الحزب والتيَّار بين التنوُّع والطعن بالظهر

ناجي حايك النموذج الرديء للأحلاف.

فهل يتسبب بقطع شعرة معاوية بين الطرفين؟

كتب: مالك حلاوي.

============

منذ إعلان التفاهم بين الجنرال الرئيس ميشال عون والسيد حسن نصرالله، في كنيسة مار مخايل (شباط/فبراير 2006) على أحد أخطر خطوط التماس بين “المسلمين والمسيحيين” أيام الحرب الأهلية اللبنانيَّة (على بُعد خطوات من محور الشيّاح-عين الرمانة)، لم يكن أحد مقتنعًا بأن هذا التفاهم سيكون راسخًا بحيث يصل إلى وضع أسس تتجاوز “التفاهم” إلى “التحالف”. وكانت القناعة بأن هكذا تفاهم في زمنه وحتى اليوم هو مصلحة مشتركة للطرفين، رغم الإعلان بأنه يطمح لتفاهمات مع أطراف أخرى، فكان هذا الطموح بحكم “رابع المستحيلات”، وأقصى ما سعى إليه الطرفان بعد ذلك هو ترسيخ

الحزب والتيَّار بين التنوُّع والطعن بالظهر

ناجي حايك النموذج الرديء للأحلاف.

فهل يتسبب بقطع شعرة معاوية بين الطرفين؟

كتب: مالك حلاوي.

============

منذ إعلان التفاهم بين الجنرال الرئيس ميشال عون والسيد حسن نصرالله، في كنيسة مار مخايل (شباط/فبراير 2006) على أحد أخطر خطوط التماس بين “المسلمين والمسيحيين” أيام الحرب الأهلية اللبنانيَّة (على بُعد خطوات من محور الشيّاح-عين الرمانة)، لم يكن أحد مقتنعًا بأن هذا التفاهم سيكون راسخًا بحيث يصل إلى وضع أسس تتجاوز “التفاهم” إلى “التحالف”. وكانت القناعة بأن هكذا تفاهم في زمنه وحتى اليوم هو مصلحة مشتركة للطرفين، رغم الإعلان بأنه يطمح لتفاهمات مع أطراف أخرى، فكان هذا الطموح بحكم “رابع المستحيلات”، وأقصى ما سعى إليه الطرفان بعد ذلك هو ترسيخ الحزبيَّة السابقة والتي بُنيت على أسس إلغاء الآخر بالسلاح والدم، ومن أبرز “الناشطين” ضمن هذه الفئة، وبناءً على مواقفه المعلنة التي نتابعها يومًا بعد يوم يبرز ناجي حايك، والذي نسمع مرة أنه من المؤسسين للتيار الوطني الحر، ومرة أخرى انه من القياديين، ومرة ثالثة من الناشطين، وتكاد التسميّة الأهم التي يعشقها هو أنه أنه من “صقور التيَّار” بينما هو في الحقيقة من أبرز المعارضين لبنود “تفاهم مار مخايل” وإن أعلن عكس ذلك، وهي معارضة أوصلت التيَّار في فترة ماضية للإعلان التالي:

اعلنت اللجنة المركزية للإعلام في “التيار الوطني الحر” في بيان، أنه بعد تلقيها سلسلة مراجعات في هذا الشأن، يهم اللجنة المركزية للإعلام في أن توضح بأن الدكتور ناجي حايك هو ناشط في التيار ولا يتبوَّأ حاليًّا اي منصب حزبي أو سياسي، وبالتالي فإن التيار لا يتبنى مواقفه على مواقع التواصل بأي حالٍ من الاحوال.
هذا الإعلان الذي جاء ردًّا على موقف سابق لحايك فاحت منه رائحة العنصرية، ليس بحق الفلسطينيين كما اعتقد هو، بل بحق كل اللبنانيين الذين كانوا يرون في شارع الحمراء برأس بيروت (المنطقة الممهورة بطابعها السني) نموذجًا للتعايش بين اللبنانيين أنفسهم بكل طوائفهم ومذاهبهم من جهة، وبينهم وبين العرب وكل المقيمين في لبنان من جهة أخرى، بينما ناجي حايك وحده من صقور العنصرية في “التيَّار” اعتبر “شارع الحمرا هو شارع أبو عمَّار وأزلامه من اليسار الذين قتلوا المسيحيين في الحرب”.

إن موقفًا كهذا لا يصدر عن شخص متفاهم مع قيادته فكيف بالتفاهم مع القيادات الأخرى، وفي مقدمها قيادة المقاومة التي لا يتعترف بمقاومتها، وما يزال يعتبر المقاومة الحقيقية هي التي قامت بإبادة الفلسطينيين في بعض مخيمات اللجوء، من هنا فقط نكتشف طبيعة هذه النفس الحاقدة لدى شخصٍ يُسمي أشرف قادة المقاومة في لبنان والعالم العربي بعبارة: “الأمين العام تبعهم”… ويُنهي “قذارته” بعبارة: “خلصونا من ربكن بقى”….

