قصة من طفولتي …

عبلة محمد العلمي- الكويت

قصتي مع البامية وصديقة صديقة أمي …
كنت لا أتجاوز من العمر 12 سنة ، عندما زارتنا صديقة أمي المقربة الى بيتنا ، وطلبت منها أن ارافقها الى السوق ، لكن والدتي رفضت وطلبت منها ان تعذرها ، لكن ام درويش والتي هي صديقة أمي ألحت كثيرا فوافقت والدتي ، وذهبت مع أم درويش وكان مشوارها الى سوق الحميدية ، نسيت أن أقول لكم انا ولدت في دمشق وعشت بها بما يقارب 15 سنة قبل الذهاب الى الكويت ، .
دخلنا السوق وكان زحمة شديدة ، وانا طفلة لا أكاد أرى شيئا ، وكان الطقس حر ، وام درويش تدخل محل وتخرج من محل ، زهقت ، ندمت لأني ذهبت معها . وأخيرا نظرت لي وقالت تعالي اشتري لك بوظة قلت بعقلي الحمد لله ، وأخيرا رفقت بحالي اشتريت لي البوظة من عند بكدش ، وبدأت تتجه للخروج من السوق ، تنفست الصعداء وقلت أخيرا سوف نذهب الى البيت .
اخذت تاكسي ، ومشينا حوالي ربع ساعة وجدت الطريق ليس طريق البيت ، قلت لها أين ذاهبون!!! قالت أحنا راحين عند صديقتي صار لي زمان ما شفتها …وقالت للتاكسي هنا أوقف ، ونزلت معها …ودخلنا بيت صديقتها ، فتحت لنا الباب سيدة من الطراز القديم جدا ، سورية أذكر كل أثاث موديل قديم جدا لكن واضح انه غالي الثمن ، اللوحات والتحف ، والفازات ، تم وضعهم بطريقة عشوائية علمت أن زوجها لديه محل ذهب ، وأبنها يعمل ضابط في الجيش ، وأبنتها مهندسة معمارية .
رحبت بنا أم عدنان وقدمت القهوة إلى أم درويش ولي عصير برتقال ، لهوت قليلا ، وأخذت السيدة تسأل عني شو اسمك وفي أي صف ..وقالت لها صديقة امي أحبها كثيرا بنت ذكية ، وسعيدة لأن أمها تركتها معي .


قالت السيدة تفضلوا نجلس بالمطبخ اريد أن أحضر غذاء لزوجي وأبني ، ودخلنا المطبخ الذي يعتبر غرفة كاملة جلسنا على الكنبة وبدأت تتحدث مع أم درويش، بمواضيع كثيرة ، وتحضر الأكل .
قالت صديقة أمي ماذا تريدي أن تطبخي قالت لها بامية وفعلا اندمجوا بالحديث والتحضير ذبلت عيناي وأنا أتابعهم، كل مواضيعهم لا تهمني ، وغطت عيناي بالنوم ، صحوت فجأة على رائحة الثوم والكزبرة التي تم وضعها على البامية ، وبدأ الجوع عندي ، ووعدت نفسي أنني سوف أكل من البامية ، رائحتها زاكية ، وبدأت أم عدنان تحضر الرز بالشعيرة مع السمن البلدي سمعتها تقول لأم درويش والله ياأم درويش السمنة بشتريها من حماة ،” طبعا أهل حماة مشهورين بالسمن” وما عاد فيني .. عندما بدأت رائحة الشعيرة تفوح مع الرز ….قلت الآن تضع لي صحن أكل منه .
لكن أم درويش فجأة وقفت، وعقلي طار… التفت الي وطلبت مني أن أقوم أنهت زيارتها، ست ام درويش …
وتوجهت الى باب الدار ، وأنا أمشي ببطء شديد لعل السيدة تقول خليكم على الغذاء ..نفسي بالبامية …..لكن لا …وألف لا وروحنا البيت …ونفسي بالبامية التي مازالت رائحتها في أنفي .
قالت لي امي بعدما ذهبت الصديقة، انبسطي ..قلت لها لا …الآن …الآن بدي تعملي بامية ، قالت عاملة لك صفيحة ولبن انت بتحبي الصفيحة .. ، قلت لها الآن بدي بامية. وحكيت لأمي القصة، وفعلا عملت لي البامية …بس لسه نفسي بالبامية يلي عملتها السيدة ام عدنان والآن كل ما بعمل البامية اذكر القصة ..
وهيك بخبركم قصص من الطفولة.. عذرا للإطالة مع محبتي.

شاهد أيضاً

ضاهر:” تمنى على الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة وقف السجالات العدائية “

تمنّى النائب ميشال ضاهر على “الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة”، وقف “السجالات العدائيّة في ما بينها، وإيلاء …