أمريكا تعد العدة للاستغناء عن النفط..

*بعد مضي اكثر من قرن من الزمان أمريكا تلجأ الى اكتشافات العالم اللبناني حسن كامل الصباح في مجال التزود بالطاقة.

*مع حلول عام 2050 ستنهي الطاقة الشمسية اعتماد الولايات المتحدة على النفط الخارجي و تقلص انبعاث الغازات الضارة بكوكب الأرض.

*جميع الدراسات استكملت و التنفيذ بدأ يجد طريقه.

*المشروع يعمل على ترطيب الأجواء المتوترة مع الشرق الأوسط و غيره من البلدان.

أحمد فقيه

    من المعروف أن النفط مادة آيلة للنضوب. و هذا ما يضع العالم بأكمله أمام مشكلة مخيفة لأن هذه المادة تتحكم بكل مفصل من مفاصل الحياة الحالية. و هنا يقف الانسان مشدوها_ ماذا ستكون الحالة عندما ينضب النفط أو حتى عندما تتقلص كمياته و لم تعد تفي بالمتطلبات الآخذة بالتزايد، وهذا أيضاً ما جعل أسعار النفط مؤخراً تحلق إلى مستويات خيالية، ولا يستبعد تكرار مثل هكذا هزات. وهذا الشعور أيضاً هو الذي أدى ببعض الدول المتنفذة إلى الهيمنة على دول أو مناطق يتواجد فيها النفط بشكل وفير لضمان حصولها عليه بسهولة ويسر. وهو كذلك الذي جعل بعض الدول تتوسع بزراعة الذرة على مساحات شاسعة من الأراضي للتزود ب”الإيثانول” (الوقود الحيوي) الذي يستخدم كبديل للطاقة. وهذا بدوره أدى إلى نقص في زراعة النباتات الغذائية مما أدى أيضاً إلى ارتفاع أسعار تلك المواد الذي نشهده اليوم. ولو نظرنا الى الأمور بصورة طبيعية نرى أن سكان العالم يتزايدون سنة بعد سنة، وهذا التزايد يتطلب استهلاك المزيد من الطاقة سنة بعد سنة علما بأن النفط في تناقص مستمر. إذن ما العمل؟

 

 

هذه مشكلة شغلت بال الباحثين و المفكرين و العلماء والمستهلكين طوال العقود الماضية، ووضعت نظريات لايجاد بدائل منها الطاقة الذرية، الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح والمياه. إلا أن كلامنها كان يبدو أنه يصلح في جانب من جوانب الحياة أو أنه باهظ التكاليف، ولايصلح أن يكون بديلا كاملا عن النفط. وأخيرا، وفي خضم هذه المعطيات، استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تضع خطة متكاملة لاستخدام الطاقة الشمسية على مراحل بحيث تكون في النهاية بديلا عن النفط بصورة كاملة. وبالطبع، ما دامت الولايات المتحدة قد خطت هذه الخطوة، فلابد أن تلحق بها سائر البلدان، إذ لا يستطيع أي بلد الاستغناء عن استخدام الطاقة لان في ذلك توقف عجلة الحياة بشكل كامل تقريباً.

وفيما يتعلق بالمشروع الأمريكي، صرحت مصادر أمريكية متخصصة بأن الهدف من هذا العمل هو وضع حد لارتفاع أسعار النفط ومشتقاته، مع الاشارة إلى أن الولايات المتحدة تخوض حروباً في الشرق الأوسط أو في بعض أجزائه لحماية مصالحها المتعلقة بالنفط المستورد من الخارج. وتضيف المصادر أن الطلب على النفط في تزايد مستمر وبسرعة فائقة وخاصة من قبل بلدان مثل الصين والهند وغيرها مما يجعل مستقبل الصراع على الطاقة خطيراً بدرجة كبيرة وسيتمدد بشكل واسع جداً. يضاف إلى ذلك الخطر الهائل الذي يتهدد كوكب الأرض من جراء ملايين الأطنان من الملوثات والغازات الضارة التي يتم ضخها سنوياً الى الغلاف الجوي والناجمة عن احتراق النفط والفحم والغاز الطبيعي سواء كان ذلك في المصانع أو الآليات السيارة أو غير ذلك.

