رئيس حركة الشعب النائب السابق نجاح واكيم:

نطمح بدستور يلغي الطائفية ويستبدلها بالمواطنة

حوار جيهان دلول


صاحب القضية..
اجل صاحب القضية الذي لم تزحزحه الأيام، ولا الأزمات، ولا الصدمات ، ولا التهديدات، ولا حتى النكبات التي تلاحقت على الأمة وما زال حتى الآن يراهن على ان تستيقظ ذات يوم، كما الزلزال، وتعيد تشكيل القارة العربية، كأمبراطورية بين الأمبراطوريات الكبرى في القرن..

نجاح واكيم، أبو جمال، الناصري والقومي العربي حتى العظم، إبن العائلة الارثوذكسية الشمالية، التي لطالما كان تراثها تراث القلب..

ابو جمال الذي وقف، ابان الشباب، وراء القضبان لانتقاده رئيس الجمهورية ، كسر منطق المناطقية، كذلك منطق الطبقة التقليدية، وانتخب عام 1972 نائباً عن بيروت، ليكون اصغر نائب في ساحة النجمة، وليخوض من هناك معاركه، ان ضد التقوقع الطائفي، او ضد التقوقع السياسي، في منطقة قال هيرودوت منذ 2500 عام أنها تقع على خط الزلازل…

صاحب القضية التي سقط الكثيرون على دربها، وانحرف الكثيرون عن مسيرتها، ان بجاذبية الموقع او بجاذبية المال..
اليدان النظيفتان، والضمير النظيف . هكذا يمكن أختزال رئيس حركة الشعب..


*هنا محاولة لنعلم كيف يمكن أن يبقى صاحب القضية الوحيد الذي ما زال يقاتل ضد اليأس…
اجل، اجل، انه المقاتل ضد…اليأس !!لطالما دعوت إلى تغيير المنظومة السياسية، والطائفية، التي حولت الدولة الى مغارة علي بابا…
الآن وكل شيء ينهار حولنا، وكل شيء يشي بالكارثة الكبرى، تبدو المنظومة اياها في مكانها ، دون أن تكترث لا بصراخنا ولا بأنيننا…؟


_نعم انا دعوت دائماً إلى تغيير المنظومة السياسية الطائفية الفاسدة، وصحيح أننا وصلنا إلى الانهيار الشامل بسبب هذه المنظومة ولكن وهي في مكانها طبعاً، لان لا شيء يتغير من تلقاء ذاته الا اذا وجدت القوة إلى تغييره.. ومن هنا أقول أن شعبنا ناقم بشكل كامل ولكن النقمة وحدها لا تصنع التغيير.. تحتاج هذه النقمة إلى مشروع سياسي وقيادة وطنية وهذا ما نفتقر اليه،، جرى التعبير عن النقمة من خلال مجموعات مختلفة ومتعددة ولكن هذه المجموعات لا تملك مشروعاً ولا تمثل قيادة لعملية التغيير، لذلك يصبح التغيير ممكناً بل حتمياً مع كل هذه النقمة الشعبية عندما تتوفر القيادة الثورية الرصينة والمصممة والمشروع الوطني الواضح للتغيير والانتقال من هذا النظام الطائفي المتخلف بمنظومته الفاسدة إلى نظام وطني حقيقي..

*ماهي في نظرك السبل الخاصة لبناء لبنان الجديد بعدما اظهرت الارض أن لبنان ليس بلد الثورات وانما بلد التسويات بالنظر للتركيبة الطائفية الهشة والملتبسة..؟


_اعتقد أن هناك خطأ في السؤال،، تقولون أن لبنان ليس بلد الثورات وإنما بلد التسويات.. الحقيقة هذا ينطبق على النظام السياسي القائم على تسويات خارجية تنعكس في الداخل تسويات طائفية.. هذه الصفة هي صفة النظام وليست صفة لبنان.. لا يمكن أن يقوم لبنان الجديد إلا عبر التغيير الشامل لهذا النظام،، اذاً يمكن أن يقوم لبنان جديد من خلال نظامه الجديد ولكن التسويات التي اشرتم إليها ليست قدراً ولا يمكن أن تبقى ولا يمكن أن تقدم للبنان أفقاً نحو المستقبل،، انا انظر الى هذه الدعوة بعين الريبة،هي ليست بريئة،، والجهات التي تقف وراءها معروفة وهي الولايات المتحدة الأميركية وكما قلت الغاية منها إشعال نار الفتنة في لبنان وعجز المقاومة وإبعاد لبنان عن عمقه الاستراتيجي وهذا يهدد وجوده بذاته..

