البيضة المقلية بأشعة الشمس .. والصيف الحار بعد الاستحقاق الرئاسي


(بقلم الدكتور حسام الدين خلاصي)


●●●●●●●●●●●●●●


لربما يضيق الحصار أكثر في الأشهر القادمة على السوريين ، خاصة وأنها تمثل الربع الأخير من السنة الكبيسة والتي بدأت منذ أواسط 2020 المنصرم.
كل أنواع الأسلحة والأساليب العدوانية المختلفة سيعاد إنتاجها في سورية ( داعش – النصرة – الكيماوي – التفجيرات – فوضى الشوارع والدعوات للتظاهر – الحرب الإعلامية والنفسية وحرب الشائعات – تنشط العملاء في الداخل – وسائل التواصل ودورها السلبي  ……. إلخ ) في الفترة القادمة .
فالفترة القادمة وأهمية التحضير الصحيح للانتخابات الرئاسية يجب أن يتم تشويهها من قبل أعداء سورية مهما كانت النتائج ، لأن في ذلك مرتكز لما سيبنى عليه بعد إتمام هذا الاستحقاق لجهة الطعن بنتائجه ولجهة شق الصف الوطني أكثر ، ولكي يتمكن مبرمجو دوائر الخيانة والانفصال والإرهاب على تفصيل أدوار جديدة لعملائهم في العملية السياسية المعطلة ، ولكي تصعب مهام كل القواعد والقيادات الوطنية السورية الحقيقية في رأب الصدع ولم الشمل من جديد .
ولكن هل يعي كل السوريون حقيقة هذا الخبث وضراوة هذا التآمر في ظل السعي والتعب وراء الرغيف ومستلزمات المعيشة؟
وهل بات الهمة الوطنية هي ذاتها التي شهدناها في عام 2014 في الاستحقاق الرئاسي السابق.
للإجابة على هذين السؤالين المنفصلين والمتصلين لنرنو قليلا بنظرنا إلى أمنية أعداء هذا الوطن وقبلها لنحسم أمرنا بأن الحصار الاقتصادي وقانون قيصر والاجراءات القسرية هي بوابة التجويع والحصار والبيئة الخصبة لنشاط الفاسدين والمخربين أكثر فأكثر فخيانة الوطن لها وجه اقتصادي أيضا كبر هذا الوجه أم صغر .
يتمنى أعداء سورية أن نفشل في استحقاقنا الرئاسي الدستوري وأن يتعطل إجراءه في موعد وأن لايصل السيد الرئيس بشار الأسد إلى سدة الرئاسة من جديد ، أفهل نحن لهم معاونون أم سنتصدى لهم ببسالة وبقوة شعب ضحى بالكثير ووصل إلى حد كبير من التضحية كي يحافظ على سيادته الوطنية؟
من الطبيعي أن ساحات هذا الوطن تغص بالشرفاء والواعيين لأهمية دورهم الشعبي عندما تحين ساعة الاستحقاق السيادي ليقولوا كلمتهم رغم حرب الرغيف .
وأما عن تراجع الهمة الوطنية لدى الشعب السوري كما يروج أعداء الوطن ، فالقنبلة الموقوته ليوم الاستحقاق ستنفجر في وجههم غضبا وفي وجه أمانيهم وستريهم من هو الشعب السوري الوطني المضحي من أجل سيادته ، فالرهان كبير على الشعب وحده ليقوم بالخطوة المهمة في وجه بايدن و أردوغان والاتحاد الأوربي والكيان الصهيوني وكل من والاهم واستنصر بهم .
فالولايات المتحدة تترك الجغرافيا السورية لقدرها ولايهمها كم سيقتل من السوريين طالما شركاتها تمتص النفط والغاز من أرض سورية وتجهز بصورة دائمة ولادة داعش من جديد في الصحراء المتراكية بين سورية والعراق وتعتبرها الشماعة التي تعلق عليها حلم الانفصال الكردي المشبوه .
وكذلك هي فاعلة في دعم أردوغان ليستمر في سياسة التتريك ولاحقا المطالبة بحق تقرير المصير عبر التزوير ليقضموا شمال حلب والباقي من ادلب لتركيا .
ومن أجل ذلك يحتاجون رئيسا لسورية ضعيفا يوافق على الفدرلة وينسى أرضه في الجولان ويهرول للتطبيع ، لذلك لامصلحة لهم بنجاح الانتخابات وبفوز الإرادة الشعبية بإختيار الدكتور بشار الأسد رئيسا من جديد للجمهورية العربية السورية ، ومن هنا يرجعون لإستعمال كل الأساليب القديمة ليرجعوا الفوضى ويمارسوا التشكيك .
أما قصة البيضة المقلية بأشعة الشمس فهي الدلالة على أن عزم الشعب السوري وإن ضعف لكنه لايهزم ولو اضطر الأمر لاستعمال وهج الشمس والتي تشبه الحقيقة والتي لايمكن حجبها لا بإصبع أمريكي ولاسعودي ولاصهيوني ولاتركي ولو حتى اجتمعت أصابعهم فطاقة هذه الشمس باقية كإرادة هذا الشعب.
والصيف الحار بعد الاستحقاق هو استقراء لما بعد المرحلة المهمة ، ففي انتظار سورية استحقاقات داخلية مهمة لجهة حماية المواطن من براثن الجشع عبر حكومة مرحلة جديدة لا لبس فيها ولا تباطؤ .
واستحقاقات خارجية تتعلق بعودة التحرير للأراضي السورية وتنشط حرب المقاومة الشعبية ضد مرتزقة و أعوان أمريكا شمالا وشرقا في سورية وهي حرب حاصلة لا محالة ، ضمن رؤية شاملة للقوة المتنامية لمحور المقاومة من إيران إلى لبنان رغم أن الصورة حاليا تبدو باهته ومقلقة نتيجة الضغوطات المتفرقة في لبنان وسورية  ولكن مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة في اليمن والأحداث الجديدة لدى المقاومة اليمنية وفي الملف الإيراني النووي تنبئنا أن مستجدات سياسية قد تطرأ على الإقليم لصالح السيادة الوطنية لدول الإقليم .
إنما هو التوقيت المناسب لبدء العد التنازلي لحسم الصراع على الأرض السورية واستعادة الأرض من مغتصبيها يحتاج لقوة الشعب وصبره .

شاهد أيضاً

مسرحية أم ملوخية بالأرانب ؟

بقلم: د. كمال فتاح حيدر حتى لو هجمت ايران بطائرات ورقية. وحتى لو سددت ضربة …