أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

الأديبة منى بدوي.. مواليد مدينة حلب. حصلت على الشهادة الابتدائية فقط لأنها تزوجت في سن مبكرة.

شغوفة بالمطالعة، نشاطها الأدبي في مدينة حلب يتوزع بين اتحاد الكتاب وجمعية أصدقاء اللغة العربية ومديرية الثقافة.

كتبت الشعر في عمر الخامسة والأربعين.. كتبت قصة واحدة ونشرتها.


لها أربعة دواوين مطبوعة:
-رعاف قلب .
-سلاما أيها الحزن .
-مهجة تراق .
-قلبي فراشة الحقل .
وتعدُّ لطباعة ديوانها الخامس.

تجربة فريدة لسيدة لم تقف العادات الاجتماعية البالية في وجه طموحها، بل ثقّفت نفسها وعوّضت حرمانها من التعليم ونيل الشهادة بالمطالعة والانخراط في عالم الثقافة. وبذلك تقدمُ نموذجًا للمرأة التي تكسر حواجز المجتمع لتقف على قمة النجاح ، وأنّ العمر مجرد رقم لمن اعتنقَ أحلامه.

الأديبة منى بدوي:

الزواج مرحلة لا يجب أن تختصر ما عداها .


*كيف تقدمين نفسك للقارئ اللبناني والعربي؟


منى بدوي حازت الشهادة الابتدائية فقط.. تزوجت في سن السادسة عشر من العمر….
انغمست في المطالعة أنهلُ منها كلّ ما فاتني وكانت مطالعة منظمة أوصلتني إلى إصدار دواويني في سن متأخرة .

*تقولين أنك بدأت كتابة الشعر في سن الخامسة والأربعين،
هل تعتبرين هذا التاريخ مولدًا جديدًا لك؟


في سن الخامسة و الأربعين، وقد خفت مشاغلي أنست بنفسي.. فكتبت شعراً خجولاً وددتُ القول: بأن الحياة جميلة و قد نضجت الساعة و لم يتح لي ان أحب بعد.. كمن تزوجت و أنجبت و لم تزل عذراء.. فكتبت قصائد شوق و توق للآخر.

*بمن تأثرت الكاتبة منى بدوي ومع من تعاملت في بداياتها؟


لم يكن لي أي مكان ثقافي و لا صلة بأي شاعر ما خلا والدي.. كنت أسمعه ما أكتب فيعجب و ينصح.. لكن بعدها اهتديت صدفة لنادي الأستاذ محمود فاخوري . صرت ارتاده اسبوعياً و هو باسم (نادي التمثيل الأدبي). والآن بعد انتهاء الحرب أزور اتحاد الكتاب والمقهى الثقافي الأسبوعي الذي يديره الأديبان الجميلان محمد بشير دحدوح و الأستاذه الجميلة رياض نداف. حيث يجتمع نخبة من أصحاب القلم للتداول في أمور ثقافية مجتمعية وهذا ما دأبت عليه المنتديات الثقافية في حلب.

*كيف تصفين المناخ الثقافي في سوريا عامة وفي حلب خاصة بعد هذه الأزمة التي طالت هذا البلد الشقيق؟


لم تهدأ حركة الطباعة و النشر في مدينة حلب رغم الحرب وكلّ ما طال هذا القطاع تحديدًا من تراجع بعض الكتاب والشعراء عن طباعة دواوينهم .
والجدير بالذكر أني طبعت ديواني الثالث و كان بعنوان (مهجة تراق) وكذلك لم تهدأ الكتابة الألكترونية.. كثيرات و كثر هم الأدباء ممن رفعوا و يرفعون لواء الكلمة البكر المائزة. وهذا لواء لا ينحني في حربنا ضد الجهل .

*حدثينا عن القصة التي كتبتها، ما هو مضمونها وما هي الرسالة التي تضمنتها؟


القصة الوحيدة التي نشرتها كانت بعنوان (الحل) نشرت في مجلة (المرأة السوفياتية) سنة/1986/العدد/10/تحكي عن امرأة مستبدة بجاراتها في البناية.. تفرض عليهن أن ينزلن طوابق أربعة ليساعدنها في غسيل المدخل بحجة أولادها الصغار و استمرأت فعلها مستغلة طيبتهن.. بطلة القصة (حليمه) رفضت الاستمرار .. أرادت أن تكون بداية رفض.. رفض العبودية ..لكن الجارات خفن..
المختصر أنّ قصتي وان كانت تفاصيلها عادية الا أنها تشير إلى السطوة الاجتماعية التي يرزح تحتها الكثيرون والكثيرات، وأن التغيير يحتاج إلى روح تنتفض على واقع معين مهما كان حجمه أو تصنيفه.. فلكل نفس نظرتها الى العبودية وقدرتها كذلك على التحمل أو الانتفاض.

*كيف تصف منى بدوي تجربة الزواج المبكر ؟ ألا تعتبرين أنه أخّر انطلاقتك الأدبية ؟ وما هي النصيحة التي توجهينها للأمهات والفتيات على حد سواء؟


فكرة الزواج المبكر ليست فكرة لكنه تقليد متبع آنذاك.. خضعت له بسبب لجوئنا لبيروت . كنا في غربة لا نعرف امتدادها ودفعت أنا ثمن العادات ومخاوف الأهل .
الآن ، في هذا الزمن طبعًا أشجع الفتيات على العلم وتحقيق الأحلام بكل ما أوتين من قوة وتصميم . الزواج مرحلة لا يجب أن تختصر ما عداها .
وبالنسبة لي ، أجزم أني لو أكملت علمي وقتها كنت سأبدأ حياتي الأدبية باكرًا وربما بطريقة أكثر نضوجًا .

*تجرعت سوريا ألمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، هل كان هذا منبعًا اغترف منه المثقفون حبر ابداعهم؟


الألم العظيم يصهر النفس البشرية،
و ينقيها من الشوائب.. فتصبح ذهبا خالصًا
و هناك من يكتب أدباً بدون معاناة فيكون أدبا بلا روح.. او غير صادق.. و أيضًا من يكتب من غير ان يقرأ مكررًا ما قيل قبله من كلمات مستهلكة.. مهترئة.. و هناك شعراء وأدباء حقيقيون يعدون وراء الفكرة و اللفظة البكر.. فليجرب كل مخزونه اللغوي
حيث لا يثبت إلا قوي السطر و الباقي يخدجون أرضا و الحياة تحفل بالالم.

*ما جديد الكاتبة منى بدوي؟


بدأت بكتابة رواية تحكي عني و عن عائلتي بعنوان “عطر خزين ” وأعد ديواناً شعرياً خامساً للطبع بعنوان “قرارة الفصول” أكتبهما على لوح الكتروني استعدادًا للطبع.

*أترك لك الختام في قصيدة تهدينها لقراء كواليس.

أكان بمقدورك أن تهبني
نصف حب, ربع حب
في إهاب حب كامل؟!
لا زلت تكرر الذات 
فردا في متاهة الأنا
لست تمتامة لكن الجواب
فوق شفتي يتعثر
فأنقش لك على معْلمٍ حجريٍّ
أو أرقش على معْلمٍ ورقيّ أُسائلك:

متى تشفي ندوب القلب و حروقه
متى أشخُص إلى تعديل ذاتي 
على نحو موصول؟

شاهد أيضاً

معركتنا مستمرة حتى تنتصر غزة

محمد القيري خرجت مسيرات في جميع محافظات الجمهورية منذ صباح اليوم وحتى المساء نصرة لغزة …