دمعة أسى

غسان إخلاصي

لوالدي في ذكرى رحيله ورحيل أمواتكم جميعاً

---

في القلبِ أسىً وفي الروح التياعُ
لمَنْ خطفه الموْتُ ونزل دارَ القرارِ
أنتَ نعمةُ اللهِ فلَكَ منّي حبٌّ وسلامُ
قاسَيْتَ مرَّ الحياةِ ونِلْتَ رحمةَ القهّارِ
ولَهَني الحزنُ فهتنْتُ دموعي حسرةً

على فراقِكَ الكسيرٍفصرْتُ وحيداً في الدّارِ
أشجاني غيابُكَ فدفَنْت كلَّ أسراري
وبحثْتُ عن طيفِكَ الغالي في الجوارِ

أنتَ الرؤومُ علَّمْتَنا كيف يسمو الحبُّ
وكيفَ نزرعُ الودَّ في حديقة الأخيارِ
كم عدْتَ من العملِ لاهثاً ترجو راحةً
فوجدْتَنا نلهو ،ونضحَكُ وجسدُك في المرارِ
الأبُ نهرُ حنانٍ وتضحيةٌ طوال العمر

ويعرفُه العاصي والبارُّ فهو كالسوارِ
كم حضتنْتَنا بعدَ عودتِنا من المدرسة وقبّلْتَنا
وطرْنا فرحاً لمّا لعلعَتِ اللّيْراتُ في البدارِ
أنت نبضُ الوفاءِ تستعذبُ التعبَ لأجلِنا

وتدعو لنا في حلّنا وترحالِنا مع استغفارِ
رقصنا حولك في العيد والحلوى نخطفها
من يدي أمّي تدعو لنا بحسنِ أقدارِ

للهِ درُّك ياموتُ كمْ أنت قاسٍ بحقِّنا
تخطفُ أحبّتَنا وتترُكنا أيتاماً دون أعذارِ
فليرْحَمِ اللهُ ترابَك وليظلَّكَ يومَ الحشرِ
ولتشربْ ماءَ الكوثرِ في الجنّة جاري

رحماكَ ياربّي والدي نبعُ الحنانِ لنا
فارقَنا غفلةً وشهق شهقةَ الرحيلِ في النهارِ
أدعوهُ أن يرحمَ والدِيكُم فهم كنوزُنا
ولا تُنسَى كنوزٌ تفيضُ بشهدِ الحبِّ للصغارِ

الرحمة والسلام للوالدين
وجعلهم الله مع الصدّيقين.
وأعان الله الأحياء منهم .

_________________16 فبراير شباط _2021