الدكتور علي عبد الرضى حسن في ذمة الله

رفعت إبراهيم البدوي

بيروت في 2021/03/26

كلمه في تأبين الدكتور علي عبد الرضى حسن عبر تقنية الزووم

وترجلَ الفارسُ وتوقف مشرط الطبيب وسكت الشاعرُ المرهف
الدكتور علي عبد الرضى حسن

فارسٌ من فرسانِ الفكر ِوالعلمِ والطبِ والثقافة.
هو الشاعرُ المبدعُ المعطاءُ بلا حدود، صاحبُ المبادئ والقيم الاخلاقِ الرفيعةِ المرهفُ بالانسانية.

هو الذي وُسِم اسمه كطبيب جراحٍ لامع نذر نفسه وعلمه لمداواةِ الانسانِ انطلاقاً من الانسانيةِ والمبادئِ الساميةِ التي سكنته.

إنه الانسانُ المترفعُ بأخلاقهِ دائماً، العابرُ للطوائفِ والمذاهب، صاحبُ السمو بانسانيتِهِ وبثقافتهِ وشعرِه النابضِ من ترابِ الحياه.

كيف لا وهو الذي اشتُهِرَ بتشريحِ ابياتِ الشعرِ بعد تفحُصِ معانيها لانه كان مخلصاً للشعرِ كما كان مخلصاً لمهنةِ الطب.

الدكتور علي حسن من مؤسسي نُدوةِ العملِ الوطني، ورفيقُ دربِ الرئيسِ الدكتور سليم الحص.

الدكتور علي حسن، لعِبَ دوراً مهماً في الصمودِ والتصدي للعدو الاسرائيلي اثناء حصارِ بيروت عام 1982، وابى ان يحصُرَ جهودَه وخدماته الانسانية في مكانٍ واحد، ليُمضي وقتَهُ متنقلاً بين المستشفياتِ رغم حصار وغارات وقنابل طائرات العدو الاسرائيلي على العاصمةِ بيروت، ناذراً نفسهُ لتقديمِ المساعدةِ الطبيةِ لانقاذِ المُصابين والجرحى انطلاقاً من واجبه الانساني والوطني.

الدكتور علي عبد الرضى حسن

ابنُ بلدةِ الخيام الجنوبية، وهو الذي كان ينتظرُ في بلدته بزوغَ الفجرِ ليبدأ التسببح باسم قلسطين تجده مستقبلاً قبلتها شاخصاً بنظرِه نحو فلسطين التي عشعشت في وجدانِه

الدكتور علي حسن صاحبُ النكتةِ الظريفة والروح المرحة كنا ننتظر اطلالته المفعمة بالحياة خلال اجتماع الاصدقاء والاحبة الاوفياء في مكتب الرئيس سليم الحص عصر كل يوم أحد

هو الموسوعةُ العلميةُ الطبيةُ والادبية، تركَ لنا ارثاً غنياً بالمبادئِ والقيم الانسانية التي زينت مسيرتَهُ المشرفةُ جاعلاً منها منهجاً لحياتِه وبوصلةَ ضميرِ، فكان اهلاً للمحافظةِ عليها وبجدارة، وبقِيَ متمسكاً بها حتى اثناء عملِهِ خارجَ لبنان ولم يبدل تبديلا، ما اهّله الفوزَ باحترامِ وتقديرِ كل من عرِفهُ.

ليس هذا فحسب، فالدكتور علي حسن ترك لعائلته ارثاً خالداً من الثقافةِ والشعرِ فريداً من نوعِه، فلقد صممَ الدكتور علي حسن على كتابة وتأليف كتب خاصة لاولاده وكل كتاب حمل اسم ولد من اولاده يتضمنُ قصةَ حياةٍ جرى تشريحُها بأبياتٍ من شعرهِ الخاص.وبفلسفة مميزة

الدكتور علي حسن اقترن اسمه بالوفاء والسمو باتزان رفض الاستسلام ومصافحة اليأس الذي كاد التسلل الى نفوسنا فكان المحفز والمشجع وبقي متمسكاً بالامل وحالماً بغد افضل متجاوزاً مرارة الغربة و الظروق الصعبة

دكتور علي حسن رحل عنا جسداً لكنه باقٍ معنا بروحِه المرحة، و بانسانيتِه وعلمِه وباخلاقِه الطيبة.وبالتزامه للقومية العربية وبايمانه المطلق بتحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي

نتقدمُ من عائلتِه الكريمةِ وزوجتِه الفاضلةِ “وفيقة ضاهر الحاج” ومن ابنه الدكتور باسم وبناتِه الدكتورة ربى وهنادي والدكتورة غيداء وكنده و من كلِ محبيه بالتعازي القلبيةِ سائلين الله العزيزَ ان يرزقَهُ داراً خيراً من دارِه واهلاً خيراً من اهلِه وان يسكنَه فسيحَ جناتِه
انا لله وانا اليه راجعون.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شاهد أيضاً

طرابلس عاصمة للثقافة العربية

المرتضى في مؤتمر اطباء الاسنان في لبنان :نتوقُ إلى وطنٍ سيِّدٍ قادرٍ بقوةِ أبنائه وقدراتِهم …