أدباء وشعراء

إعداد وحوار رانية مرعي

حكمت حسن شاعرة من لبنان . مجازة في علم النفس من الجامعة اللبنانية، مربية ومرشدة في حقل التعليم.

شاركت في العديد من المؤتمرات التربوية وورش التعليم والإرشاد مع مؤسسة أديان ومنتدى خدمة السَلام ودورة إعداد أخصائي تربوي في اضطراب تشتَت الانتباه وفرط الحركة.

عضو في الهيئة الثّقافيّة في مجلة المنافذ الثّقافيّة وفي اتحاد الكتّاب اللبنانيين كاتبة دائمة في مجلة “طائر الفينيق” الإلكترونيّة الصّادرة في أميركا.

من إصداراتها:

ديوان “خاتم” عن دار نلسن عام 2016
ديوان “مسمار” عن دار نلسن عام 2018
ديوان ” ذئبة” عن دار نلسن عام2019
ديوان جديد قيد الطبع.

تقرأ كتابات الشاعرة حكمت حسن فتغوص في فلسفة راقية وتحملك المعاني إلى أفكار سامقة بأبحدية فريدة .

الشاعرة اللبنانية حكمت حسن:

رحلتي الداخلية الوجودية إلى الوعي الإنساني الكوني هي ما يجمع دواويني الثلاثة

*كيف ساعدتك شهادة علم النفس في عملك في حقل التعليم وعلاقتك مع الطلاب؟

إن أي توجه يختاره المرء في حقل العلم يستجيب بالأصل مع ميوله الدفينة، أو استعداداته الكامنة، وهذا تماماً ما اتّجهت إليه عند اختياري لهذا الاختصاص ، ألا وهو علم النفس.
في البداية كانت مقاربتي لعلم النفس عبارة عن مواد يجب تحصيلها والنجاح بها كمعدل عام، وهذا للأسف ما تقودنا طرائق التعليم إليه، كذلك الأمر لناحية التفتيش عن مهنة، لكن ما جعلني استفيد من المعلومات التي يقدمها هذا الاختصاص هو ممارسة مهنة التعليم والإرشاد في المدارس، إضافة طبعاً إلى مشاركتي في العديد من ورش العمل التربوية والإرشادية على مدى سني خبرتي التي وصلت إلى 35 سنة في هذا الحقل ، وقسم من هذا التمرس يعود للطلاب أنفسهم إذ إنني أعتبرهم فاعلا أساسيّا في مسيرتي التربوية والارشادية التي خبرتها في عدة مؤسسات تعليمية وآخرها وأطولها في مدرسة ثانوية الأرز الثقافية حيث أعمل كمرشدة من 24 عاماً.

*ديوانك الأخير الصادر عن دار نلسن حمل عنوان ” ذئبة ” لم اخترت هذا العنوان وماذا يختصر؟

ديواني الثالث “ذئبة” أتى إلي كحالة من حالات القصائد التي تحضر فأكتبها، إذ جسد الأمر عندي حالة من حالات افتراس أو حصار ما لحالتي الداخلية يومذاك، فكأنني ذئبة في شراستها وتحديدها للهدف، وفيما بعد كتبت قصيدة لألحِقها بالعنوان. وقد صدف بعد ذلك أني قرأت في مقال ما تفسيراً لمهمة الذّئبة الفعلية في عالم الحيوان من حيث إحاطتها بأسرتها وتفانيها في إنجاز مهمتها. مما جعلني أعرف أن من يريد معرفة السبب الظاهري لاختياري لهذا العنوان قد يقنعه هذا الشرح، ومن يطلب تفسيري فإني أرسله مباشرة إلى القصائد فتنوب عني بذلك .

*الواقع الثقافي تأثّر بالوضع الحرج الدي نمرّ به في لبنان .
هل برأيك نحن نمتلكُ الإرادة الحرّة للخروج من هذا المأزق الذي يتهدّدنا ؟ أو أننا لم نبلغ سن الاختيار بعد؟

إن الواقع الثقافي يجب أن يؤسس لواقع يشبهه، لا أن يتلقى مؤثرات تأتيه من كل ما يحيط به من سياسة واجتماع واقتصاد وصحة وعلم، ولكي يقوم بمهمته عليه النظرإلى الأمام والافادة من كل المجالات المتاحة كي يساعد إيجاباً في التأثير والاختيار، عليه أن يستمر ويكون فاعلاً ومطوراً ومتطوراً. وهناك أمثلة مشجعة كثيرة على هذا الأمر فنرى أن بعد الانهيار في لبنان وأزمة جائحة الكورونا، تعرض هذا الواقع الى صدمة أوقفت كل الأندية عن عملها، التواقيع أو معرض نادي الكتاب، وبعد مرور فترة لاحظنا أن الحركة الثقافية عادت تدريجياً إلى نشاطها وحيويتها.

