“القوات” من “الشيعي الأعلى”: لا قيامة لدولة لبنان إلا بحصريّة السلاح

أوضح عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنطوان حبشي، أنه “في إطار تواصلنا مع كافة العائلات الروحيّة في لبنان، جئنا اليوم في وفد من حزب القوات اللبنانية لزيارة هذه المرجعيّة الكريمة، المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى، لما يمثله في ضمير أهله وكلّ اللبنانيين. وقد تداولنا مع سماحة الشيخ علي الخطيب والحاضرين، في شؤون الوطن اللبنانيّ وشؤون أهله، في هذه الأوقات العصيبة التي تتطلب تضامنًا فوق العادة، لكي نعالج الأسباب العميقة للأزمة التي نعيش بغية تخطيها، لأن وجودنا معًا في المركب اللبنانيّ يحتّم علينا التعاضد، في الصواب، ولأن غرق هذا المركب يعني غرقنا جميعًا، أما معالجة أزماتنا فتعني خلاصنا جميعًا”.

وتابع في كلمة، باسم وفد من حزب القوات اللبنانية من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، قائلاً “اننا إذ نتوجه إلى هذه المؤسسة، إنما نتوجه إلى مرجعيّة الطائفة الشيعيّة الكريمة الّتي هي خير مثال على ثمرة العيش اللبنانيّ المشترك لأنها نتاج الصيغة اللبنانيّة، صيغة وفّرت بثوابتها الإطار الخصب لنمو وإستمرار كلّ الجماعات الروحيّة في لبنان، ثوابت تولي القيمة الأساسيّة للإنسان-الفرد في مناخٍ من الحريّة يوفره نظام ديمقراطيّ تعدديّ يحترم الآخر، ما سمح للوطن بتحقيق ذاته، وعيش ازدهار إقتصادي وإجتماعيّ.  وما كان تحقق ما تحقق لولا احترام ثوابت الكيان اللبنانيّ. وإن نشأة المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى الذي نزور اليوم، هو دليلٌ آخر على ثمرة هذا التعايش في احترام ثوابته. وهَدَف هذا المجلس منذ تأسيسه، إلى الحِفاظ على وحدة لبنان وحريته وإستقلاله.  كيف لا؟ وكان قد وُلِد نتيجة تلاقٍ بين المكونات السياسيّة إذ أنه أُقرّ إنشاؤه في مجلس النواب بتاريخ 16/5/ 1967 وإنتخب له أوّل رئيس، عام 1969، وكان الإمام موسى الصدر”.

أضاف، “الأسس التي يبشر بها الإمام موسى الصدر هي أسس نشأة لبنان الوطن والدولة. ومن أُسُس قيامة لبنان، قيام الدولة، الدولة القوية التي تحمي كلّ أبنائها والتي لا قيامة لها اليوم إلا من خلال حصريّة العنف والسلاح بيد القوى الأمنية اللبنانية ما يعطيها القدرة على حماية كلّ اللبنانيين، كما حماية لبنان من أي اعتداء، أكان مصدره العدو الإسرائيليّ أو أي مصدر آخر.

كذلك، في أُسُس قيام لبنان وازدهاره، حيادُه وبناء أفضل العلاقات مع محيطه العربيّ والدوليّ وهذا ما شدّد عليه الإمام موسى الصدر، عندما قال:”إننا نريد أوثَق التعاون مع الدول العربية الشقيقة، ليكون هذا التعاون في مصلحة قضيتنا الكبرى ومصلحة لبنان في آنٍ معًا”. ويتردّد اليوم صدى هذا الكلام في مبادرة الحياد التي أطلقها غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي”.

وأردف، “ما أراده الإمام الصدر ويبادر به البطريرك الراعي، كان قد أوصى به الشيخ محمد مهدي شمس الدين حين قال: “أوصي أبنائي، إخواني الشيعة الإمامية في كل وطن من أوطانهم، وفي كل مجتمع من مجتمعاتهم، أن يدمجوا أنفسهم في أقوامهم وفي مجتمعاتهم وفي أوطانهم، وأن لا يميزوا أنفسهم بأي تميز خاص، وان لا يخترعوا لأنفسهم مشروعًا خاصًا يميزهم عن غيرهم…” مقيَمًا تجربة الشيعة اللبنانيين إذ أنه اعتبرهم “نموذجًا للنجاح الوحيد الذي تحقق في العصر الحديث لتصحيح وضع الشيعة في مجتمع متنوع”. إنه النموذج اللبناني، نموذج لبنان الرسالة.

أن نعاني ما نعانيه اليوم من أزمات، ما هو إلا نتيجة لابتعادنا عن الأسس المكونة للبنان، مثل الحياد، وانغماسنا في مشاكل الآخرين، ومعاداة العالم العربي المحيط بنا كما المجتمع الدوليّ، ناهيك عن إضعاف سلطة الدولة وقواها الأمنية بتواجد سلاح خارج مؤسساتها الأمنيّة، وقرارت خارج مؤسساتها الدستوريّة. إن باب الخروج من هذه الأزمات المتنامية يكمن في العودة إلى ثوابت الكيان اللبناني الّذي في تعدديته ووحدته إنما يجيب على قول الإمام علي أن “الناس صنفان :إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق”.

وقال، “أما واقعنا اليوم، فيستوجب قوله” ذهاب النظر خير من النظر إلى ما يوجب الفتنة “.

هكذا نستعيد لبنان بعيدًا عن الفتنة والأزمات، وطنًا حرًّا سيّدًا مستقلًا، وطنًا يعيش شعبه الراحة الإقتصاديّة والإجتماعيّة، وطنًا يعيش كرامته”.

شاهد أيضاً

مأتم جماهيري حاشد لشهيد حركة امل القائد وسيم موسى ( طاهر ) في بلدة كفركلا الحدودية مع فلسطين المحتلة

مصطفى الحمود . المفتي عبد الله : لبنان لا تقوم له قائمة الا بالحوار . …