السفير أبو سعيد لـ”كواليس”: نتنياهو قد يُغامر لإحراج بايدن في حربٍ إسرائيلية لتحسين شروطه

خبير إسرائيلي: لبنان اقترب من ضربة وقائية قاسية

أحمد موسى

“المنطقة تغلي والكيان الإسرائيلي  يرفع من وتيرة تهديداته ونتانياهو يحاول تحسين وضعه الانتخابي وإخراج نفسه من فضيحته ومحاكمته، أمر يجعلنا أمام قطبة مخفية لمغامرة مخفية وجر أميركا لعمل عسكري في المنطقة” وفق مصدرٍ ديبلوماسي في الأمم المتحدة لمجلّة “كواليس”.

المصدر الديبلوماسي الأممي تقاطع وكلام زَعَمَ به الخبير الإسرائيلي كوبي مروم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقترب من تنفيذ “عملية وقائية” في لبنان، متوقعاً أن يوجه “ضربة قاسية” إلى “ح ز ب الله”.

تحديات الأمن الإسرائيلي

والخبير “كوبي مروم” وهو باحث وخبير في قضايا تحديات الأمن الإسرائيلية والمنطقة الشمالية إضافة إلى كونه عقيد احتياط – قائد تشكيلة “حيرم”، قال مؤخراً لإذاعة جيش الاحتلال إن الأيام المقبلة ستشهد حالة من التوتر على الحدود اللبنانية، مُلمحاً إلى أن “إسرائيل على وشك القيام بعملية وقائية في لبنان”.

وأضاف الباحث مروم “اقترب الوقت الذي ستضطر فيه إسرائيل للقيام بضربة في لبنان”، متابعاً إن “الضربة القاسية ستوضح لحزب الله مدى الثمن الذي سيدفعه”.

وكانت تقديرات ركن استخبارات الاحتلال قد نُشرت أمس، وحذرت من امتلاك الحزب اللبناني العشرات من “الصواريخ الدقيقة” لما تشكله من “خطر وتهديدات كبيرة” على “المنشآت الاستراتيجية” في “إسرائيل”، عدا عن امتلاكه لـ”منظومات متطورة مضادة للطائرات” تؤثر سلباً على نشاطات سلاح الجو “الاستخباراتية والعملانية”، وفقاً لما صرّح به الخبير الأمني الإسرائيلي.

تخوّف إسرائيلي

الموقف الإستخباراتي الإسرائيلي، تزامن عقب إسقاط وسائط الدفاعات الجوية التابعة للمقاومة الإسلامية ـ ح ز ب الله مؤخراً لطائرة تجسس إسرائيلية متطورة للعدو الإسرائيلي جنوب لبنان، أمر ترك إرباكاً لدى القيادة العسكرية والأمنية والقيادة الإستخبارية الداخلية والخارجية في كيان العدو، فضلاً عن كشف المقاومة لسير خط طائرات العدو الحديثة F35 في أجواء جنوب لبنان، كل ذلك والعدو الصهيوني يدرس بدقة كيفية التحركات الجوية والاستخبارية، ما ترك تعادلاً استراتيجياً بين تثبيت المقاومة على الأرض وضعفاً في التمادي في تحركات العدو جواً، بل وأن المقاومة ثبّتت مقولة إبقاء العدو الوقوف على “رجل ونص”، بل ولا نستبعد فقدان المنطقة الشمالية لفلسطين المحتلة المحاذية للحدود مع لبنان “غياب كلي لتحركات العدو ومستوطنيه”.

أبو سعد

وسط التغيرات في الإدارة الأميركية وذهول القيادة السياسية الإسرائيلية والصدمة في القيادة العسكرية والأمنية في كيان العدو، حيال الحديث عن تفاهم أميركي ـ إيراني، اعتبر سفير الشرق الأوسط والمبعوث الخاص للجنة الدولية لحقوق الإنسان والمجلس الدولي إلى جنيف الدكتور هيثم أبو سعيد في اتصالٍ مع مجلّة “كواليس”، أنه يمكن لنا أن نبدأ بالإشارة إلى “أن المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية تم وضعها على مسار نيّة التفاوض من أجل إيجاد أرضية تفاوضية، برغم شد الحبال الذي تشهده في بعض التصاريح الإعلامية من الجهتين”.

