نصرالله لـ”كواليس”: “الثلث المعطّل” يفرمل مبادرة برّي وتحرّك ابراهيم

السلطة مقصرة وأحداث طرابلس لمآرب سياسية لم تنتهِ والواقع الإجتماعي إلى الفوضى ومستشفيات البقاع الغربي وراشيا تتصدى

أحمد موسى

وسط الحرب المستعرة في السياسة في التكليف والتأليف، اطلت من الجنوب رسالة قوة وتطمين عابرة لكل التوترات، أما حكومياً فـ”لا يبدو حتى اللحظة إمكانية حل لازمة التشكيلة” وفق ما قاله النائب محمد نصرالله مع مجلة “كواليس”، الذي أردف “أن الامور لاتزال مغلقة وسيد الموقف حقوق الطائفة، وكأن الرئاسات والوزارات وسائر مواقع المسؤولية في الدولة هي حقوق طوائف ومذاهب”.

إسقاط العدو
العدو الذي يستغل انشغال اللبنانيين بهمومهم وشجونهم وازماتهم، لا يفلت من عين المقاومة الراصدة، وعيونه المسيرة التي تخرق اجواءنا خلسة لمهام تجسسية خطرة، وقعت هذه المرة في شباك “المقاومة الاسلامية”، مع اسقاط طائرة درون بالوسائل المناسبة في خراج بلدة بليدة بعد خرق الأجواء اللبنانية داخل الخط الأزرق لمسافة 400 مت، حيث الوحدات الأمنية العسكرية في جيش العدو منشغلاً لنوعية السلاح المستخدم، مستذكرين مشهدية الصورة “الوقفة ع رجل ونص”، فماذا لو تم إسقاط F35 تماماً كما تغنى جيش العدو بدبابته الأسطورة “الميركافا” ولا تغيب عن باله مشهدية بانوراما “وادي الحجير”، فالسقوط في الهزيمة تابع.
الثلث المعطل
في السياسة تبتعد ازمة التاليف مسافات كبيرة عن الحلول المرجوة، وعما يقر عيون اللبنانيين بحكومة من مقاس المرحلة الراهنة وتحدياتها، واليوم تمددت ما وصفت بمعركة “الثلث المعطل” من جبهة بعبدا ـ بيت الوسط الى بعبدا ـ عين التينة.
عندياتنا
هذه المعركة التي إن أنبأت بشيء فهو ان الحجم الداخلي للازمة الحكومية كبير، ويتمدد، وانه من “عندياتنا” كما جاء في بيان صادر عن رئيس مجلس النواب نبيه بري عن عقدة التاليف، التي قابلتها بعبدا بنفي أن يكون رئيس الجمهورية متمسكاً بـ”الثلث المعطل”.
النووي الإيراني
في هذا المشهد، كأن البلد سقط في التجاذبات الى حد التمزق اشلاء، لا تجتمع على صحة بعد اليوم، ولكن السياسة اللبنانية (كما اعتاد اهلها) قلابة وجوه ومتعددة الامزجة، وهي لا بد ان تصل الى نقطة التقاء بعيدا من المؤثرات، في ظل تكثيف الاليزيه اتصالاتها بعد دونالد ترامب بوتيرة غير محددة النتائج بعد، تزامنا مع الاشارات التي حملها اليوم تصريح وزير الخارجية الأميركي الجديد أنتوني بلينكن عن “العودة الى الاتفاق النووي مع ايران”.
حرب بيانات
وعلى وقع عدّاد كورونا وتطبيق قرار الحجر وازدياد المواطنين فقراً، وحكومةً مشغولة بتصريف دولارات الإتحاد الأوروبي كمساعدات للأمن الإجتماعي اللبناني، ورغيف خبزٍ أراد له وزير معني تسعيره بالذهب ذلك الوزير الذي نزل على اللبنانيين بلا نعمة، “حرب البيانات” انتقلت الى ضفة رئاسية ثانية أكد فيها رئيس مجلس النواب أنه “لن ييأس وسيتابع”، ووفق معلومات ل”كواليس” فإن الرئيس بري “يتحضّر لإطلاق مبادرة استدعت لقاء سريا مع الرئيس المكلف وقد نقلت المبادرة إلى الرئيس عون”، من خلال وسيط حليف للطرفين فالتقى الوسيط رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي “رفضها متمسكاً بالثلث المعطل”، ولما أهدر التيار الحل الداخلي خرج رئيس المجلس بمقولة: العائق ليس من الخارج بل من “عندياتنا”.
مبادرة بري
مبادرة الرئيس بري واسطدامها بالحائط البرتقالبي، دقّت جرس باريس، متلاقيةً مع دور محوري للواء عباس ابراهيم، الذي اصطدم الآخر مع إصرار تحرير الولادة الحكومية “بثلث معطل”، مهما بلغت الأزمة مستويات خطرة، وبلغ البلد خطورة الإنهيار، وحكومة في غيبوبة، وازمة اقتصادية لامست أنفاسها، ووجع المواطن في عيشه استحضر حدّ الفلتان الأمني الخطير.
نصرالله