*ما هو الدّور الذي تلعبه كلمات الشاعرة حكمت حسن في تكوين الوعي المجتمعي؟

أشكرك الشاعرة رانية مرعي الكريمة على طرح هذا السؤال، لأن هدفي الأساسي هو المساهمة في تكوين الوعي المجتمعي العام، وأمرّر هذا السؤال بدوري إلى القراء والنقاد الذين يهمهم متابعة إنتاجي الأدبي.

*متى ينجح الكاتب أكثر، اذا سعى في نصوصه إلى الكمال غير الموجود أصلًا أو عندما ينتمي إلى الواقع الذي يحاصره؟

سأجيب عن هذا السؤال من خلال تجربتي في الكتابة، وأرى أنه يرتبط بالسؤال السابق حول تكوين الوعي المجتمعي . عندما أكتب أي قصيدة أكون قد عبرت عن تفاعلي ليس مع الواقع فقط بل عن داخلي الذي يعكس حالات إنسانية ويأخذ أبعادا كونية مرتبطة بالوجود الأمثل.

*في دواوينك الثلاثة ، ما هو الشيء المشترك الذي لم تتخلّي عنه بل أكثر من ذلك صار صفة ملازمة لكتاباتك؟

رحلتي الداخلية الوجودية إلى الوعي الإنساني الكوني هي ما يجمع دواويني الثلاثة “خاتم” “مسمار” و” ذئبة” وكلها من إصدارت “دار نلسن “، وهناك في كل منها فكرة واحدة شاملة مختلفة بين كل ديوان و آخر .

*أنت عضو في اتحاد الكتاب اللبنانيين . ما هو الدور الذي يقوم به هذا الاتحاد في مواكبة الجو الثقافي في لبنان ؟ وهل يخضع لقاعدة التوازنات اللبنانية الشهيرة؟

لقد انتسبت إلى اتحاد الكتاب اللبنانيين بعد إصداري للديوان الثالث ” ذئبة ” ، ولم يحصل أي تفاعل مع هذا الاتحاد كما انتظرت منذ البداية ، لأني أعتقد أن دور الاتحاد يجب أن يكون فاعلاً عبر نشاطات مثل إقامة ندوات، لقاءات موسعة بين الكتاب والمفكرين من مختلف المناطق، كي يتم التعارف وتبادل التجارب في النشر ،الرعاية و المساعدة في إصدار بعض الكتب حيث تكون إمكانية الكاتب اقتصاديا إحدى أهم المعوقات للاستمرار في توصيل إبداعه إلى الآخرين .

*إلى أي مدى قلمك جريء في مقاربة الفكرة التي تقدمينها ؟ وهل حصل أن ساومتِ فكرةً حتى لا تلقى الرفض من المتلقّي؟

إن كل كتاب هو دعامة لي نفسياً ومجتمعياً، وقد أحسست عندما صدر الديوان الثالث أنني ارتكزت على دعائم ثلاث أي أن الثبات تأتى عبر خروج هذه الأعمال إلى العلن، واسأل نفسي، هل أستند ككاتبة إلى كتبي أم أنني من أعطيها شرعية الوجود؟ وبالتالي أنا أكتسب مناعة التعبير الأقرب إلى الفكرة أكثر من السابق . ويحدث كثيرا أن التعابير تعصاني لأستطيع ترجمة تجربتي الداخلية الإبداعية.

*أترك لك الختام مع قصيدة تهدينها لقراء كواليس.

إلى قراء مجلة ” كواليس ” الكرام أهدي هذه القصيدة:

مادّة

نهيم ارواحًا غير قابلة للخدش
على فراش الشّوارع
تحت الحجارة المتراكمة
حتّى العتم الأخير
وهم يحوّلون نضارة جسدينا
إلى زرقة صقيعيّة
نكدّس دماءنا
نحشوها
ويجعلون منّا رسائل مشتتّة
تغيّر وجه الشّريعة

من ديوان ” مسمار ” إصدار دار نلسن 2018
حكمت حسن البنيه في20/2/2021

شاهد أيضاً

جائزة أفضل صورة صحفية في العام… لقطة من غزة “تفطر القلب”!

فاز مصور “رويترز”، محمد سالم، بجائزة أفضل صورة صحفية عالمية لعام 2024، الخميس، عن صورة …