قرف الشعب


د.ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي


عندما يفتح المواطن لي قلبه ويبدأ بشتم السياسيين أشعر بغصة في قلبي عما وصل إليه، وعندما ألومه على سكوته يبدأ بالتبرير الطائفي فأشعر أنني أمام إنسان يستحق كل ما يحصل له، فبالرغم من الذل والفقر والعوذ والحرمان ما زال يدافع عن زعيمٍ لطائفة ينتمي اليها بالفطرة ويلوم الآخر وكأن طائفته على حق ومَن ليس منه عليه أن يطيعه، هو إنسان يتبع الزعيم دون تفكير، لا بنفسه ولا بعائلته ولا بمصلحة وطنه، إنسانٌ ظرفيّ، وليد ساعته يتبع غريزته لا عقله.
يضع نفسه وعائلته في خطر ليحمي هذا الزعيم لست أدري لماذا؟
هل حياته أغلى من حياتك وحياة أولادك؟
هل يجب أن تعيش في الذل والفقر لأجله وهو يعيش كالملوك ويصرف من مالك ومال الدولة…
هل يستحق أن تُضحّي بأولادك من أجله؟
هل فكّرت يوماً من هو هذا الزعيم وماذا فعل لك ولوطنك؟ طبعاً لم تُشغّل عقلك لهذه الدرجة لأنّك مبرمج على الطاعة والانحناء دون سؤال.
أنت جبان ولست “قبضاي” كما تعتقد حتى وإن كنت تحمل سلاحاً، فأنت لا تحمل القرار، ألزّعيم يُقرر عنك كيف ستكون حياتك، يُسَيّرك (كالرّوبوت) الآلة وأنت تُطيع “أمرك زعيم” دون سؤال لأنّك لا تجرؤ حتى على سؤاله لِمَ يفعل ذلك.
إذاً أو إبقَ صامتاً ولا تشتم أو شغّل عقلك وأفسح المجال لكرامتك كي تعود إليك مجدداً، ونَمِّ حِسَّك الوطنيّ وحارب التبعية العمياء، وثُر على واقعك الأليم، عندها تصبح مواطناً تستحق وطنك ووطنك يستحقك.

شاهد أيضاً

8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة

تؤثر خيارات نمط حياتنا بشكل كبير على صحتنا، حيث يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي أو …