التفاوض ليس سهلاً

مبقياً، إطار برنامج التفاوض “قيد التجاذب” لجهة كيفية البدء للجلوس على “طاولة واحدة”، إذ أن الطرفين يحاولان “تحسين شروطهم قبل الجلوس لكسب نقاط التفوّق” يتم ترجمتها لاحقاً في النصوص الجديدة.

ورأى أنه من هنا يمكن الجزم إلى أن “العودة لن تشبه ما سبقها”، وفي الوقت نفسه “لن تكون سهلة”، إلا أن الجهة الإيرانية تفوقت لجهة عدم طلبها العودة إلى التفاوض وإنما جاء من قبل الطرف الأميركي، وهذا قد يعود لأسباب عديدة منها “نتائج الحرب في اليمن”، ومنها يقين أميركا من هدم جدوى سلوك هذا الاتجاه التصعيدي ضد إيران، وافضل طريق للكسب هو الحوار معها.

تفويض فرنسي

التغيير في الإدارة الأميركية الجديدة (جو بايدن) وعلى خلاف الإدارة السابقة (دونالد ترامب)، تشهد تطورات دراماتيكية في المنطقة، ومنها لبنان، الذي “أُدخل” القرار الفرنسي الذي لم يكن قرار صدفة، ووفق السفير الأممي أبو سعيد، فإن ما كان غير مسموح لفرنسا إبّان حكم الرئيس ترامب بات مقبولاً مع إدارة الرئيس بايدن “ضمن شروط ونقاط تم تحديدها بين الدولتين حيال مسألة لبنان”.

بايدن يفاوض “ح ز ب الله”

ورأى أبو سعيد، أنه بات واضحاً أن إدارة بايدن تعمل “بدهاء” أكثر لجهة “ربط الملفات كلها ضمن النزاع مع ايران” في الدرجة الاولى، وترك لنفسه “هامش التفاوض مع ح ز ب الله بالا- مباشر” من خلال “المفاوض الفرنسي” الذي هو “أكثر قبولا للتفاوض من قبل ح ز ب الله”.

ولادة الحكومة

مضيفاً، إن شكل “التسوية” لا يمكن الجزم بها قبل مشاهدة بدء انطلاق “التفاوض”، لأن المسار بحسب اعتقادنا مرتبط كله ببعض ولا يمكن تجزأته، وعليه فإن “الأيام المقبلة ستنذر بإنقشاع للمشهد الحكومي الذي نعتقد أيضاً إذا ما سارت الأمور حسب البرنامج “الفرنسي ـ الأميركي” إلى “ولادة حكومة نهاية كانون الثاني”، وستكون بالحد الأدنى مرضية الفرقاء السياسيين.

المتغيرات الإقليمية

المتغيرات الإقليمية وتنطلاقتها الدولية (الأميركي ـ الإيراني)، فإن العين على “التلقف الإسرائيلي”، فعلى المستوى الإسرائيلي لطالما كانت حجر العثرة أمام كل تسوية إن لم تكن “نفجيرها”، وبالتالي ليس مستغرباً قيام العدو الإسرائيلي بتوجيه “ضربة عسكرية استباقية لعرقلة التفاهم الأميركي ـ الإيراني، وهنا رأى السفير الأممي أبو سعيد، إن المنطقة تغلي بشكل كبير، خصوصاً بعد أن “رفع الكيان الإسرائيلي من وتيرة تهديداته”.

