علي رفعت مهدي
_🌹
وهوت …
جبلاً من صبر … وتاريخًا من جمالات ..
وهي جميلة امهاتنا الجميلات …
ايقونةُ امهاتنا في افراح حياة جيلِنا واتراحها ..
كانت نعيَ الأحبّة في ازمنةِ الفقد … وفقد الأحبّة غربة
وكانت اهزوجة الفرح بربيع الشباب … وزفّاتِ السعادة … ومساكن المودة …
ام حسّان !!!
يا أحسنَ طيفٍ ؛ مرَّ في اعمارنا … منذ وعينا الحياة في علي النهري ووعينا الحب والجمال والحنان والعطف والرحمة …
الحاجة جميلة
يا اجمل الامهات …
قلبا وعقلاً وروحًا … وصبوات …
أترحلين ؟؟؟
وكيف لقلبك الكبير ان يغادِرنا ؛ يا حبقَ امهاتنا وبركاتنا وكبارنا وجميلاتنا ؟
أترحلين ؟
بعد حياةٍ من الجهاد والتضحيات والمكرمات عشتها وفي قلبكِ غصص الفقد لشريكِ حياتك ورفيق دربك ابي حسّان ؛ وحرقات الأسى ولوعات الامومة على ابنتك سحر .. سحر الصبايا والاخوات … ام على ملاكك الحفيد زياد الذي همستِ في أذنِ ابيه اخي فوزات :” موت ابنك هدّني وقصر لي عمري “
وكنت ُ على يقين ؛ ان هذه الصاعقة نازِلةٌ علينا … ذات يوم … !!! بعد رحيل زياد …
ولم اكن اتوقّع حدوثها ونزولها على رؤوسنا الا بعد ان فقدتِ فلذة الكبد ؛ ونبض الفؤاد ؛ وعشير الوداد ؛ وقهوة صباحاتك الجميلة ؛ وامير القلب … قيصر … !!!
الذي سرعان ما اشتقتِ اليه … وها انتِ تجاورينه وكل الأحبة ممّن ودعتهم مدى العمر …
وهوت …
الحاجة ام حسّان درّة علي النهري في الأفراح والأتراح ؛ من مملكةِ العطف والحنان والنقاء والنبل والمودة وحسن الجيرة والمعشر … وقمة الوفاء …
” اخبرتني : انّ ابي قد صادفها على الطريق امام دارها … اثناء توجهه الى زيارة السيدة زينب في الشام (صباح يوم وفاته ) _ ؛ سلّم عليها ثمّ اوصاها :” يا حاجة ام حسّان يوم مماتي اوصيكِ ان تندبيني وترثيني ” وكأنه حدثها بفراسة المؤمن ويقين القلب انكِ ظهرًا ستسمعين خبر وفاتي ؛ وهكذا كان … !!!
وهوت …
سلاف عناقيد امهاتنا … خميرةُ خبزِ امهاتنا … زيتونة امهاتنا اللاّ شرقية واللاّ غربية ؛ الحضن الجامع للأحبّة من الابناء والبنات … ولرفاق ابنائها وبناتها _ ونحن منهم _ ممّن عرفوها امًّا ؛ وأمّةً في الكرمِ والجود والعطاء والأخلاق ومنظومة القيم !!!
وهَوَت ….
ارزةٌ عظيمةٌ من علي النهري … كانت تظلِّلنا بآفاق الارواح المتسامية ؛ والنفوس التوّاقة الى النور .. الى المحبة … الى الصفاء والنقاء … وتمتد بنا بصبرها وحزنها الى تراب كربلاء !!!
آهٍ للأحزان …
يا امّنا … يا حاجة ام حسّان …!!!
للمآسي ؛ للكربات ؛ للدمع ؛ للآهات ونحنُ نهيلُ التراب على اجسادكم وقاماتكم ؛ وندفن بأيدينا بركاتكم وتضحياتكم وجمالات حياتكم وابتساماتكم ورؤاكم وصلواتكم ودعواتكم … !!!!
ودعاؤنا يا قلبَ الحبِّ انتِ
ثبتك ِ الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة … رحمكِ الله ايتها الصابرة والمكافحة والمجاهدة والمربية والمعلمة والجميلة والخميلة … !!!
آنسكِ الله !!! وعزاؤنا للغوالي من ابنائك رفاق الحياة حسان وناهي وبلال وفوزات ومحمد ولبناتك النبيلات اللواتي سيبقى ذكرُكِ في نبضاتِ قلوبِهنّ وارواحِهنّ … حتى اللقاء بكِ وبكل الاحبة في مقعدِ صدقٍ عندَ مليكٍ مقتدرٍ ؛ هو حسبنا على فراقكم ونِعمَ الوكيل !!!
علي رفعت مهدي
علي النهري 13 تموز 2021