منامي البارحة


حسن أحمد خليل، تجمع استعادة الدولة

نمت وبلش المنام.
شفت ناس تقاتلوا مع بعض ١٥ سنة ومات عشرات الالاف، صاروا رقم بعد كم سنة. والباقي الاحياء منهم اكلوا وشربوا وسكروا، ورجعوا يحكوا بالتبولة والكبة. بعدها انقسموا فريقين، ونزلوا بالملايين منشان الزعماء الحبايب. بعد ٣٠ سنة اكتشفوا انهم كانوا عم يصرفوا من مالهم وودايعهم، مش فوايدهم، والباقي انسرق. نزلوا مرة تانية بالالاف منشان الحكي على واتساب. بس بعضهم رافض انه انسرق، والبعض الاخر اكتشفوا انهم انسرقوا، بس ضلوا خايفين يزعلوا اللي سرقهم.
في حدا قال هي الناس ما بتتحرك ولو رموا عليهم قنبلة نووية. وما كذب خبر. رميت عليهم قنبلة نووية، وماتوا حبايبهم متل بالحرب، وشكوا وبكوا، وهي كانت.
اخيرا بتجي قاضية تنتفض بالقضاء، وتكشف شو صار بمصريات الناس، ما خلوا فيها وصف ما قالوه. شعرها منفوش، وعونية ومارونية ومجنونة، وبستنسب للانتقام. وانقسمت الناس معها وضدها.
ورجعت الناس تسمع لبطريرك ومفتي ومطران وامام وشيخ. ورجعوا يحكوا بالمذاهب والمناطق. بيحتاروا كيف بدهم يختلفوا.
وفجاة، خلصوا المصريات للاكل والدوا والبنزين. صرت شوف الناس بلا كهربا ولا لم زبالة. وصاروا يتوهوا على دوا وربطة خبز. بس ضلوا يا غيرة الدين والمنطقة. هيدا بيروتي، يعني سني بيروتي. وهيدا جنوبي. يعني شيعي. وهيدا رجع لمجد لبنان. وهيدا من طرابلس مع تركيا، وهيدا من المصيطبة مع السعودية، واللي من الجنوب والضاحية مع ايران.
وهيك ضلوا، هني وعم يدوروا على شمعة ليشوفوا فيها كيف يرموا الزبالة عند الحي التاني.
صار وقت فيق. بس ضغطت ضلني عم شوف المنام. قلت هلق خلاص لا بد بينفجروا وبينزلوا على بيوت الزعماء والحرامية اللي سرقوهم. صرت احلم منظر ٨ و١٤ المليوني من ١٥ سنة وشوف ٥ مليون بالشارع. وبقيت اجبر حالي ضلني نايم وقول هلق بينزلوا. بعد شوية بينزلوا.
اخذت حبتين منوم ليطول المنام. لكن خلص مفعول المنوم، وخلص المنام وما حدا نزل. شفتهم مرعوبين امام بنك. وغرقانين بالعتمة. ومطمورين بالزبالة. وبيعالجوا ضغط الدم والسكري ببنادول اذا انوجد، لانو الدوا مفقود. ومع هيك، ضلوا بيكرهوا بعض، وبيكذبوا انهم كل عمرهم مش طائفيين، بس الاخرين ما بينحملوا. وانو كلن يعني كلن، بس مش زعيمهم.
ما قدرت ضلني نايم احلم لانو اللي عم انتظره ما عم يصير، ولازم نام كم سنة مش كم ساعة.
لازم فيق. المنام عم يصير كابوس. وصحيت من النوم.
يا الله… كل اللي شفته بالمنام عم يصير. ناس تايهة مذلولة مستسلمة، وزعاماتها ومرجعياتها الروحية بعدهم فاجرين بيطلعوا على الشاشات دعاة اصلاح ومحاربة فساد.
مصيبة اذا بقيت نايم، ومصيبة اذا صحيت وشفت المصايب بالواقع.
معقول هذا شعبي. هذا اللي كان يغار منه شعوب المنطقة ومن جمال بلاده. هيدا الشعب اللي عاصمته كانت مركز انتفاضات المنطقة كلها. هيدا شعبي اللي وصل لكل زوايا العالم، وما تغير بعصبيته.
معقول هيدا بلدي اللي انطلق منه الحرف، واللي ما بتتالف فيه حكومة بدون ما تحط ٢٠ دولة اصابعها. هيدي دولتي اللي زعمائها اسوا انواع الجنس البشري.

صحيت من النوم وسمعت الالاف تستنجد وتستصرخ.
وبيسالوا شو الحل.
ما عم بيفهموا انو الحل بكل واحد فيهم ما بيشوف اللبناني التاني الا بمنطقته او مذهبه. وانو جبان يواجه الطاغية، بس بيقتل على خلاف مرور.
جوع اولاده اقوى من القنبلة النووية. وبلشوا يجوعوا. كمان ما رح يتحرك؟
بعد في كم اسبوع. بعدها، اذا ما تحرك، بيكون بيستاهل كل اللي صار واكتر… ودخيلكم ما حدا يعلق “الله يساعد الناس”. الله بدينه ما بيساعد الجبان او المستسلم. الله بيساعد المظلوم اذا انتصر لنفسه..

شاهد أيضاً

وجه كتاب توصيات لوزارة التربية

مطر: “فلنخفف على طلاب المدارس الرسمية” تجاوبا” مع طلاب المدارس الرسمية في صرختهم حيال الامتحانات …