قطبة المغامرة المخفية

وفيما شبّه السفير الأممي أبو سعيد بأن “رفع العدو الإسرائيلي من وتيرة التهديدات” بـ”فقاقيع هواء فارغة المضمون” حتى الآن، رأى السفير أبو سعيد أن ما “لم يقرر الإسرائيلي إدخال أميركا في حرج سياسي وعسكري” خارج “أجندة السياسية التي رسمها الرئيس بايدن”، وأكد أن علينا أن لا يغفل عن بالنا أن ناتنياهو لم يدعم بايدن في الانتخابات، وانما كان ضده وبشكل واضح، وهذا أمر يمكن أن يحمل في طياته “قطب مخفية”، يمكن أن “يغامر فيها نتانياهو لتحسين وضعه الشخصي الانتخابي” خصوصاً وأنه على أبواب المحاكمات الداخلية، كما يمكن أن يفرض شروطه وتنتهج من سياسة بايدن مسلماً أكثر رضى بالنسبة لإسرائيل.

الدور الخليجي والتطبيع

وعن الدور الخليجي (سعودي ـ اسرائيلي ـ إماراتي) في زعزعة “التفاهم الأميركي ـ الإيراني”، لم يُغيّب السفير الأممي أبو سعيد وجود “تخوف كبير غير مخفي” على الجميع، من أن “تعمد إسرائيل” من خلال الدول التي “طبّعت” معهم القيام بـ”مغامرة غير محسوبة تجاه إيران” حتى كما أشرت آنفاً تغيير في سلوكيات أميركا تجاه الملفات في منطقة الشرق الأوسط، لأنهم يعتقدون أن ما يقوم به بايدن لا يخدم تلك الدول بعض انتهاج خطاب اللاعودة تقريبا، وبالتالي فإن أي تراجع قد يكون مكلفاً في السياسة وستقوم إيران بفرض شروطها على تلك الدول.

سباق أميركي

السفير الأممي أبو سعيد جزم أن التسابق الأميركي حيال ملفات المنطقة وكسر الاتفاقات والقرارات التي اتخذتها ادارة ترامب من قبل إدارة بايدن ليس توقع، بل أن هذا بات واقعاً تقوم به إدارة الرئيس بايدن، حيث بدأ “بتفكيك كل الملفات الملغّمة التي وضعها الرئيس ترامب في دربه”.

وقال: يبقى السؤال والرهان الكبيرين، هل سينجح الرئيس بايدن وفريق عمله من اجتياز هذا اللغم؟

ورأى أن الطريق صعب وشائك، ويتطلب القراءة بتمعُّن من قبل إيران وحلفاؤها، حيث وبرأينا، أن مواكبة وملاقاة الخطاب الإيجابي بإيجابية منعاً لاستغلال أخصام إيران من ذلك.

معتبراً أنه لا شك أن إدارة بايدن تنوي انتهاج “العصا والجزرة” معاً مع القوى الدولية المقابلة، وذلك منعاً لدخول الصين باقتصادها القوي الذي سيكون “عبء” على الولايات المتحدة الأميركية بعد سنوات قليلة، كذلك مع روسيا التي بدأت العلاقات تتشنج في الشرق الأوسط، ونشهد التصادمات العسكرية بينهما.

ليختم سفير الشرق الأوسط، والمبعوث الخاص للجنة الدولية لحقوق الإنسان والمجلس الدولي إلى جنيف الدكتور هيثم أبو سعيد في اتصالٍ مع مجلّة “كواليس”، أن هذا قد “يعكس سلباً على بعض الملفات الشرق أوسطية وهذا ما يقلقنا اليوم، ونخشى أن يتأثر هذا سلباً على التسويات المنوي إبرامها لتخفيف النزيف الخاص في بعض الدول مثل اليمن وسوريا والعراق”.

شاهد أيضاً

الردّ الإيراني… تفعيل المعادلات الجديدة

حسين مرتضى ‬ حسين مرتضى تتسارع الأحداث على الساحة الدولية بعد العملية العسكرية المركبة التي …