رابطة الشغيلة في لبنان

زاهر الخطيب

لِمناسبَة عيدِ العمّال العالميّ في الأوّل من أيّار، أصدرت رابطةُ الشَّغيلة البيان التالي:


تتوجه رابطةُ الشَّغيلة في لبنان، برئاسة أمينها العام الوزير والنائب السّابق زاهر الخطيب، إلى عُمّالِ وشغّيلة لبنان والوطن العربيّ والعالم، بالتهنئة مَعَ حلولِ عيد العمّال العالمي الذّي يأتي هذا العام، في ظلِّ ازدياد حدَّةِ الأزمات الاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة والمعيشيّة القاسية، التي أثقلت كاهل المواطنين بشكلٍ عام ولاسيما العمّال والشّغيلة في لبنان، نتيجة السّياسات الرأسماليّة النيوليبراليّة المتوحشة التي انتُهجت ولازالت، منذ أوائل تسعينات القرن الماضي، وأدّت إلى إغراق لبنان بالديون وفوائدها المرهقة، والّتسبُّبِ بإفلاس لبنان واللبنانيين وخسارةِ ودائِعِهم، في أكبر عملية احتيال شاركت فيها المصارفُ وحاكمُ مصرف لبنان وأطرافٌ من الطّبقةِ السّياسيّة الفاسدة، مما فاقم من الانهيار الاقتصادي، وتراجعِ قيمةِ العملةِ الوطنية والقُدرة الشرائيّة للمواطنين، وزاد من الفقر والحرمان ومن البطالة وتراجُعِ فرَصِ العمل، وانسحاقِ الطّبقات الوسطى والصغرى والشّعبيّة، مُقابِلَ استفحالِ ثراء قلةٍ مترفةٍ راكمت الثّروات عن طريقِ عقدِ الصّفقات المشبوهة وجني الفوائدِ المرتفعة على سندات الدّين، والهندسات الماليّة، وسياسات الاحتكار، والاستغلال البشع لقوة عمل الشغيلة والعمال، الذين باتوا يعانون من شظف العيش، وضيقِ الحياةِ الإنسانية على أصعِدةِ التّعليم والرِّعايةِ الصّحيّة والاجتماعيّة .. ولاسيَّما في ظل انتشار جائحة الكورونا وعلى ضوء ما سبق ..
1ـ تُؤكد رابطة الشَّغيلة على أن الخروج من الوضع المأساوي يفترضُ رؤية برنامجيّه لطالما طرحناها تفصيلاً في أديباتنا، نطرحُ أبرز عناوينها كما يلي:
دعوة القوى الحيّة في الوطن إلى المزيدٍ من النضال السياسيّ والجماهيريّ المشروع لِإحداث تغييرٍ حقيقيٍّ في السياساتِ الاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة الرَّيعيّة، لمصلحة اعتماد سياسات اقتصاديّة تقوم على دعم الإنتاج الوطنيّ الصّناعي والزِّراعي والسّياحي والمعرفيّ، وإرساء أسس دولة المواطنة:
(جمهوريّة اجتماعية تقوم على الرعاية الاجتماعية والصّحية وسواها،) واستردادِ سائر مؤسسات الدولة التي تم تخصيصُها، ومحاربة الفساد واستعادة الأموال المهرّبة إلى الخارج ، والأموالِ والحقوقِ المنهوبة، والتوجُّه شرقًا بَدءًا مــن الانفتاح على سورية وإعادة العلاقات المميّزةِ موضوعيا معها إلى طبيعتها بالحدودِ المشتركة وذاتيًا بأواصر العلاقة القوميةِ وصلات القربى.. واقتصاديًا بحل مشكلة تصريف الإنتاج اللبناني في الأسواق العربيّة، والحصول على التّسهيلات اللازمة لذلك من الحكومة السورية، الأمر الذي يصبُّ في مصلحة البلدين، ونحن في البدء وفي النهاية شعبٌ عربيٌّ واحدٌ مكرّسٌ بدستورنا اللبناني ( عربيّ الهوية والانتماء) .
2ـ وتؤكد رابطة الشغيلة: “إن العُمال والشّغيلة وسائر الفئات الشّعبية الفقيرة، مدعوون إلى وعي خطورة ما تقومُ به اطرافٌ من الطّبقة السّياسيّة الفاسدة، من استغلالٍ للغرائزِ الطائفيّة والمذهبيّة لمواصلةِ الدّفاع عن سيطرتها على مفاصل السُّلطة وعرقلةِ الحلولِ الانقاذيّة للازمة ومنع محاربة الفساد وإجراء التّدقيق المالي الجنائي واستردادِ الأموالِ المهربة إلى الخارج، والأموالِ والحقوق المنهوبةِ عبر عقودِ التّلزيمات بالتراضي، كما تَعَملُ اطرافُ هذه الطّبقةُ الفاسدةُ على التناغم مع الضّغط الاقتصادي والمالي الأمريكي الغربي، لفرض حكومة انقلابيةٍ تنفِّذ الأجندة الأمريكيّة بإخضاع لبنان لِشروط صندوق النقد وفرض اتفاق لتحديد الحدود البحرية على نحو يلبي الأطماع الصهيونيّة في ثروات لبنان النفطيّة والغازيّة..
3ـ تدعو رابطةُ الشَّغيلة، في الختام أبناء الوطن الشرفاء إلى تشكيلِ تيارٍ عابرٍ للطوائف والمذاهبِ، وجبهةٍ عريضة تضُم كلَّ القوى السياسيّة والاجتماعيّة صاحبة المصلحة الحقيقيّة في التّغيير، على أساسِ برنامجٍ سياسيٍّ اقتصاديٍّ اجتماعيّ يرتكز إلى اعتماد سياساتٍ تقومُ على التنميّة الاقتصاديّة والعدالة الاجتماعيّة، ورفض الخضوع للهيّمنة الأمريكيّة الغربيّة، والتَّمسُّك بالمعادلة الماسيّة (جيش وشعب ومقاومة) التي حرَّرَتِ الأرضَ وحمتِ الشعب.
ولازالت بالِمرصاد لمجابهةِ الاعتداءات والتهديدات والأطماع الصهيونية.
تحيةِ للعّمال في عيدِهم، مع أطيب التّمنيات

شاهد أيضاً

دبوس

ا لتآكل… سميح التايه ثلاثمائة من الصواريخ البطيئة، وبضع عشرات من المُسيّرات التي لا تندرج …