قبل تصنيفها الأدبي بـ “الرواية”

بدت الحسرة تتآكل مني شيئاً فشيئاً لكن عندما تعرفت على من ٱقتحم الملكية الفكرية بطريقة تطورية ٱطمئن قلبي ورحت أندب حظي وأمقت البيئة والظرف المحيط بي…

يا خالي إن عنكبوت الحرب حاصرتني في زاوية ضيقة من وطني.!!

لا بأس لا بأس إن سالت دمعتكَ حزناً الآن على وحيد شقيقتكَ التي تفيض عينيها بالدموع كلما تشبثت شفتيها بحركة سكونٍ لقراءتها لأحرفي.!!

إنَّ المسألة ليست مبهمة عليَّ لكنها مبهمة بعض الشيء، لأن لا أحد يعلم بها ولا أتقن اللغة التي يجب أن أكتبها بها،  حتى أكون مُلماً بإعرابها والسماح لها بالصرف أتساءل: كيف لي أن أقولُ لكَ أنني بحاجة لإجاباتٍ كافية على علامات استفهامٍ غير موضعيةٍ في نهاية الأسئلة؟!

باختصار شديد: مساء التاسع والعشرين من تموز قرأت خبراً أصابتني بعد قراءته وعكة أدبية إن لم تكُ صحية لها صلة بالموجة الثالثة لفيروس كورونا المستجد وسأوجز لك الخبر بحذافيره:

الكاتبة الصينية فانغ فانغ
اتهمت كاتبة صينية دونت مذكرات تروي يومياتها خلال الحجر الصحي في ووهان، بـ “الخيانة” وإعطاء ذرائع لانتقاد الصين من خلال نشر قصتها في الخارج.

وتنوي فانغ فانغ (64 سنة) وهي روائية مشهورة في بلدها نشر مذكراتها في دار نشر فرنسية، بعدما تعرضت لمضايقات من قبل السلطات الصينية.

وتروي فانغ قصتها مع الحجر الصحي من خلال سردها لـ60 قصة متفرقة، كما نقلت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية.

وتبدأ القصة الأولى في 23 يناير، كما قالت للصحيفة، لتستمر القصص على مدى فترة الحجر الصحي (نهاية شهر مارس) الذي تعرضت له ووهان، وهي مركز وباء كورونا المستجد، والتي تحتضن نحو 11 مليون نسمة.

ولم تشفع الجائزة الأدبية الصينية المرموقة التي حصلت عليها فانغ في عام 2010، وتحميها من قمع السلطات التي حاولت مضايقتها وحملها على التخلي عن فكرة نشر مذكراتها.

وتسرد قصص فانغ مواقف إنسانية طبيعية لا تمت بأي صلة للسياسة، لكن السلطات أصرت على منع نشرها.

القصص تتعلق عموما بما تصفه فانغ “تخلي البعض عن مسؤولياتهم، وكيف كانت ترفض بعض المستشفيات المرضى لكثرة الوافدين، بالإضافة إلى قصص تروي الحبس اليومي لبعض الأقارب، وأخرى تتعلق بوفاة الأحباء، أو المساعدة المتبادلة بين السكان أو حتى المتعة البسيطة في رؤية الشمس تضيء غرفهم.

لكن فانغ تشك في أن بعض المقاطع أثارت تخوف السلطات مثل الآتي:

اليوم الثامن والثلاثون من الحجر.. “قال لي صديق طبيب: لقد علمنا نحن الأطباء منذ فترة أن هناك انتقالًا للمرض من إنسان إلى آخر، وأبلغنا رؤسائنا بذلك، ولكن لا أحد حذر الناس”.

وتحضى فانغ، التي تكتب عمودا يومياً في إحدى الصحف المحلية بمتابعة الملايين، فهي تقدم وجهة نظر أخرى غير التي يسوق لها النظام المركزي.

وما يؤرق السلطات الصينية الآن هو كون مذكرات فانغ ستنشر في باريس شهر سبتمبر القادم بعد ترجمتها إلى الفرنسية “وهو أشد ما يخشاه الحزب الشيوعي” على حد تعبير صحفي من جريدة “لوفيغارو” التي نقلت الخبر.

يذكر أن فانغ نشرت بعضاً من تلك القصص على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وحظيت بمتابعة قياسية، وهو ما ألهمها فكرة نشرها في مؤلف واحد، وفق ما نقلته عنها الصحيفة الفرنسية “لوفيغارو”.

كما أثارت سرعة ترجماتها إلى الإنكليزية والألمانية، التي أصبحت متاحة للطلب المسبق على متجر أمازون في 8 أبريل، مخاوف لدى الحزب الشيوعي الذي سارع إلى اتهامها بالخيانة.

اعلم يا خالي أن الفكرة فكرتي حيث لم أفشِ بها لأحد وبالرغم من ذلك إلا أن هذا الإنجاز للكاتبة فانغ فانغ الصينية محفز للإنسان المتباطئ والمحتكر لأفكاره نتيجة تأثره بالواقع ، ولا تبتئس كونها السباقة وربما هناك من سبقوني بعدة إنجازات لكن لا تكترث وأمنحني ثقتكَ، ويكفيني حسراتي على مُضي الشهور مذ بداياتي،  فإنجازي آتٍ وبقوة أيضاً ، ولا يخفى عليك أن لظروف الإنسان مسألة متصلة بنتاجاته وتوقفه وتعقيداته وللبيئة أيضاً شأن التدخل السريع فتقتحم الجوارح اقتاح التدخل العسكري لأي ثكنة ترى بالعين المجردة….

أبشرك ياغالي أنني قد أسميتها ” #جائحة_الضمير “؛
روايتي القادمة بطلها طالب عربي يدرس في الصين ويتعلق بإبنة ووهان وينجحا في تقديم حل مشكلة العالم وفقًا لظواهر رسالة الخالق لخلقه.

2021/7/31م
بقلم الكاتب اليماني سهيل عثمان سهيل
جميع الحقوق محفوظة-موقع مجلة كواليس

شاهد أيضاً

ضاهر:” تمنى على الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة وقف السجالات العدائية “

تمنّى النائب ميشال ضاهر على “الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة”، وقف “السجالات العدائيّة في ما بينها، وإيلاء …