صدور “التائهان” مجموعة قصصية للقاص أحمد دسوقي

تعليق الشاعر السبد حسن على قصة التائهان للقاص أحمد دسوقي مرسي

صدور قريبا عن دار سلسلة طيوف للنشر و التوزيع مجموعة قصصية جديدة بعنوان تائهان للقاص احمد دسوقى مرسى و تعد هذه المجموعة الطبعة الثانية حيث تم اصدار الطبعة الاولى سنة 1995 بمعرفة الهيئة المصرية العامة للكتاب – سلسلة اشراقات ادبية  عدد 167    

و يعلق الشاعر المبدع السيد حسن رئيس قسم البرامج الثقافية بالاذاعة المصرية عن القصة الرئيسية للمجموعة قائلا :

فى هذه القصة نحن امام المعنى الذى يتجسد دائما فى اقوال الشعراء

” انى لافتح عينى حين افتحها على كثيرا و لكن لا ارى احد “

الاستاذ احمد يحكى لنا ( فى هذه القصة ) ماساة ذلك الرجل الكبير الناضج الذى لا يجد فى حياته ما يملىء هذه الحياة و هو يتفقد اصدقائه واحد تلو الاخر ، لكن لا احد موجود يفاجىء دائما بالغياب ثم الغياب ثم الغياب الحياة مزدحمة.  الشوارع مزدحمة . السيارات مزدحمة حتى ميدان التحرير مزدحم لكنه هو وحيد حزين يود ان يجد من يجالسه يود ان يجد من يحكى له او يستمع اليه لكنه دائما يفاجىء بان الرد سلبى الصديق الاول و اسرته ليسوا موجودين فى الشقة الصديق الثانى الذى عادة ما يغط فى نوما عميق خرج كما يقول صبى من الجيران حتى الصديق الثالث محمود الموظف الذى سيقاسمه احزانه و الذى عادة لا يخرج ابدا تخبره ابنته بانه قد خرج و هو يتوقف عن بحثه عن مزيد من الاصدقاء خشية ان يواجه الموقف ذاته نحن اذن امام ماساة صغيرة . كبيرة التفصيلة صغيرة جدا ان الرجل يريد من يستمع اليه ، يريد من يانسه . يريد من يحكى له لكنه لا يجد احد فيشعر بانه تائه فى هذا الحياة تماما كتلك الطفلة التى عثر عليها فى ميدان التحرير و قد تاهت من اخواتها و قام هو بايصالها الى بيتها هى التائهة الصغرى عادة الى بيتها و الى انسها ام هو التائه الكبير فعاد الى وحدته و لم يانسه سوى صوت ام كلثوم الذى ينبعث من الراديو داخل الحجرة او الشقة التى يعيش فيها 

الاستاذ احمد 

استخدم فى كتابة هذه القصة ايقاعا استاتيكيا قليل الاحداث و كانه يريدنا ان نشعر معه بوطاة الوقت و السام و الملل على بطل هذه القصة 

ثم قدم اشارات ذات دلالة الاطفال الذين يبنون بيتا صغيرا و هو محروم من انس هذا البيت و هو يدعوهم الى ان يسمحوا له و لو على سبيل اللعب و المزاح و الدعابة بأن يشاركهم بيتهم و هم يؤكدون له انه كبير عجوز لذلك لا مكان له نتذكر جميعا قصة ذلك الحوذى الذى اراد ان يستمع اليه احد و حاول قدر طاقته ان يجد من يصغى اليه لكنه لم يجد لذلك كان عليه ان يحكى للحصان 

هنا صديقنا لا يستطيع حتى ان يتحاور مع ذاته و لا مع جدران شقته و لا مع ذلك الزحام الذى لا يشعر به 

القصة منضبطة لغويا و اسلوبيا ، ربما الاغراق فى التفاصيل كثيرة منذ البداية و هو يصف بطل القصة و هو يصعد السلم و هو يشعر باضطراب فى الانفاس ثم يقوم بالسعال المقصود من اجل ان يخرج صوته نقيا ثم . ثم . ثم كل هذه التفاصيل الغرض منها ان يشعر القارىء بوطاة الالم و السام و الملل الذى يشعر به بطل القصة لذلك اذا مللت و انت تقرا بعض السطور فهو ملل مقصود الغرض منه ان تشعر بوطاة الملل بطل هذه القصة 

هناك وعى كبير بماهية القصة القصيرة من حيث اصطياد اللحظة الدالة و الحديث عن المعانى الكبيرة عبر احداث و تفصيلات صغيرا جدا 

تحية لهذه القصة التى ساهم العنوان فى فهم مراميها كثيرا فالتائهان كما قلنا هما هذه الطفلة التى اعادها بطلنا الى بيتها و هو نفسه التائه الاخر الذى لم يجد من ينقظه من هذه الحالة و من هذا التيه تحية لهذا الكاتب و ارجو ان يكون الاصدقاء قد استمتعوا بها و قد اضافة هذه الكلمات ضوءا جديدا الى القصة          

شاهد أيضاً

تمخّض ردّ «إسرائيل» فوَلَد فأراً في «أصفهان»!

  كتبت الإعلامية وفاء بيضون بعد الرابع عشر من نيسان الحالي وبعد الرد الإيراني على …