أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

الشاعر علي وهبي دهيني من طورا قضاء صور في جنوب لبنان . مدرّس في التعليم الرسمي .
يكتب الشعر بجناحيه، الفصحى والمحكي اللبناني .
عضو الحركة الثقافية في لبنان و عضو بيت الشعر .

له عدة مشاركات شعرية في المنتديات اللبنانية في كافة المناطق وكذلك مشاركات خارج لبنان .
-مهرجان الشعر العربي الثالث في الأردن

  • امسيات في القاهرة بدعوة من مجلس حكماء مصر
  • امسيات في تونس
    – مسابقة شاعر الكوثر وفاز بالمركز الثاني
    له ديوان بالفصحى “يقظة القوافي “
    وديوان باللغة المحكية اللبنانية “ناطور الورق”

يكتب الشاعر علي دهيني الشعر بسلاسة فتعانقك المعاني بجزالتها . من الفصحى إلى العامية، يبقى الألق هو عنوان كلّ قصيدة .

الشاعر علي دهيني:

النقطة دائماً هي علامة انتقال لقصيدة جديدة

أنا لا أكتب القصيدة بل هي تكتبُني

*حدثنا عن البدايات معرّفًا القارئ بالشاعر علي وهبي دهيني؟

علي وهبي دهيني من قرية طورا قضاء صور في الجنوب اللبناني، بدأت رحلة الشعر منذ نعومة اظفاري، فكتبت الشعر المحكي اولاً وفي المرحلة الثانوية تنزّل عليَّ وحي الفصحى فبدأت الرحلة وما زالت مستمرة.. لي ديوانان،
شاركت في العديد من الأمسيات الشعرية في لبنان وفي العديد من الدول العربية منها تونس، مصر، الأردن وكذلك ايران ..

٢-تحلق في الشعر بجناحين: الفصحى والعامية، أين يميلُ قلمك أكثر؟


أميل بطبعي للفصحى ولكن هناك بعض المنابر أجد نفسي فيها بالعامية أكثر..
وأنا ضد الإجحاف بحق القصيدة المحكية لأن الشعر المحكي له منابره وعشّاقه كما الفصحى وأحيانا أكثر.

*في ظلّ الفوضى المستشرية على الساحة الثقافية، هل يقظةُ القوافي قادرة على لجم الدخلاء وتحصين الكلمة معنًى ومبنًى؟


يقظة القوافي هي مجموعة قصائد متنوعة ولا يمكن لهذا النتاج الشعري أن يتحوّل إلى مراقب على أبواب حروف الكُتّاب وكلماتهم وسط هذه الغابة الشعرية المنتشرة على مساحة وسائل التواصل، ولا يمكن لأي شاعر مهما علا شأنه أن يلجم هذه الفوضى.
ومن يستطيع الحد من هذه الظاهرة هي المنتديات والصالونات الأدبية ووسائل الإعلام أحياناً.
ولكن أستطيع أن أقول أن القصيدة العالية والشاعر المتجدد سيبقى ويستمر بعكس المستشعرين ..

*كيف تساهم الهوية الثقافية للإنسان في عملية التأثير والتأثر والانفتاح على الأفكار والطروحات التي فرضتها التكنولوجيا في عصرنا الحديث؟

الهوية الثقافية هي الواجهة الحقيقية لأي كاتب، ومن خلال الثقافة وحدها نستطيع أن نفرض أنفسنا على خارطة الأدب ونستطيع أن نستمر بثقة العارف الذي يفهم من أين تُؤكل الكتف .
وإن مواكبة التطور التكنولوجي مطلوب وبقوة وخاصة في وقتنا هذا حيث تحولت المشاركات والأمسيات فقط من خلال وسائل التواصل ومن تخلَّف عن رَكب هذا التطور سيبقى يتيماً لا يجد مكاناً يقرأ فيه نتاجه وقصائده.

