وداعاً سمير غانم… رحيل ثالث أضواء المسرح!!!

زياد سامي عيتاني*


حزن شديد خيم على الوسط الفني، مع إنتشار خبر وفاة النجم الكبير سمير غانم أحد رموز الكوميديا في مصر والعالم العربي، عن عمر يناهز ال 84 عاماً، بعدما أصيب بفيروس كورونا، وتسبب في خلل شديد بوظائف الكلى، ما أدى إلى وفاته…
على امتداد تاريخه الفنى الطويل كان الفنان الكبير سمير غانم مختلفا، وذكيا طوال الوقت، قدم فنا لا يشبه غيره، وتربع منذ بدايته على عرش الكوميديا منذ كون مع صديقيه الضيف أحمد وجورج سيدهم أشهر وأنجح فرقة كوميدية “ثلاثي أضواء المسرح” في الستينيات، فكانت الورقة الرابحة فى كل الأعمال الفنية التي شاركت فيها وقدمت أعمالا سينمائية ومسرحية واسكتشات كوميدية حققت نجاحا منقطع النظير.
لم يتنازل سمير غانم عن القمة بعدما انحلت فرقة الثلاثي بوفاة الضيف أحمد، واستطاع أن يجد له مكانا راسخا على عرش الكوميديا بمئات الشخصيات التى قدمها،


•بدايته الفنية:
انضم سمير غانم بعد الثانوية العامة إلى كلية الشرطة احتذاءً بوالده وتركها بعد رسوبه عامين متتاليين ليلتحق بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، وهناك انضم إلى الفرق الفنية.
فكر “سمورة” خارج الصندوق وكون مع صديقيه وحيد سيف وعادل نصيف فرقة اسكتشات غنائية وعروضا على المسرح في الإسكندرية، ولكن بعد انتقاله للقاهرة تفرق أعضاء الفرقة وظلت الفكرة فى رأسه، ووقتها كانت شهرة جورج سيدهم انتشرت بجامعة عين شمس، وكذلك الضيف أحمد بجامعة القاهرة، فاجتمع الثلاثة وكونوا فرقة “ثلاثي أضواء المسرح”، التي حققت نجاحا كبيرا فى السينما والمسرح، مازال الكبار والصغار يرددونها رغم مرور سنوات طويلة ومنها “اسكتش كوتوموتو، لو كانوا سألونا”، وكانت فقرة رئيسية فى كل الحفلات، وبعدما انحلت الفرقة بوفاة الضيف أحمد عام 1970 استمر التعاون بين جورج وسمير وقدما معا عددا من أنجح وأشهر الأعمال الكوميدية سواء فى السينما أو المسرح منها “موسيقى فى الحى الشرقى”، و”المتزوجون”، و”أهلا يادكتور”.


•”صاروخ الكوميديا”:
انطلق سمير غانم فى طريقه كالصاروخ، كان دائما مثل مدفع الكوميديا سريع الطلقات، وفي كل مرحلة من مراحل مشواره الفني كان ينتقل من نجاح لآخر بطريقة مختلفة لا يتوقعها الجمهور، شارك فى عشرات الأفلام السينمائية سواء في بطولات جماعية أو بطولة مطلقة أو حتى فى أدوار ثانية، شارك خلالها كبار النجوم ، فتميز في كل منها وكان يضيف للعمل مذاقا خاصا فيبهر جمهوره.
وفي عام 1977 حقق “سمورة” نجاحا مبهرا فى الدراما التليفزيونية حين قدم شخصية “ميزو” فى مسلسل حكايات ميزو الذى حقق نجاحا كبيرا وجماهيرية واسعة، وقدم بعده عددا من المسلسلات التي كان اسمه على أي منها يكتب لها النجاح، كما قدم عشرات الأعمال والمسلسلات الإذاعية.