فهل ينتمي هذا “الفكر الأسود” للتيار الوطني الحر، وهو فكر تجاوز فيه ناجي حايك بداياته العنصرية مع بندقية “حزب الوطنيين الأحرار”، ودوره كمقاتلٍ-قاتِل في “ميليشيا النمور”، يوم كانت هذه البندقية تحارب الفلسطينيين، ولم تستثنِ الجيش اللبناني نفسه، قبل أن تلغيها “القوات اللبنانية” بحجة توحيد البندقية المسيحية، من خلال اغتيال قائد الحايك آنذاك (داني شمعون)، فجاءت ردة الفعل باللجوء إلى الجنرال عون وبعده “التيَّار” في محاولة انتقاميَّة لا أكثر… وها هو اليوم يُثبت أنه ما يزال عند متراس “البندقية المسيحية” من خلال رفضه لبندقية المقاومة التي نصَّ على شرعيتها البند الأخير من بنود “تفاهم مار مخايل”، وفيه:

وبما أن “إسرائيل” تحتل مزارع شبعا وتأسر المقاومين اللبنانيين وتهدّد لبنان فإن على اللبنانيين تحمّل مسؤولياتهم وتقاسم أعباء حماية لبنان وصيانة كيانه وأمنه والحفاظ على استقلاله وسيادته من خلال:
1 – تحرير مزارع شبعا من الاحتلال الإسرائيلي.
2 – تحرير الأسرى اللبنانيين من السجون الإسرائيلية.
3 – حماية لبنان من الأخطار الإسرائيلية من خلال حوار وطني يؤدي إلى صياغة استراتيجية دفاع وطني يتوافق عليها اللبنانيون وينخرطون فيها عبر تحمّل أعبائها والإفادة من نتائجها.
فمن الآن حتى صياغة الاستراتيجية الدفاعية كان على ناجي حايك وأمثاله أن يخرسوا، لا أن يقولوا: إن “كل مصائب لبنان هي من سلاح المقاومة”، فقط لمجرد أن الحايك يرى في الحذاء السعودي الذي شاهده الجميع وهو يدوس مقومات الجمهورية اللبنانية من خلال الدوس على رئاسة الحكومة خلاصًا اقتصاديًّا للبنان، وهذا كلام تبناه حايك في إحدى مقابلاته التي ردَّ فيها على تحميل المقاومة مسؤولية عدم تشجيع السعوديين على السياحة عندنا فإلى أي سياحة يحن حايك ولن أُفصِّل أكثر..!

إن ناجي حايك الذي يرى في مقابلة أو موقف آخر أن “إسرائيل” أفضل من السوري والفلسطيني، معتبرًا أن من هدم منزله وقتل أهله هم السوري والفلسطيني، يبدو واضحًا عدم اعترافه باللبنانيين الآخرين الذين دمَّرت “إسرائيل” قراهم ومدنهم وجسورهم، وقتلت وارتكبت أبشع المجازر بحق أبنائهم، بينما ساعته هو ما تزال تعمل على توقيت مجازر “مقاومته” في تل الزعتر وصبرا وشاتيلا كخلاص للبنان…!

هذا الكلام وغيره الكثير لحايك، الذي “يُحب الأمام علي”، وعلى أساس هذه المحبة أيَّد “تفاهم مار مخايل” كما قال، ليس تنوعًا بين بيئتين “متفاهتمين”، ويكشف أن من “فضائل هذا الشيء المقيت”، عدا العنصرية والحقد، الغباء والنفاق، والأهم الطعن بالظهر من قبل “حليف” يضع خنجره خلف ظهره للانقضاض عليك في أقرب فرصة، ومعه لا بد أن تقول: اللهم احمني من “حلفائي” أما أعدائي فأنا كفيل بهم.!

وهذا الشخص ما عاد ينفع معه بيان للتيَّار يُعلن فيه أن حايك ليس مؤسِّسًا أو قياديًّا أو حزبيًّا بل ناشطًا… إنما لا بد من إعلان البراءة منه، وإلا فإن كلَّ مواقفه منسَّقة مع “تياره”، كما يقول المتربصون لهذا التفاهم العالق اليوم على شعرة معاوية، والكل بانتظار اليوم الذي سينكثون فيه بالعهود والعقود وبالتفاهم، كما نكثوا بكل العهود والعقود الأخرى، ودائمًا حسب المتربصين والمتضررين من هذا التفاهم.

أمواج

شاهد أيضاً

هل تنجح تركيا بإنقاذ نتنياهو حيث فشل الاخرون؟

ميخائيل عوض هزمت غزة في صناديق الانتخابات البلدية التركية حزب العدالة والتنمية هزيمة مذلة. ادت …