الرياض لباريس: نستقبل الحريري رئيساً لحكومة موثوق بها

كتب نقولا ناصيف في “الاخبار”

ليست الرياض في وارد التعامل مع الأزمة الحكومية كما لو أنها تخوض معركتها. ليست حتماً في وارد الانخراط في معركة دعم وصول الرئيس المكلف سعد الحريري الى رئاستها، على غرار ما حدث للمرة الأولى عام 2009 ولم يتكرر مذذاك. موقفها المعلن، غير المبالي بمَن يترأّسها، جعلها تتصرّف كأنها على الحياد، تراقب جهود التأليف من الشرفة ليس إلا. قادها ذلك الى التأكيد لباريس، بعد إلحاح هذه، أنها مستعدة لاستقبال الحريري في المملكة عندما تصدر مراسيم الحكومة الجديدة على النحو الذي يطمئنها إليها ويجعلها موثوقاً بها.

فحوى هذا الموقف، في ظل استمرار رفض استقبال الرئيس المكلف في السعودية منذ أشهر طويلة، أن الحكومة المأمولة للسعوديين، المنسجمة مع شروطها، تفسح في المجال أمام فتح الأبواب الموصدة في وجه الرجل على أنه «رئيس حكومة لبنان» وليس «ولدنا» مذ اكتسب الرئيس رفيق الحريري هذه الصفة إبّان حقبة الملك فهد، ثم ورثها عنه خلفه سعد إبان حقبة الملك عبد الله، الى أن تبخرت تماماً في حقبة الملك سلمان.

خلافاً لكل ما يشاع عن قطيعة مطبقة بين الحريري والسفير السعودي، فإن بعض المعلومات المستقاة من زوار البخاري تشير الى تواصل متقطع بينهما، لم يرقَ بعد الى العلانية، وقد لا يرقى قبل صدور مراسيم الحكومة الجديدة طبقاً للموقف السعودي المعروف. ما يسري همساً في أوساط واسعة الاطلاع أن البخاري أعلم الحريري بنتائج اجتماعه برئيس الجمهورية في 23 آذار، ولم يتّسم بالإيجابية التي أوحى بها قصر بعبدا، إذ طبعته لغتان متباعدتان من غير أن تتنافرا في اللقاء: حصر رئيس الجمهورية كلامه بالمأزق الحكومي، فيما أسهب السفير في الكلام عن أزمة اليمن، ثم أصرّ على أن يتولى الوزير السابق سليم جريصاتي الذي حضر الاجتماع تدوين الفقرة المتعلقة بتداولهما في موضوع اليمن.

شاهد أيضاً

الجميع يتاجر بفلسطين

جمال اسعد  يزخر التاريخ بحوادث ووقائع ميليودرامية تتخطى العقول وتتجاوز المعقول ولكن المشكلة الفلسطينية قد …