•فوازير “فطوطة” والنجاح المبهر:
وفي مرحلة جديدة من مراحل المفاجأة والنجاح أبهر “سمورة” جمهوره حين قدم فوازير فطوطة بداية من عام 1982، ولمدة 3 سنوات فكانت الفوازير تحديا جديدا اجتازه بنجاح مبهر، رغم أنها لم تكن المرة الأولى التي يقدم فيها الفوازير، حيث قدم مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح عام 1967 أول فوازير عربية وكانت خليطاً بين الدراما والاستعراض 1967.
 كان التحدى فى الثمانينيات أن فوازير فطوطة التي قدمها سمير غانم جاءت بعد نجاح استمر لسنوات قدمت خلالها الفنانة نيللى الفوازير، ولكن استطاع سمير غانم أن يقدم الفوازير بشكل مختلف وبأسلوبه الساحر، وأن يخلق من شخصية “فطوطة” حالة نجاح جديدة ومستمرة ومختلفة ومبهرة لتصبح هذه الشخصية أحد أيقونات شهر رمضان، فصنعت العرائس والزينات التى تحمل صورة فطوطة الذى عشقه الكبار والصغار واستغل المنتجون نجاح الشخصية لتقديم أعمال فنية جديدة تحمل اسم “فطوطة”، ومنها مسلسل الكرتون “فطوطة وتيتا مظبوطة”، كما قدم سمورة في التسعينيات وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية من عام 1992 وحتى 1994 فوازير المتزوجون في التاريخ، والمضحكون، وأهل المغنى.


•ملك الإرتجال على المسرح:
أما المسرح فهو بيته الأول وعشقه الأكبر واستطاع سمورة أن يصنع فيه حالة خاصة من النجاح والإبهار، وأن يكون علامة من علاماته التاريخية، وملكاً للارتجال والإفيهات، فحققت مسرحياته نجاحا منقطع النظير واستمر عرض الكثير منها لسنوات عديدة ومنها «أخويا هايص وأنا لايص”، “جحا يحكم المدينة”، “فارس وبنى خيبان”، “أنا والنظام وهواك”، “بهلول فى إسطنبول”، “أنا ومراتى ومونيكا”، “دو رى مى فاصوليا”، وغيرها العديد من المسرحيات…


•الحياة الشخصية:
تزوج “غانم” مرتين، الزيجة الأولى كانت خلال عمله بفرقة ثلاثي أضواء المسرح، حيث تعرف على فتاة صومالية كانت معجبة به، وكانت تقوم بحضور جميع حفلات الفرقة، فتزوجها لكن لم تستمر الزيجة إلا عاما واحدا.
أما الزيجة الثانية، فهي من الفنانة دلال عبدالعزيز، التي تعرف عليها أثناء مسرحية “أهلا يا دكتور” عام 1981، وقد صرحت دلال، في العديد من المقابلات التليفزيونية أنها هي من أحبته بشدة، وظلّت تطارده وتعرض عليه الزواج حتى أقنعته وتزوجها عام 1984، وكان مترددا للغاية، وظل يقنعها بعدم الزواج منه لفرق العمر بينهما، ولكنها لم تمل حتى حققت هدفها، وأنجبا بنتين هما دنيا وإيمي سمير غانم.


•أعماله الأخيرة:
خلال السنوات الأخيرة، شارك صاروخ الكوميديا سمير غانم في عدد من المسلسلات التليفزيونية أهمها ما شارك فيه ابنتيه الموهوبتين دنيا وإيمى، ومنها مسلسل “لهفة” و”الكبير”…


نسج سمير غانم مدرسة كوميدية خاصة به وحده، استقر من خلالها فى وجدان الملايين الذين حفظوا إفيهاته، وعشقوا فنه وإنتظروا دائما ما سيفاجئهم به لأنهم يوقنون دائما أنه يستطيع أن ينتزع الضحكات والبسمات بطريقته المتفردة وأسلوبه الخاص.
 وقد استطاع سمير غانم خلال مشواره الفني أن يفاجئنا طوال الوقت وألا يشبه أحداً، أن يجدد من نفسه دائما وأن يكون نهرا يفيض دائما بالضحك وأن يسلك طريقا لم يسبقه إليه غيره، فوضع نفسه فى منطقة لا تقبل المقارنة أو التكرار.


*إعلامي وباحث في التراث الشعبي.









شاهد أيضاً

خلف قضبان الليل الحزين…

🌹موقع مجلة كواليس إعداد زهراء 🌹 عذراً ….. يا …… بائع ……. الاوهام قد جئت …