*أطلقت أكثر من جهة الدعوة الى حياد لبنان بدلاً من التشتت على جبهات الصراع (العبثي) بين المحاور…
ما هو موقفك من هذا الطرح..؟


_في الحقيقة الغوص في موضوع الحياد يستغرق وقتاً طويلاً لا يتسع له المجال الآن ولكن بإختصار أقول إن الذين يحاولون أخذ موضوع سويسرا كمثال، هذا الأمر لا يستقيم في لبنان لأن الظروف الدولية والإقليمية أو الأوروبية آنذاك التي املت حياد سويسرا، هذا عدا عن العامل الداخلي ليست متوفرة للبنان ولا يمكن أن تتوفر، فالدعوة هذه كان أبرز من أطلقها البطريرك بشاره الراعي، ولكن هناك اوركيسترا أميركية في لبنان كلها ذهبت في هذا المنحى وتحول الترويج لموضوع الحياد المستحيل، المقصود بهذه الدعوة هي عزل المقاومة ومحاصرتها وإبعاد لبنان عن عمقه الاستراتيجي خاصة سوريا، وجعله تحت رحمة اسرائيل، فهذه الدعوة أيضاً تهدف إلى إشعال نار الفتنة الداخلية في لبنان،، اولا” هي دعوة مستحيلة ومستحيل أن تتحقق لأن لا الظرف الدولي ولا الإقليمي ولا الداخلي يسمح بها..

  • *منذ نحو نصف قرن وانت في الخندق، سواء كنت في ساحة النجمة (مجلس النواب)، او في اي موقع آخر، دون أن يتحقق شيء من أحلامك او من تطلعاتك..
  • ألم يصبك الدوار من الدوران حول قضايا مستحيلة في هذا
    البلد المحكوم بالبقاء رهينة مصاصي الدماء..؟
  • _في الحقيقة الثورة لا تتوقف فقط على إرادة الثوار ورغباتهم ولكن تلزمنا ظروف ملائمة لكي تحقق أهدافها.. نحن في لبنان كما في الوطن العربي نعيش مرحلة تراجع وانهيار بعد غياب ذلك الرجل العظيم جمال عبد الناصر، وغيابه كان جزءاً من عملية انتكاسة الثورة في العالم الثالث، أو انتكاسة حركات التحرر الوطني في العالم الثالث، في مرحلة التراجع نحن لا نطمح إلى الثورة التي يجب أن تظل حاضرة في اذهاننا، ولكننا نمارس المقاومة خلال هذه الفترة التي تتحدثين عنها الخمسين سنة أو نصف قرن، كانت الظروف الموضوعية تفرض علينا أن نكون في موقع المقاومة أو الاستسلام،، لم استسلم مرة واحدة كنت دائماً في موقع المقاومة وكنت أعرف أن إمكانية تحقيق الثورة في ظل هذا التراجع العربي والعالمي لا يمكن أن تتحقق في لبنان على الاقل،، فلنقلل الخسائر ولا نترك أعداءنا الاستعمار الغربي وأدواته يجتاحون كل شيء، لم اصب بالدوار لم افاجئ ولا اسلم بأن البلد محكوم بالبقاء رهينة مصاصي الدماء…البلد يعيش الآن وما نراه في البلد هو تكثيف لحالة الانهيار العربي ولكن علينا دائماً أن نقاوم وأعتقد أن المستقبل سيكون لنا. على كل حال التاريخ يعلمنا الكثير،، الابطال الحقيقيين للثورة هم الذين لا نعرف نحن اسماءهم، هم الذين قاوموا في مرحلة الانتكاسات والتراجع،، اما الذين نعرف اسماءهم هم الذين قادوا عملية التغيير في ظروف ملائمة،علينا الآن أن نكون، ان نعمل، كمقاومة لكي نكون الخميرة التي تبنى عليها الثورة والتي سوف تتحقق في المستقبل..
  • *المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه الذي كان رفيق ارنستو تشي غيفارا في غابات بوليفيا قال: “لم يعد هناك من موطىء قدم للقديسين” على هذه الارض ..
    هل تشعر أحياناً بأنك محامي القضايا الخاسرة..؟

