قاعة التنسيق

الشاعر سعدالله شلق

هي جنة الأحلام دوني أغلقت
يا قلب لا ما أصعب التصديقا

أتصد عن أبوابها متعبدا
صلى وسبح مؤمنا صديقا

أنى وفيها ألف شمس صبابة
دمها بصومعة الصباح أريقا

كانت جناحي لهفتي كيف اغتدت
سجنا وصار بها الفضاء مضيقا،،

يممتها وحدي لأول مرة
فبدا الوجود بدمعتي غريقا

ولكم سبقت الشمس أطرق بابها
متلهفا بقصائدي مسبوقا

فدخلتها من دون حس صامتا
لأطيل في جنباتها التحديقا

تغفو هناك الذكريات قريرة
وتنام في مهد السكون عميقا

محراب حبي، كدت أدخل حافيا
كي لا تحس بخطوتي فتفيقا

كم قد تناجينا هنا في خلوة
والصمت يصدح حولنا موسيقى

نصغي إلى كلمات حب لم تقل
ونغيب في أصدائها تحليقا

حرف يشع كما الصباح منورا
حرف يرف على لماك شقيقا

ليظل آخر في الفؤاد محيرا
ينساب ما بين الجفون بريقا

كم من رسائل لهفة في نظرة
يفتن مرسلها بها تنميقا

وعلي جبين اللوح بضعة أسطر
ينفحن حتى اليوم منك رحيقا

جمعتها تلك الطباشير التي، ،،
وشربت صوت أنينها المخنوقا

قبلت فيها منك بضع أنامل
نسيت هنالك سطرها الَمنسوقا

العطر باق لا يزال مخيما
ينساب في بحر السكون طليقا

وندي بثك كالرياض تنفست
والهمس يسري في الشفاه أنيقا

أنى نظرت فطيف وجهك ماثل
يضفي على وجه الشروق شروقا

لأكاد أسمع للمكان تأوها
عند السؤال وللزمان شهيقا

وأكاد أستلم الجدار صبابة
وأقبل الحجر الأصم مشوقا

وأكب فوق يديك أرجو رشفة
علي أبل فؤدي المحروقا

يا جنة الأحلام نيسان انقضى
وغدا رحيق الذكريات حريقا

وخرجت من محراب حبي ذاهلا
لأشق في دنيا الضياع طريقا

يا قاعة التنسيق إني هاهنا
باق لعلي أكمل التنسيقا

شاهد أيضاً

طرابلس عاصمة للثقافة العربية

المرتضى اطلع من بيار عازار على الوضع الثقافي والانمائي لمنطقة كسروان بحث وزير الثقافة القاضي …