أيها الاحبة


المرجع المجدّد السيد محمد حسين فضل الله 

إعداد وتنسيق د. علي رفعت مهدي


ونحن نودّع شهر رمضان علينا الإلتزام بما يرضي الله تعالى؛ والمثابرة في سبيل الله؛ ولعلّ من وصايا الإمام عليّ (ع) ما وصّى به المسلمين: “عليكم بالجدّ والاجتهاد ـ لا تعيشوا الحياة على أساس العبث واللامبالاة ـ والتأهّب ـ لما تقبلون عليه ـ والاستعداد والتزوّد في منزل الزاد، ولا تغرنّكم الحياة الدنيا كما غرّت من كان قبلكم من الأمم الماضية والقرون الخالية”، الناس الذين كانوا قبلنا كانت لهم أحلامهم وأطماعهم وأهواؤهم، فأين صاروا؟ وسنصير إلى ما صاروا إليه.


تجنُّب الظلم:

وفي الحديث عن رسول الله (ص): “أفضل الجهاد من أصبح لا يهمّ بظلم أحد”، فأفضل ما تعيشه في علاقتك بالآخرين، هو أن لا تفكر في ظلم أيّ إنسان، والظلم هو أن تمنع الناس من حقهم، فعليك أن تعرف حقوق الناس لتعطي كلَّ ذي حق حقه. ويقول الإمام عليّ (ع): “جاهد في الله حق جهاده ولا تأخذك في الله لومة لائم”، قف مع الحق الذي يريد الله منك أن تقف معه ولو كان الناس كلهم ضدك، لا تفكر بملامة الناس لك، بل فكّر في رضى الله وضميرك وقناعتك، فالإمام علي (ع) يطلب منا أن نقتدي به، فقد عاش مع الحق وما ترك له الحق من صديق، فقد كان “عليّ مع الحق والحق مع عليّ”، ولذلك كنا نقول إن الولاية لعليّ(ع) مكلِفة، لأنها تقتضي أن تسير في خطه، وخطه هو الحق، ولذلك كان(ع) يقول: “ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه، ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفّةٍ وسداد”. فعلينا أن نأخذ بالحق ونتحمّل السبّ والشتّم في سبيل ذلك، وقدوتنا في ذلك رسول الله(ص) الذي بقي مصرّاً على دعوته بالرغم من كل الاتهامات، ونقتدي بعليّ (ع) الذي سُبّ سبعين سنة على المنابر، ولكن أين النبيّ (ص) و(علي)ّ وأين هؤلاء الذين اتهموا؛ وكفّروا؛ وشتموا وسبّوا؟

ايها الأحبة:

إن الله تعالى هو الذي يرفع وهو الذي يضع …. وفي ذلك جاء قوله تعالى : “ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين”…

وما دعا به امام الساجدين عليّ بن الحسين (ع) : “إِلَهِي إِنْ رَفَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الّذِي يَضَعُنِي، وَ إِنْ وَضَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الّذِي يَرْفَعُنِي، وَ إِنْ أَكْرَمْتَنِي فَمَنْ ذَا الّذِي يُهِينُنِي، وَإِنْ أَهَنْتَنِي فَمَنْ ذَا الّذِي يُكْرِمُنِي، وَ إِنْ عَذّبْتَنِي فَمَنْ ذَا الّذِي يَرْحَمُنِي، وَ إِنْ أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الّذِي يَعْرِضُ لَكَ فِي عَبْدِكَ، أَوْ يَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِه ِ، وَ قَدْ عَلِمْت‏ أَنّهُ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ، وَ لَا فِي نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ، وَ إِنّمَا يَعْجَلُ مَنْ يَخَافُ الْفَوْتَ، وَ إِنّمَا يَحْتَاجُ إِلَى الظّلْمِ الضّعِيفُ، وَ قَدْ تَعَالَيْتَ يَا إِلَهِي عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً…” …


والحمد لله رب العالمين.

شاهد أيضاً

ضاهر:” تمنى على الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة وقف السجالات العدائية “

تمنّى النائب ميشال ضاهر على “الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة”، وقف “السجالات العدائيّة في ما بينها، وإيلاء …