رسالة من آلاء الصديق لأبيها تقطع أنياط القلب 


تداول ناشطون في الامارات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رسالة للناشطة الإماراتية الراحلة آلاء الصديق، كتبتها لأبيها المعتقل في السجون الإماراتية، مؤكدين أنها لم تصل بعد.

قالت الصديق في رسالتها:

“أبي.. تتباعد السنوات.. تمر ثقيلة على قلبك في بعض أيامها، أنا أعلم، ربما تتذكر بعض حواراتي معك، كانت تبدأ بهدوء ثم توبخني على هبلي المتكرر، وبعدها نضحك كثيراً، ويغلبنا النوم فلا ننصاع، تستيقظ أمي وتعلق: الخفافيش!”.

وتابعت: “السجن، أشد العذابات لا الموت، مساحة الغموض فيما قد يحدث مع خيال واسع، كافية للرعب، انتهاك المرء في خصوصيته في الدخول لأعماقه، ومعرفة متى ينام ومتى يصيبه الأرق ومحاولة الظن السيئ في أفكاره ونواياه بينهما”.

واستكملت رسالتها:

“غياب كرامة الإنسان في حق الاختيار في أحقر الأشياء، عليك أن تضبط وقت قضاء حاجتك وفق الوقت المسموح، وعليك أن تضبط شهيتك وفق الأكل المسموح، وعليك أن تندم حتى تصاب بالزكام، أو يرتفع عندك الكلسترول”.

وأردفت: “عليك أن تنتظر، أن تفقد الأمل وتحييه من جديد، أن تتعرى من إنسانيتك، أن تتنازل شيئا فشيئاً، عن الكتاب إلى الحذاء الرياضي، عن الأوراق إلى قطعة الحلوى، عن البقاء مع أصدقاء السجن أمام بقائك رجلاً وثورتك وتحمل الانفرادي بعدها”.

وأضافت: “بعدها عليك أن تعيد تعريفك، ترقع الأمل الساذج، وتربأ بكرامتك وترفعها لحد لا يمس في نهنك، تخيط مفاهيمك وتعود لتلبسها من جديد (..)، هذه ظنوني وبعضها إثم، وأعلم أنك أقوى منها جميعاً، ولطالما حذرتني من لوثة التهافت، لكن إيماني لما يبلغ اليقين، فهلا دعوتك كي تأتيني سعياً، ويغلب هذا الظن فيطمئن قلبي؟”.

وختمت الصديق رسالتها:

“خرج أبي من المنزل منذ 7 سنوات، ولم يعد حتى الآن، سموه معتقلاً وأسكنوه سجناً، وسميته صقرا وأسكنته قلبي”.

وعلق الناشط “حمد الشامسي” في تغريدة له على رسالة آلاء، قائلاً: “هذه الرسل لم تصل.. بعد.. مرسلها مات والمرسل اليه معتقل”.

شاهد: رسالة من آلاء الصديق لأبيها تقطع أنياط القلب

يذكر أن آلاء الصديق ابنة معتقل الرأي في سجون النظام الإماراتي “محمد الصديق” الذي اعتقله جهاز أمن الدولة الإماراتي في 9 أبريل 2012.

ويعتبر الصديق أحد مؤسسي جمعية “الإصلاح” في الإمارات، وهو من الموقعين على عريضة “3 مارس2011” التي طالبت بإجراء إصلاحات في النظام الإماراتي وعقد انتخابات نزيهة للمجلس الوطني.

وفي حزيران/يونيو 2020 جذبت آلاء الصديق وسائل الإعلام الدولية بمقطع فيديو قصير تتحدث فيه عن معاناة والدها وبقية معتقلي الرأي في سجون الإمارات وتطالب بحريتهم.

وتحدثت الصديق في حينه عن سيرة والدها وحيثيات اعتقاله وما تعرض له من انتهاكات هو وعائلته حيث تم سحب جنسيته وجنسية اولاده وتم منعهم من السفر والعمل والمنح الدراسية والعلاج.

كما ذكرت أن والدها خُيِّر بين السفر أو أخذ جنسية دولة أخرى أو السجن ولكنه اختار السجن.

وقد تم فعلا سجنه وإخفاؤه قسراً لمدة عام ثم بعدها صدر بحقه حكم ب10سنوات سجن ضمن القضية المعروفة إعلامياً ب “الإمارات94”.

وعبّرت آلاء الصديق عن مخاوف من أن يتم تمديد حبس والدها بعد انتهاء محكوميته كما حصل لعدة معتقلين اخرين انقضت أحكامهم لكنهم الى اليوم رهن الاعتقال التعسفي.

وأكدت أن والدها ورفاقه أبرياء وناشدت المنظمات الحقوقية والسلطات الإماراتية بالإفراج عنه وعن كل معتقلي الرأي.

شاهد أيضاً

الرحالة الكاتب عدنان عزام لرئيس تحرير (سيرياهوم نيوز):

اعتقلتني الشرطة الفرنسية في مطار ديغول وأوقفتني في زنزانة نتنة لمدة 24 ساعة وأساءت لي …