تثبيت قيم الحوار والعيش المشترك في منطقة الشرق الاوسط المحور الدائم لاهتمام الفاتيكان

طلال خريس – الفاتيكان

رغم انشغال العالم بمكافحة فيروس كورونا يبقى الشغل الشاغل للفاتيكان الدعوة الى السير بقيم الحوار والتسامح والعيش المشترك لأبناء الوطن الواحد، بخاصة في منطقة الشرق الأوسط.

الاسبوع المنصرم كان حافلا باللقاءات والتحركات التي أجراها قداسة البابا فرنسيس مع ممثلي الكرسي الرسولي في هيئة الأمم والمقار الدولية، الذين يسلطون الضوء على قضايا الشرق الأوسط ومنها لبنان والعراق وإيران.

ووجه عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري تحية إلى لبنان واللبنانيين، في كلمة خلال الاحتفال بعيد القديس مارون في المعهد الحبري الماروني في روما، مذكرا ب “الانفجار الرهيب في مرفأ بيروت”، وتوقف عند جهود اللبنانيين “الذين رغم معاناتهم من أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية اجتهدوا لسد احتياجات أكثر الأشخاص تضررا من الانفجار”.

وأشاد ب “إقدام اللبنانيين على تنظيف الطرق واستقبال من لا ملجأ له وتوزيع الاحتياجات الأولية والتفكير في إصلاح المنشآت الحيوية مثل المستشفيات والمدارس.

ثم توقف عند محبة قداسة البابا فرنسيس للبنان وقربه من شعبه، وقد عبر الأب الأقدس عن ذلك بالكلمات وأعمال المحبة، وشدد عميد المجمع على أن “قداسة البابا والكرسي الرسولي كانا في الصفوف الأمامية في مساعدة لبنان وشعبه”. وطلب شفاعة القديس مارون “كي يستنير بشكل خاص من هم مطالبون باتخاذ قرارات من أجل خير لبنان”.

وتحدث أيضا عن المساعدات المتعلقة بالمنح المدرسية والاستثنائية التي تم تقديمها عقب الانفجار، كما ذكر بالاجتماع الاستثنائي “لهيئة رواكو” الذي خصص للبنان وبتنسيق مبادرات الإشراف على إعادة البناء من قبل بعض الهيئات والوكالات.

وختم ساندري كلمته موكلا إلى القديس مارون لبنان وجميع أبنائه في العالم بأسره، ضارعا لله أن تنتهي معاناتهم بشفاعة القديس مارون.

وأجرى موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني مقابلة مع السفير البابوي في كرواتيا المطران جورجيو لينغوا الذي تطرق الى زيارة رأس الكنيسة الكاثوليكية للعراق، وأكد أن “هذه الزيارة ستكون مصدر بركة للعراق”، وقال: “قد تكون هناك شكوك حول نجاح الزيارة والمخاطر المحدقة بالبابا، لكني واثق بأن الرب سيعضده، وستشكل الزيارة مناسبة بالغة الأهمية من أجل ترجمة ما جاء في الرسالة العامة Fratelli tutti”.

ولفت إلى أن “المحطة الأبرز في الزيارة ستكون بلا شك لقاء البابا مع آية الله علي السيستاني، الذي اجتمعت به مرتين كسفير بابوي”.

ولاحظ “بساطة السيستاني ومحبته للسلام، فهو يبحث عن خير الجميع ويوجد لديه حس الأخوة، وهو أمر ليس بقليل”، معبرا عن ثقته بأن “اللقاء سيقدم رسالة جميلة وقوية، وسيعطي دفعا للحوار، كما سيكون اللقاء مصدر تشجيع للمسيحيين بعد السنوات الصعبة”، وأكد أن “الرب سيبارك هذه الزيارة، رغم الظروف الصعبة”.

هذا وترأس ساندري، قداس سيامة الأب دومينيك ماتيو، رئيسا لأساقفة أبرشية طهران اللاتينية، في بازيليك الرسل ال 12 في روما.

وتوجه إلى المطران ماتيو: “في دمياط لم يخف القديس فرنسيس من محمد والسلطان ولكن السلطان أيضا لم يخف من الانجيل، بل أصغيا لبعضهما البعض، وهكذا يمكنك أن تفعل أنت أيضا”.

بعدها، توقف عميد مجمع الكنائس الشرقية عند الجماعة الكاثوليكية في إيران واصفا إياها بأنها “ربما صغيرة في العدد ولكنها متنوعة في التقاليد والطقوس، لأنه إضافة إلى اللاتين، هناك الأرمن والكلدان والإخوة من طوائف مسيحية أخرى”.

وألقى رئيس مكتب الحوار مع المسلمين في المجلس البابوي للحوار بين الأديان المونسنيور خالد عكشة مداخلة عن “وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك” في ندوة افتراضية نظمتها جامعة الروح القدس – الكسليك، مشيرا الى أن “الاخوة الانسانية بلسم للكثير من الجراح”.

شاهد أيضاً

#سبعون # ميخائيل_نعيمه

أتعرف أنّ ملايين من الناس يعتقدون أنّ حياة الإنسان لا تبتدئ في المهد ولا تنتهي …