شواهد الذاكرة

د. السيد محمد الحسيني


أيام الدراسة، كنت اقيم في برج ابي حيدر، في كل صباح ومع اشعة الشمس الاولى المتسللة على شريط أحلامي ، كان بائع الكاز يمر مسرعًا من تحت النافذة. على وقع حوافر بغله وصدى زموره ورتابة صوته كنت انهض واسرع لرؤيته. لكنه في كل مرة كان يسبقني ويختفي.
حاولت عشرات المرات ولم افلح الا مرة واحدة، علمت حينها أن الوقت يرحل مع اعمارنا ولا تبقى الا الذكرى.
افتقدك يا بائع الكاز لأنك كالوقت الذي يغادرنا سريعًا ونحن في غفلتنا نحاول لملمة خيوط احلامنا وذكرياتنا وحاضرنا.
لعلِّي أفتقدت في ذلك الحين شيئًا من طفولتي وشيئًا من عمري . رتابة الايام وتسارع اللحظات وهذا الصوت القادم من نقطة الصفر المتكرر في وجداننا لكل شوق لكل شعور لكل أمل ..
لا شيء يدعو للقلق فالاعمار تسير كطنبور بائع الكاز …

شاهد أيضاً

الخطيب يعرض مع شقير العلاقات اللبنانية – الخليجية

  بحث رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير مع عضو مجلس إدارة اتحاد مجالس …