للفرحين بالعقوبات.. أصابتكم ولم تصب حزب الله

عبدالله بو حبيب

سرّعت العقوبات الاميركية الاحادية التي فرضت على حزب الله الانهيار الإقتصادي والمالي في لبنان وافقار اللبنانيين واغناء الحزب المستهدف نفسه

على مدى عقدين من الزمن، خضعت المصارف اللبنانية لمراقبة دقيقة من وزارة الخزانة الأمريكية لاحتمال غسل الأموال أو تمويل المنظمات الإرهابية حسب توصيف الولايات المتحدة. لم تفرض واشنطن هكذا تدابير واجراءات على دول اقليمية مماثلة للوضع اللبناني. وبرغم التزام المصارف اللبنانية بالاجراءات الاميركية، الا ان التدابير التي اتخذتها وزارة الخزانة الاميركية ادت الى اقفال مصرفين لبنانيين.

كذلك، فرضت واشنطن مراقبة دقيقة على حزب الله منذ تأسيسه في بداية ثمانينيات القرن الماضي بعد تفجير مركز لقوات المارينز قرب مطار بيروت. العقوبات المباشرة على الحزب ومؤسساته واعضائه ومناصريه وحاليا حلفائه، بدأت في منتصف العقد الماضي من قبل الكونغرس الاميركي. العقوبات هي بمثابة إجراءات عقابية بشكل متزايد.

كان للعقوبات الاميركية على حزب الله تاثيرها الكبير على وضع لبنان الاقتصادي والمالي. اخافت كثيرين في داخل لبنان وخارجه. شجعت الخائفين في الداخل على تهريب اموالهم وفي الخارج على تقليل ارسال اموالهم الى لبنان. كانت العقوبات سبباً مهماً للانخفاض التدريجي للفائض في ميزان المدفوعات الذي زاد عام ٢٠١٠ عن ١١ مليار دولار.

وبالعودة الى حزب الله، يعرف القاصي والداني ان حزب الله واعضائه ومحازبيه حتى، لا يتعاملون مع القطاع المصرفي اللبناني او الدولي، ولا يسافرون الى اوروبا او غيرها للسياحة او للاعمال. كل المصاريف التشغيلية للحزب ومدخراته مكدسة بالسيولة النقدية (بالعملة الصعبة) في أماكن آمنة، وقد فتح الحزب منذ مدة مراكز مالية محلية ومنها ماكينات الصرف الآلي لتسهيل معاملات قاعدته وبيئته.

ومن المضحك المبكي ان التدهور الاقتصادي الذي بدأ منذ أكثر من عام وأفقر معظم اللبنانيين، ربما اغنى حزب الله. ومن المؤكد ان الحزب ومناصريه لم يتعرضوا إلى اذى كبير من جراء التدهور الاقتصادي لانهم، وبسبب العقوبات لا يملكون دولارات في المصارف وهم حالياً يملكون الدولارات المتاحة في البلد وتأثيرهم على سعر صرف الدولار بات كبيراً جداً.

بإختصار، من حسن حظ المجتمع الدولي ان الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن سيعيد الولايات المتحدة الى دور قيادي في ادارة المنظمات الدولية، ويتوقع المراقبون ان يعطي ذلك بعض الاستقرار في العلاقات الدولية. لكن، على الادارة الديموقراطية العتيدة ان تدرس بدقة وعمق نتائج العقوبات الاحادية التي فرضتها ادارات اميركية مختلفة على مدار عقود من الزمن وعلى دول كثيرة، والى اي مدى خدمت تلك العقوبات مصلحة الولايات المتحدة والسلم والأمن العالميين.

اما بالنسبة الى اللبنانيين الذين يرقصون فرحا كلما اعلنت واشنطن فرض عقوبات على احد افراد حزب الله او احد حلفائه السياسيين، فمن البديهي أن يدركوا ان العقوبات تضر بلبنان واللبنانيين اكثر من الضرر الذي يلحق بحزب الله وحلفائه.

شاهد أيضاً

ابراج اليوم توقعات اسرار الابراج: #يسعد_اوقاتكم_بكل_خير #توقعات_الابراج_ليوم_الثلاثاء_والله_اعلم

  مواليد اليوم الثلاثاء 23 نيسان ابريل من برج الثور. مواليد اليوم من برج الثور …