  • _عندما قال المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه هذا القول كان ذلك في بدايات انحسار حركة التحرر العالمي أو الثورة في العالم الثالث كان يعبر في هذا القول عن الواقع الجديد أو عن مرحلة انتكاسة حركة التحرر الوطني، وهو بهذا الكلام كان يعبر عن مرحلة ولا ينفي إمكانية حدوث ثورة…
  • *في نظرك هل المشكلة في النظام أم في أهل النظام الذين تراجعوا عن محتوى المادة 90 من الدستور (الغاء الطائفية السياسية) لتنحدر البلاد الى المذهبية، أي الى حدود النهاية..؟؟؟

  • _في الحقيقة لا يمكن الفصل بين النظام وأهل النظام، فالنظام هو الذي يخلق ويحتضن هذه الطبقة كما أن هذه الطبقة السياسية هي التي تكرس النظام التي تستفيد منه، المشكلة لا يمكن القول هل أنها في النظام ام في أهل النظام، هي في النظام وأهله ومن الطبيعي في ظل هذا النظام أن تتراجع البلاد كل يوم وان تتفاقم أزمة النظام وأزمة البلاد كل يوم ليس إلى ما لا نهاية ولكن كما أشرت سابقاً يجب أن نعد العدة في الداخل ونعد القوة التي يمكن أن تحمل مشروع التغيير وان نتطلع إلى الظروف وان نساعد على توفير الظروف التي يمكن أن تكون ملائمة لاحداث هذا التغيير..
  • *اذا جرى تكليفك، كمحام وكثوري، بوضع دستور الجمهورية الثالثة، حول ماذا يمكن أن يتمحور هذا الدستور ؟؟
  • _ بالنسبة للدستور الجديد في الحقيقة حديثنا لا يمكن أن ينتهي، ولكن على ماذا يرتكز، ما هي النقطة الأساسية التي يجب أن يرتكز عليها هذا الدستور،،

  • اولا”: إلغاء الطائفية وإحلال المواطنة مكانها ..

  • ثانيا”: أن لبنان جزء من الامة العربية وبالتحديد جزء من سوريا الطبيعية، وهذه الثابتة هي التي تحمي لبنان وتحصنه وهذا يجب أن يتضمنه الدستور الجديد.

*لقد تم خلال الانتفاضة تأسيس تجمع تحت اسم “نداء لبنان”
ما هو برنامج هذا التجمع وما مدى مراهنتكم كحركة شعب عليه..؟

_في الحقيقة العمل من أجل إقامة هذا التجمع بدأ قبل الانتفاضة وليس بسببها، بدأ لأننا كنا ندرك المأزق الذي بلغه لبنان بسبب نظامه السياسي وطبقته السياسية وكنا ندرك أنه لا بد من إحداث التغيير ، وهذا يتطلب القوة القادرة على إحداث التغيير إضافة إلى وضوح الرؤية إلى مشروع إعادة بناء الدولة من جديد،، المشروع موجود لا يمكنني أن اشرحه الآن ولكنه موجود على صفحة تجمع نداء لبنان، كذلك وضعنا البرنامح المرحلي لعملنا،، الآن نحن بصدد الإعداد وقد تأخرنا بسبب جائحة كورونا والاقفال والظروف الذي يمر فيها البلد ويعرفها الجميع.. الآن نحن نعد إلى مؤتمر جديد لتجمع “نداء لبنان” تواكبه أو تليه مؤتمرات مماثلة في المناطق الغاية من ذلك هو حشد الطاقات، كل الطاقات لإعطاء الزخم لمشروعنا، والبرنامح المرحلي ممتاز ولكن يفترض أن نوفر له القوة القادرة على إحداث التغيير وإعداد ومراقبة الظروف الملائمة لهذا التغيير في بلد مفخخ، اي خطأ يمكن أن نرتبكه ولو بحسن نية يمكن أن يؤدي إلى إجهاض التغيير أو إلى ما هو أخطر من ذلك،، لذا نحن نعمل على تفعيل تجمع “نداء لبنان” على نشره في المناطق واستقطاب كل الطاقات من أجل توفير القوة الكافية لاحداث هذا التغيير، وهذا يشكل المخرج الوحيد للبنان من المأزق الوجودي الذي بلغه بسبب نظامه الطائفي وبسبب هذه الطبقة السياسية…

حوار: الإعلامية جيهان دلول

شاهد أيضاً

بايدن وزوجته ينشران إقرارهما الضريبي في تقليد كسره ترامب

  نشر الرئيس الأمريكي جو بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن، إقرارهما الضريبي لعام 2023 الاثنين، …