    وعلى ضوء ما تقدم، وجد الباحثون أن التحول الكامل الى الطاقة الشمسية هو الجواب المنطقي لكل تلك التساؤلات ولتلافي كل ما يمكن أن ينجم من أخطار. وفي معرض الحديث عن هكذا مشروع، يشير الخبراء الأمريكان الى أن الطاقة الشمسية التي تضرب الأرض لمدة 40 دقيقة تعادل استهلاك العالم بأكمله للطاقة لمدة سنة كاملة.

هذا، ومما يذكر هنا أن الولايات المتحدة بطبيعتها الجغرافية محظوظة بما منحت من مساحات شاسعة بدرجة كافية، وهو ما يمثل على الأقل،250000 ميل مربع من الأراضي في الجنوب الغربي لوحده، وهذه المنطقة، حسب تقرير الخبراء، ملائمة تماماً لاقامة مصانع ونشر بطاريات كهرومغناطيسية لتحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء. إذ أن تلك المساحات الواسعة من الأراضي تستقبل ما يزيد على 4500 كدريليون * من الوحدات الحرارية البريطانية ( BTU )من الاشعاعات الشمسية سنوياً .ان تحويل 2.5% من تلك الاشعاعات الى كهرباء يعادل استهلاك اميريكا الكامل خلال عام.

• التكلفة باهظة إلا أن المردود أعظم.

​إن جميع التقنيات اللازمة للمشروع، كما يصرح المعنيون بالأمر، متوفرة، وؤضعت الخطط التي بموجبها يتم توفير 69% من مجموع كهرباء الولايات المتحدة و 35% من اجمالي الطاقة بما فيها متطلبات وسائل النقل، وذلك من خلال الطاقة الشمسية مع حلول عام 2050. وتفيد الدراسة أن الطاقة يمكن بيعها للمستهلك.• بسعريعادل السعر الحالي لمصادر الطاقة التقليدية.وإذا أمكن تطوير واستغلال الطاقات الطبيعية الأخرى مثل طاقة الرياح والمياه وغيرها، عندها يمكن تزويد البلاد بما يعادلها 100% من حاجاتها من الكهرباء و 90% من حاجتها الكاملة للطاقة وذلك مع حلول عام 2100، وأما بالنسبة للتكلفة فهي تزيد على 400 بليون دولار على مدى ال40 عاما المقبلة وذالك بالنسبة لمشروع ال2050. ويعلق الخبراء على ذلك بقولهم أن الاستثمار فعلا بالغ الارتفاع إلا أن المردود أعظم بكثير. ذلك أن مصانع الطاقة الشمسية لا تستهلك أي وقود، أو القليل جدا منه ، وبذلك توفر البلايين من الدولارات سنة بعد سنة. هذا مع العلم أن الخطة تسعى الى الاستغناء الكامل عن النفط المستورد، و بذلك تعمل على تخفيض العجز التجاري لدى الولايات المتحدة إضافة الى ترطيب الأجواء المتوترة في الشرق الأوسط وغيره من البلدان. وبما ان تقنيات الطاقة الشمسية خالية من الملوثات تقريبا، فإن المشروع سيعمل على تقليص الانبعاثات الضارة من مصانع الطاقة بمقدار 1,7 بلايين طن سنواياً، و 1,9 بلايين طن أخرى من العرابات التي تعمل بالجازولين والتي سيحل محلها نماذج مهجنة يعاد شحنها بواسطة شبكة الطاقة الشمسية. ويشير الخبراء إلى أنه مع حلول عام 2050 ستكون نسبة انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في الولايات المتحدة أقل منها عام 2005 بمقدار62 % واضعة بذالك حدوداً هامة للإنحباس الحراري الكوني.

