مائدة الثالثة ليلاً

نفحات القلم: منيرة احمد

ليستا متصالحتان بكل الأمور
هو امر طبيعي .. بل يقال صحي جداً
حواراتهما متباينة في شؤون الحب والطعام … الملبس
ونوع الأصدقاء
جمعهما مكان دون إذن من أي منهما ولا توقع
مهاجرة تحمل بعض أمتعتها تنافس قطط الشتاء
ولهفة الاستقرار ولو على ظهر جمل تائه
لا مفر لها من جمع شتاتها مع ذاكرة تود لو أنها هرمت
واتساع الكون من غصات وآهات ولحظات رائعة الوقع
تنتشل بعضها بوقت العوز …
في غرفة واحدة تناثرت الأحاديث والأشياء منها ما يلزم ومنها ما يشكل عبئا لكنه باق
ربما لساعة غفلة….
هو ليل السادس من الشهر
الثالثة بتوقيت الجوع… الشوق… الخواء… الصخب…
نهضت الأمعاء والأفكار … بمعدة خاوية وقلب مثقل باللهفة، وعيون تنبش المكان عساها تجد
ما يسكت جوعا طواهما و طغى
لأشياء تهدهد الشوق لطفلة ستينية لا تنفك تطلق تأوهات الجوع.. لطعام معدة وغذاء قلب وأغان تستجلب الحبيب , تعاتبه تبكيه غناء. ذاك الحبيب المهاجر منذ عشرين غصة.
تغنيه وتلمع الدمعة بطرف ضحكة هاربة إلى حيث شر ما هي فيه.
تطرقان أبواب الحلم .. وكوب الشاي صار نبيذ الحديث .
او تصرخ صديقتها تذكرة لدي مقلاة وبعض الأرز ما زالت بين أكوام حوائجها المكدسة . هل تطبخين لنا منه لنسكت تلك العدوة المستيقظة.
تخرج ضحكة مزدوجة بلهاء (متل الكلاب جوعة شبعا), وما الفرق ونحن كلاب الوقت والزمن الشارد الذي تجاوزنا بما تبنى من سلوكات وعلاقات ومظاهر لم ولن نستطيع التماشي معها، أووه قالت الستينية وما دخل هذا الكلام الآن نريد ان نأكل، ألا يكفي أن خطيبي تركني وأنا المعلقة بطرف هدب منه، أأأأأأأأأأه ليتني أستطيع اللحاق به،
اصمتي وسارعي باعداد الطعام قالت صديقتها،

ههههههههه ضحك موجوع بصوت عال .
لقد اصبنا بالجنون قالتا معاً:
وتابعتا .. ما أروع الجنون في لحظات نوم كل شيء إلا تلك الصخرة الجاسمة فوق الصدر تقسم القلب أجزاء موزعة في أرجاء عمرنا .
الساعة الثالثة بتوقيت الغربة والغرابة والاغتراب، ليتها كانت ثالثة المواجع فقط بل ثلاثينيتها، بل هي تلك السلسلة المكبلة بسلاسل العمر، المتورمة بفعل مرارة خناجر قطعت اوصال الحناجر واسكتت نبض الافئدة .. لترضي عداد العمر الذي ما عاد يقوى على الهرب.

شاهد أيضاً

8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة

تؤثر خيارات نمط حياتنا بشكل كبير على صحتنا، حيث يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي أو …