*هل القصيدة هي فضيحة الشاعر أم أن النقطة الأخيرة في القصيدة هي لحظة انفصال بين القلم والحالة الشعرية التي استحدثتها الفكرة؟


لا توجد فضائح بين حروف الشعر إنما هي حالة من التَّجلي والإفصاح يمكن حينها للشاعر ان يكشف عن مكنوناته الشعرية بشكل متعمد .
أما الحديث عن الانفصال بين القلم والحالة الشعرية فهذا الامر غير موجود لأنه لا يوجد نقطة أخيرة عند الشعراء بل النقطة دائماً هي علامة انتقال لقصيدة جديدة

*للشاعر في كلماته أسرار وألغاز،
ما هي مفردات الشاعر علي دهيني في قصائده ؟ وهل تنافسُ الكلمة أو تنافسك؟


بالفعل ومن خلال تجربتي في عالم الشعر وجدت ان لكل شاعر كلماته التي تشبهه، فمن هنا أجد أن مفرداتي وقصائدي لها بصمة خاصة .. فأنا عادة أترك لشِبَاك القصيدة أن تصطادني ساعة تريد ويجب على الشاعر أن يقع في أفخاخ الكلمات وليس العكس فمن هنا أنا لا أكتب القصيدة بل هي تكتبُني

*ما هي المسؤولية التي يتحملها الشاعر عندما يشارك في مهرجانات خارج وطنه؟

وهل كلّ من يُدعون الى هذه اللقاءات يستحقونها أو أن الرشوة لوّثت ميدان الثقافة أيضًا؟


عندما يشارك الشاعر خارج وطنه حتما سيتحول الى سفيرٍ يحمل بلده بين قصائده وفي عينيه . وستلقى عليه مسؤولية كبيرة ليكون بمستوى المشاركات الخارجية من خلال نصوصه التي يجب أن تكون عالية لتلامس السماء .
وللأمانة أكثر الذين يشاركون يتم اختيارهم من خلال كتاباتهم ولكن لا يخلو الأمر من بعض المحسوبيات والمعارف والأمور الأخرى . فالفساد الثقافي موجود ويكبر كل يوم كبقعة الزيت .

*عندما تكتبُ قصيدتك ، هل يهمّك إرضاء نفسك فقط أو تجعل للقارئ مساحةً بين القلم والفكرة ؟


عندما أنتهي من كتابة القصيدة أتحول تلقائيًا من شاعر إلى متلقٍ وأقرأ القصيدة على نفسي بصوتٍ عالٍ وأعتبر نفسي محايدا وناقدا لأن إرضاء المساحة الأكبر من الناس مطلوب كي لا تموت القصيدة في مهدها ..

*أترك لك الختام مع قصيدة تهديها لقرّاء كواليس

سأترك للأصدقاء قصيدة بالفصحى وأخرى بالمحكية ولكن قبل ذلك .. سأزرع في مشاتل كواليس خميلةَ حُبٍّ واحترام وانحني بحبري أمام أقمارها وأشكرهم من أعماق قلبي ونبضات قصائدي على هذه المساحة الجميلة لنرتقي معا ونلامس غيوم القصائد..

وأقول : بالمحكية

(دموع الوقت)

دموع الوقت شكّيتهن سلسال

وفكّيت من كِمّ الصّدى زرّين

وكل الشعر رح جمّعو بسطرين

عطري يتيم وقاصدك كرمال
ضمّك عا صدري.. وإرجع بعطرين

وبالفصحى:

(غابة العينين)

آتٍ إليكِ وكلُّ أوجاعي معي
والليلُ يكتبُ ما أباحت أدمُعي

في غابةِ العينينِ تِهتُ ولم يزل
متلعثماً نبضي بقلبِ تلوُّعي

إنِّي مللتُ أريدُ نجماً آخراً
يَرقى لشهقةِ أحرُفي وترفُّعي

وخلعتُ قمصانَ الغيابِ لكي أرى
عُريَ الخطيئةِ في عيونِ توجُّعي

وعلى جدارِ الليلِ تصلبُني الرؤى
لحناً خُرافيًّا يُجاذبُ مسمعي

لو شئْتُ منْ خدَّيكِ أصنعُ كوكباً
فيه البراءةُ فوقَ ما قد أدَّعي

هاتي أصابعَكِ الخجولةَ إنني
أشتاقُ أن تغفو يداكِ بأضلعي

شاهد أيضاً

جنبلاط يلتقي البيسري

  استقبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، في دارته في كليمنصو، مدير عام …