تأملوا..

د. محمد الحسيني

الهدف الأساسي للحرب هو إكراه العدو وفرض إرادتك عليه . لا حرب دون اراقة دماء، الهدف الاول للحرب هو فرض الارادة السياسية. من هنا أكّد القائد البروسي كارل فون كلاوزفيتز في كتابه عن الحرب يجب أن المطلوب من النظرية العسكرية أن تطور طريقة التفكير بدلاً من وصف قواعد الحرب.
من هنا نبدأ مع فريقنا الممانع:
١ – كان يجب التنبه للحصار الإقتصادي مبكرًا منذ العام ٢٠٠٠ وللبنان نصيب مشابه تسبب بالمجاعةالعام ١٩١٥- ١٩١٨ بعد حصار شواطئه من قِبَل الحلفاء في الحرب العالمية الأولى .
٢ – كل الحروب منذ فجر التاريخ يلجأ فيها الغزاة الى استمالة فريق وشق الصف الداخلي بحيث يصبح هؤلاء يد العدو لتثبيط العزائم ولتخريب كل مكامن الصمود الإقتصادي لجعل المستهدف يستسلم ويتقهقر مع عامل الوقت. في لبنان وُضِعت سياسات إقتصادية تم خداع فريقنا الممانع للسكوت والقبول بها منذ ١٩٩٢ وها نحن نحصد نتائجها …
٣- قال فيلسوف الحرب باسكال:
الجدار يبنيه الرجال لا الحجارة .
كذلك لا رجال دون مقومات لوجودها من هنا قيل: بُنيَ الإسلام على سيف علي ومال خديجة عليهما السلام . إن الإستهداف الإقتصادي بالحصار وضرب الإنتاج القومي ليصبح المجتمع مجرد إستهلاكي يضرب البيئة الحاضنة مهما مانعت. من هنا أضاع فريقنا منذ العام ٢٠٠٠ البدائل الإقتصادية القومية.
٤- لم نرَ اية تجربة نموذجية في الحكم بعد اندحار الغزاة الصهاينة رغم التضحيات الجِسام بل سلمنا الحكم لفريق جلّ همه مراكمة الثروات من اجل المجد السلطة . لنصل عبر خدعة الهندسات المالية إلى الحضيض،
وعبر الإقتصاد الريعي إلى التبعية، تم ضرب المواطنة بالمحاصصة وتحويل الاقطاع من سياسي الى طائفي .
بكلمة واحدة لم نفرض إرادتنا الا بالمواجهة العسكرية وها نحن نعالج بعد فوات الأوان .

  • إن كل المعطيات والوقائع السابقة والحالية تؤكد قطعاو أن لا حرب عسكرية بين طرفي النزاع في الشرق الاوسط. اميركا ماضية في الحصار الاقتصادي من جهة واللعب بالنقد من جهة أُخرى عبر عملائها وكبار الإقتصاديين المحليين في الدول المستهدفة. يبدو ان دول الممانعة إما تراهن على الصبر او على عجيبة من العجائب الغير مألوفة .
    أعيدوا النظر في الاولويات، إحموا الادمغة الخلاّقة واعملوا على براءة إختراعاتهم .
    لقد حدد رياض سلامة مصطلحًا من صلب عوامل الإنقياد للناهب الدولي بكلمة واحدة الا وهي الإمتثال!
    قال : نحن نؤهل الجميع للإمتثال …
    تأملوا !!

شاهد أيضاً

علامة عرض اوضاع لبنان والمنطقة مع سفير هنغاريا

استقبل رئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النائب الدكتور فادي فخري علامة سفير هنغاريا في لبنان …