السيد محمد حسين فضل الله

العزّة الرسالية

المرجع المجدّد السيد محمد حسين فضل الله 

اعداد وتنسيق د. علي رفعت مهدي

{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}…. إن العزة تنطلق من مواقع القوة التي تمنح صاحبها القدرة على إخضاع كل القوى له، والوقوف أمامها لمنعها من التحرك في الاتجاه الذي يؤكد قوتها في مقابل قوته. والله هو القاهر فوق عباده، والمهيمن على الأمر كله، وليس لعباده معه شيء، فهم الفقراء إليه في كل شيء، وهو الغني عنهم في كل شيء، ما يجعل العزة له جميعاً، كما أكد ذلك في كتابه العزيز، وَلِرَسُولِهِ الذي يستمد عزته من الله، لأنه يستمد قوته منه، فينصره على الكافرين والمشركين، ويظهر دينه على الدين كله، وَلِلْمُؤْمِنِينَ في ما يعيشونه في داخل أنفسهم من الشعور بالقوة من خلال اعتمادهم على الله وتوكلهم عليه، ما يجعلهم في الموقع القوي الذاتي المتحرك في إرادتهم الصلبة الرافضة لأي ذلّ .

المؤمن القوي الواعي:


فالمؤمن لا يعيش الضعف الداخلي أمام كل التهاويل والضغوط التي يوجهها إليه الكافرون والمشركون والظالمون، ما دام واعياً لإيمانه ولموقعه من ربه وموقع ربه منه، وذلك في ما عبر عنه الرسول(ص) لصاحبه {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } [التوبة:40]، وفي ما حدثنا الله عن موقف المؤمنين {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً} [آل عمران: 173]، وفي ما يواجه به المؤمنون الكافرين في ساحة القتال {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [التوبة:52]، ما يوحي بأن المؤمن لا يخاف الموت، فلا يضعف أمام كل التهاويل التي تخوّفه بالموت.

الإمام الصادق (ع) وآيةُ العِزة:

وقد استوحى الإمام جعفر الصادق (ع) من الآية عمق العزة في شخصية المؤمن ، من خلال عمق إرادة العزة في حركة إيمانه ، فقد جاء في الكافي عن أبي عبدالله (جعفر الصادق(ع) قال: إن الله تبارك وتعالى فوّض إلى المؤمن أموره كلها، ولم يفوّض إليه أن يذلّ نفسه، ألم تر قول الله سبحانه وتعالى ههنا {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} والمؤمن ينبغي أن يكون عزيزاً ولا يكون ذليلاً ….

إعداد وتنسيق د. علي رفعت مهدي

شاهد أيضاً

دبوس

ا لتآكل… سميح التايه ثلاثمائة من الصواريخ البطيئة، وبضع عشرات من المُسيّرات التي لا تندرج …