نَايُ الْغَرِيبِ

الشاعر حبيب يونس


كُنْتُ الْغَرِيبَ وَمَا الْغَرِيبُ سِوَايَا
وَطَنِي التَّشَرُّدُ وَالْجِرَاحُ مَدَايَا
وَخُطَايَ خَلْفِي تَسْتَغِيثُ، وَكُلَّمَا
أَدْرَكْتُ دَرْبًا بِعْتُهُ لِخُطَايَا
عَانَقْتُ، عُمْرًا، غُرْبَتِي… أَسْمُو بِهَا
حَتَّى غَدَوْتُ وَوَحْدَتِي، مَنْفَايَا.
مَنْفَايَ بِي، قَلْبٌ بِلَا نَبْضٍ، وَمَا
نَبَضَتْ بِهِ، فِي السِّرِّ، غَيْرُ خَطَايَا
وَجَلَدْتُ جُلْجُلَتِي أُعَاقِبُ نَزْفَهَا
وَصَلَبْتُهَا… كَيْمَا تَلَذُّ دِمَايَا.
أَشْبَعْتُ مَوْتِي… لَمْ أُقِمْنِي، عَلَّنِي
فِي الْقَبْرِ يَعْرِفُنِي ثَرًى وَزَوَايَا
فَتُعِيدُنِي مِلْءَ الْحَيَاةِ كَأَنَّنِي
أَحْيَا رُفَاتًا مُتْعَبًا وَبَقَايَا
وَأَرُوحُ أَبْحَثُ عَنْ غَدٍ لَا يَنْتَهِي
وَأَزُفُّهُ لِسَنَابِلٍ وَمَرَايَا
جَسَدِي أُعَمِّرُهُ بِخَفْقِ زَمَانَةٍ
وَجْهِي أُرَمِّمُهُ، ضُحًى وَعَشَايَا.
كُنْتُ الْغَرِيبَ فَرَدَّنِي مِنْ غُرْبَتِي
وَجْهٌ رآني لِائِذًا بِخَبَايَا
أَهْدَى إِلَيَّ مَقَامَهُ فَعَزَفْتُنِي
مُذْذَاكَ لَحْنًا، لِي أَعَادَ صِبَايَا
وَعَزَفْتُهُ، شَفَتَاهُ قُرْبَ أَصَابِعِي،
نَغَمًا سَمَا، بِمَقَامِ عُمْرِيَ، نَايَا.


(من ديوان معد للطبع عنوانه “الديوان الحبيب)

شاهد أيضاً

حنا بعد انتخابه نقيبا” للمهندسين في بيروت: “سنعيد الجسر الذي انقطع بين الجيل المؤسس والجيل الجديد”

أسفرت نتائج انتخابات نقابة المهندسين في بيروت، عن فوز المهندس فادي حنا بمركز نقيب المهندسين …