• الظروف ملائمة

وتعلق المجلة الأمريكية”scientific American” على المشروع، فتقول أن من الأمور التي جعلت هكذا مشروع ممكناً هو توفر المواد التقنية التي تدخل في صناعة الخلايا الكهروضوئية وبأسعار معقولة نسبة لما كانت عليه قبل بضع سنوات، و أنه مع حلول عام 2050 سيكون بامكان التقنيات الكهروضوئية إنتاج3000 جيجاوات أو ما يعادل البلايين من وحدات الطاقة (بالوات)، وأن المشروع بأكمله سيحتاج إلى مساحة من الأراضي قدرها 30000 ميل مربع لتنشر عليها الوحدات الكهروضوئية، مع العلم بأن ذلك ليس أكبر مما تحتاجه المصانع التي تعمل بالفحم.

• أديسون الشرق الذي أضاء الغرب.. 

    مما لاشك فيه أن مشروعاً كهذا سينقذ البشرية  من خطر داهم لا مفر منه، وهو انبعاث الغازات الملوثة للأجواء والمسببة للانحباس الحراري الذي تتزايد خطورته سنة بعد سنة فضلاً عن توفير الطاقة لاستمرارية الحياة على اختلاف مساراتها. و ما زامت الولايات المتحدة  الأمريكية قد سلكت هذا السبيل، فليس أمام الدول الأخرى إلا أن تحذو حذوها عاجلاً أم آجلاً، كل حسب ظروفه. ولا يسعنا هنا إلا أن نذكر فضل من جعل استخدام الطاقة الشمسية في متناول الانسان، وهو المخترع العالم العربي اللبناني حسن كامل الصباح الذي أطلق عليه لقب“أديسون الشرق الذي أضاء الغرب”والذي وصلت اختراعاته في مجال الكهرباء فقط إلى ما يزيد على 70 اختراعاً، عدا اختراعه لجهاز التلفزيون والسينيما (سكوب)، و اسهاماته في مجالات التلفون و التلغراف، وجهاز للتلفزة يحول أشعة الشمس إلى تياركهربائي. هذا، مع العلم أن جميع الشركات العالمية كانت تطبق نظرياته العلمية المتينة. ولعل أهم اختراعاته هو استخدام شعاع الكهرباء لبث صور الأشخاص والأشياء على جناح الأثير، واختراع البطارية الشمسية لتحويل أشعة الشمس إلى طاقة كهربائية حيث مهدت لصناعة الأقمار الاصطناعية والمركبات الفضائية  التي تقوم على التزود بالطاقة بواسطة الشمس.

​هذا، وكان الصباح يأمل من اختراعه هذا أن يحول الشمس العربية في الصحاري الى طاقة تعمل على زرع الحياة في هذه الصحاري، فضلاً عن تغذية جميع الأقطار العربية بالطاقة اللازمة. وبناء على تقرير أعدته مجلة”الباحث “(5-6) التي تصدر في باريس معتمدة على رسائل أرسل بها الصباح إلى أهله، ومصادر أخرى عربية وأجنبية فإن الصباح قد أرسل برساله إلى الملك فيصل الأول، ملك العراق، بهذا الخصوص يشرح له فيها جميع الجوانب و الأمور التي يتطلبها المشروع والنتائج المترتبة عليه. وأجرى كذلك مفاوضات مع الملك عبد العزيز آل سعود لبناء مزارع لتوليد الطاقة الكهربائية في صحراء الربع الخالي، وذلك قبل وفاته اثر حادث غامض سنة 1935 أثناء خروجه من نيويورك قاصداً بلده لبنان.

​وإزاء كل ما تقدم، هل تقر الولايات المتحدة  بفضل العرب على تنعمها بالنفط لعقود عديدة وبأرخص الاثمان، ومن ثم تحولها الآن الى الطاقة الجديدة ذات الأصول العربية أيضاً والتي لا تخفى على أحد… 

*الكدرليون: هو رقم واحد الى يمينه 15 صفرا.

شاهد أيضاً

جهاز أمن مطار رفيق الحريري في بيروت يوقف طائرة تحمل عبارة “تل أبيب”

المديرية العامة للطيران المدني في لبنان تطلب من طائرة تابعة للخطوط الجوية الأثيوبية إزالة عبارة …