الكاتبة وفاء يونس
يا قُدسُ ،
سَتبقينَ قلباً لِفلسطين،
ما دامتْ أَرضُكِ
تُروى بالدِّماءِ ،
وَأَسوارُكِ ، تُسوّرُ بالزُّنودِ
المُدمَّاةِ وَالعَرقِ الصّبيب…
هؤُلاءِ مغتصبو الأَرضِ المقدَّسةِ
كلُّ يَومٍ ، يغتالونَ نبيَّا ،
وَيصلبون مَسيحاً
وفجراً
رَسمناهُ قُدساً ،
يا قُدسُ ،
الشَّوارعُ تَصرخُ بِوَجهٍ مَن
قتلوا المسيحَ
حجارةُ الأَقصى
تلعنُ الطُّغاةَ ،
مآذِنُكِ تكبِّرُ ،
أَجراسُ كنائُسكِ تُقرَعُ ،
حيَّ على النَّضالِ ،
إِلى الكفاحِ والقتالِ ،
حناجرُ المؤمنينَ تشقُّ
أَبوابَ السَّماءْ :
احرقوا مَن اغتَصبَ
أرضنا….
أُولئك، أَعداءُ الأنبياء،
والسَّماءْ ،
ألا تسمعونَ يا عَرَبُ ؟
احرقوا الأصنام الورقية ،
الأقصى يُناديكم
كنيسةُ القيامةِ تستغيثُ
بكُم ،
ألَا تسمعونَ ؟
أَلَا تستفزّكُم النداءاتُ؟
أَلا يستفزّكُمُ الشَّرُّ في
أَرضِ القداسة ؟
أَلا يستفزّكُمُ الحقدُ
يجرف الأَرض؟
ويقتلعُ الحجَرَ والبشَرَ ؟
ويحرقُ الأَجسادَ
بالحديدِ والنارِ ؟
إطمئنّي يا قُدسُ
الرَّدُ آتٍ على المتغطرسين
لا ، لن يذلّوكِ ،
ها نحنُ نَفديكِ
بالدِّماءِ والأَرواح ،
وسَتبقين قلباً لفلسطين
وستعودُ فلسطين لشعبِها حرَّةً
يستردُّونها حقّاً ،
وَقِبلةً للأُمَم جمعاء