في المقهى

الشاعرة يسرى بيطار


○○○
على الباب الكبير ثَوى حنيني

دَخلْتُ وبي من الأنثى حَياءُ

وخَلفي إذْ مشى فأنا نسيمٌ

وذاك الصّمتُ مِن حولي فضاءُ

على ظهري الأصابعُ شَمُّ زهرٍ

يُقَدُّ بمثل رقّتِه الرّداءُ

سُكِبْتُ من العطور على الكراسي

ليُغوي النُّجمَ من شغَفي المساءُ

وَما للنّادل المَنسيِّ وجهٌ

وَيستترُ النّبيذُ لهُ دِلاءُ

حرامٌ إنْ سكرْتَ على كؤوسٍ

ويَحلُلُ أنّني خمرٌ وماءُ

وإذْ عَرفوا بنا الشوقَ المُدمَّى

أتَوا بالشّمع وانطفأَ الضّياءُ

وفي سِفر الشّموع قرأتُ وحيًا

يقولُ الرّيحُ مِن شفةٍ تُضاءُ

مَزارٌ وجهُكَ المزروع حبًّا

ويُرفَعُ ملءَ كفّيَّ الدّعاءُ

يدٌ حَولِي كروح الله طافت

على الأحزان فانهمرَ الرّجاءُ

بحورُ الشِّعر واللّغةُ التَغاوى

لماذا لا تَخُطُّ كما أشاءُ؟

غمَرتُ يدَ الحبيب بملء قلبي

وكم يحلو على يده الفناءُ

أساطيرُ الغرام نأتْ وعادت

وأرضُ التِّيه نحن لها سماءُ

كماء الثّلج في الوادي ترقرقْتُ

في حضنٍ وليس ليَ انتهاءُ

 وقد كنتُ الصّباحَ يَشفُّ حتّى

يلوِّحَ من عباءتِه النّقاءُ

ولي في قرب حسنك كلُّ حسنٍ

وإنّي في البعاد أنا الشّقاءُ

أصابعُك التي نُسِجَت بروحي

فما لي دونها أبدًا بقاءُ

وما في النّاس مثلي فيك عشقًا

ومخلوقٌ عى قَدْري الوفاءُ

أَخذتُ معي المكانَ يَميدُ حبًّا

وبي عطشٌ وشوقٌ وارتواءُ

قد اتّسعَت طريقُ اللّيل حتّى

تماوَجَ من غدٍ فيها اللّقاءُ

وإذْ مُدَّت ذراعُكَ خلتُ أنّي

لأمطارِ السّماء أنا الإناءُ

هَواكَ حقيقةٌ ويَداك وهْمٌ

حلالٌ أن تموتَ لكَ النّساءُ.

د. يسرى البيطار
( منازل العشق )

شاهد أيضاً

بايدن.. هل يُورّط أمريكا في مستنقعات الشرق الأوسط؟

    بدأ الرئيس الأمريكى جو بايدن حكمه فى كانون الثاني/يناير 2021 محاولا توجيه التركيز …