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد نصرالله، رأى في حديث مع مجلة “كواليس” أننا “نعيش هذه الايام نتيجة من النتائج الطبيعية للنظام الطائفي المذهبي” بحيث “أصبحت مصالح الطوائف وخطوطها الحمر عائق امام تشكيل الحكومة”، وهو المفتاح الضروري لمحاولة البدء بمعالجة الازمات التي يعانيها الوطن، هذا اذا كان لا يزال امامنا “فرصة للانقاذ”، أراها موجودة نظرياً وغير موجودة عملياً، بسبب “القصور الهائل لدى اغلب المسؤلين في السلطة اللبنانية عن امتلاك الرؤية”، فنحن “ليس لدينا رجال دولة” في معظم مواقع السلطة بل “أطفال كبار” يفتقدون البراءة في ادائهم، همومهم لا تتجاوز حدود مصالحهم الشخصية الضيقة، ولايتأثرون بأنين اللبنانيين وآلامهم، شعارهم في سلوكهم “من بعدي الطوفان”.
استمرار الأزمة
ووسط التشنج السياسي الداخلي وتأثيره الخارجي وانعكاساته الداخلية على الأمن الإجتماعي ولاقتصادي، لم يرَ نصرالله حتى اللحظة ان هناك امكانية لظهور حل لازمة تشكيل الحكومة، إذ يبدو أن لا مخرج (للصراع على الحكومة بين الرئيس عون والرئيس المكلف سعد الحريري)، فالامور مع الاسف لا تزال مغلقة وسيد الموقف حقوق الطائفة، وكأن الرئاسات والوزارات وسائر مواقع المسؤولية في الدولة هي “حقوق طوائف ومذاهب”.
مشيراً، نحن فهمُنا يقول اذا كان منصب معين مخصص لمنتمي لطائفة او مذهب الا انه يكون مسؤولا لخدمة اللبنانيين جميعاً لا لطائفته فحسب، وأسوأ ما وصلنا اليه ان منطق حقوق الطائفة بات ثقافة لدى المجتمع اللبناني، وعندما تتصادم حقوق الطوائف نقع في المحذور كما هو حاصل اليوم.
بري
النائب نصرالله أكد أنه لطالما كان ولا يزال الرئيس نبيه بري صمام امان وخشبة خلاص، ولقد عوّد الرئيس بري اللبنانيين على “اجتراح الحلول” كلما عصفت ازمة كأداء بالوطن، لكن كان دائما يوفق “بقدر تجاوب الافرقاء مع مبادراته”، واليوم لا يتخلى الرئيس بري عن سعيه “لإخراج لبنان من هذا النفق”، الا ان ذلك مرهون بالضرورة باستعداد الاطراف الاخرى للتعاون، ولكن وبصراحة مؤلمة “الظرف لا يبدو انها مؤاتية”، واؤكد انه لو شهد تحسنا بإمكانية التدخل لن يتأخر ابداً، واكثر من ذلك اقول ان “الحل ممكن مع شرط التجاوب”.
طرابلس
وحول أحداث طرابلس الأخيرة وجد فيها النائب نصرالله أنها “خليط من تحريك سياسي” وخروج عفوي لمجموعة من الناس المحرومين الذين باتوا ينتظرون من يمشي امامهم في صرخة الحرمان دونما النظر الى هويته السياسية، متمنياً الا يكون الفقر والحرمان “مطية لأصحاب مآرب سياسية” لا تمت لمصلحة الوطن بصلة، ولكن لا يمكن ان نغفل حقيقة الوجع الذي يعاني منه اللبنانيون عامة والطرابلسيون والعكاريون الشرفاء خاصة، وبالتالي فان الحزم مطلوب للامساك بالساحة هناك، ولكن لا يجوز ان يغيب عنا ان العلاج الاساس هو “إنصاف الناس الذين لا ينامون الليل من الام الجوع في الوقت الذي يوجد فيه الى جانبهم وفي جميع المناطق اللبنانية من لاينام الليل من الام التخمة”.
فوضى
النائب نصرالله لم يجد أن أحداث طرابلس “انتهت” بل هي قابلة “للتمدد في مناطق اخرى”، مؤكداً، أن الواقع الاجتماعي الذي بتنا نستظله والذي خلّف جياعاً كثر مع “عجز الدولة” سوف يأخذنا بالمستقبل القريب جداً جداً الى “فوضى عارمة” لا يعلم مدى الآلام التي ستنتج عنها الا رب العالمين، فقدرة الدولة على الانفاق لا سيما “الدعم” باتت على ابواب النهاية، ورفع الدعم سيؤدي الى “كارثة اجتماعية يستحيل معها صبر الناس” وقد بدأت بالفعل نتائجه تظهر من خلال ارتفاع منسوب التجاوز من سرقة وقتل وغيرها مما يفترض ان يوقظ المسؤولين … و”لست متفائلاً”.
كورونا
وحول العدّ التصاعدي للأرقام كورونياً، ودور المراكز الصحية والاستشفائية المعتمدة في البقاع الغربي، وغياب الدولة وتقصيرها حيال الوضع المعيشي والتقديمات الإجتماعية أكد أن المستشفيات في البقاع الغربي وراشيا تعمل ما بوسعها في التصدي لجائحة كورونا، شاكراً الجيش الابيض من اطباء وممرضين وعاملين في جميع مستشفيات البقاع الغربي وراشيا، كما وتمنى من أهل (أهلنا) المنطقة، “الالتزام اكثر واكثر بالاجراءات الوقائية المعروفة والابتعاد عن الاهمال في ادارة مواجهتنا مع الفايروس ولنا عبرة من الكثير من الاحبة الذين سقطوا حيث لم نكن نتوقع”، ختم النائب محمد نصرالله كلامه مع مجلة “كواليس”.

شاهد أيضاً

قيادة جامعة إب اليمنية تتفقد سير الأداء بكليتي النادرة والسده

حميد الطاهري تفقد رئيس جامعة إب “وسط اليمن” الأستاذ الدكتور نصر الحجيلي ونائبه للشؤون الأكاديمية …