الكارثة….. والحل السهل.. 

اليات تشكيل وتوازنات وتمثيل القوى الاجتماعية في الحكومة الانتقالية…

ميخائيل عوض

نعيد التاكيد ان المسار الثوري العقلاني في لبنان ولاسباب موضوعية خاصة بطبيعة المجتمع وكتله والمنظومة وعناصر قوتها ونقاط ضعفها وموقع لبنان وواقعه وزمن الظرف الثوري الجاري توفر اسباب كثيرة لطريق سلسة واقل كلفه وتحجب الدماء لتمنع الفراغات والفوضى والتوحش، فكل السواقي تصب في طاحونة الحكومة الانتقالية لا غير….
فالحركة الشعبية والثورية لن تحصل عليها الا بتوفير الشروط الذاتيه مادامت الموضوعية متوفرة على نحو تام، وبين الشروط الواجب توفرها بالوعي والنضال المحسوب والمتدرج  تشكيل المجموعة الثوربة الصلبة والفاعلة لتصبح دينمو لادارة مولد القاطرة وهكذا وصولا الى بناء الكتلة التاريخية لتكون بمثابة قوة الضغط الكبيرة ومفاتيح حل معضلات الثورة والخروج من دائرة المراوحة في المكان وعند توفرها بالتقاطع مع تراكم الازمات واحتمالات الانفجار الاجتماعي بفعل عجز المنظومة عن الادارة واطالة امد عمر نهبها.
تتوفر الظروف المؤاتيه التي قد تدفع المنظومة لقبول المساومة بتقديم تنازلات في اختيار الرئيس والوزراء والصلاحيات التشريعية بمقابل استمرار المؤسسات الدستورية ومحاولة التفاعل لاستخراج تقاطعات بالمصالح لانجاز عملية الاحتواء ووقف الانهيار تمهيدا للنهوض والبناء واعادة صياغة وانتاج عقد وطني جديد لبناء نظام قابل للحياة ومنسجم مع الحاجات الضاغطة والواجب توفيرها، ومابلغته الانسانية من قيم وارتقاء وعصرنة في انتظامها لاجتماعي والسياسي…
فلا تكتمل العدة والقوة ما لم يتم التوافق بين الاركان الثلاث الحوامل لمشروع الانقاذ في ثلاثية الحركة الشعبية النشطة والوازنه والمؤسسة العسكرية وموظفي القطاع العام وعموم الشعب اللبناني صاحب المصلحة في التغير والتحديث.
بافتراض تامنت الشروط الذاتية وتم التوافق على الحكومة الانتقالية بصلاحياتها التشريعية وبرنامجها ومدتها الزمنية تتتجسد المهمة التنفيذية في تشكيل الحكومة وانتقاء رئيسها واعضائها فكيف ومن اين ومن يختارهم؛
بهذا الصدد ستكون المهمة سهلة فالحكومة القادرة على انقاذ البلاد هي الحكومة التي تمثل في برنامجها وبيانها وفي بنيتها القوى والكتل الاجتماعية صاحبة المصلحة بالتغير التي كنا رصدناها في فقرات سابقة ونختصرها ب؛
-المؤسسة العسكرية وموظفي القطاع العام كاكبر كتلتين مهددتين بالافقار والانفراط فالمنطقي ان يكون رئيس الحكومة مدني كقاض او استاذ او ضابط متقاعد او شخصية على صلة بتمثيل القطاع العام ومن اصحاب السيرة والسمعة والتجربة الحسنة والمنطقي ان يكون سنيا ايضا….

  • للقضاة والاساتذه والعسكرين حصة وازنه في الحكومة الانتقالية وجل الاسماء المرشحة يجب ان تحوز على الثقة وتكون ذات خبرة وتجربة وكف نظيف..
    -الشباب والنخب والمراة والخبراء الاقتصادين والاجتماعيين والماليين وفي نطاق الوزارات الخدمية والانتاجية ومن هؤلاء تعج البلاد والمغتربات بالكفاءات وباصحاب الخبرات ولن نفتقد للالاف منهم .
    -في الترشيح للحكومة الانتقالية تسقط الشخصانية والاستزلام والاستتباع والمحاباة. فهي حكومة الثورة وقيمها وروحها ومهمتها انجاز الانتقال السلمي وتاليا جل اعضائها المفترضين من اصحاب الخبرة والتجربة والسمعة والكفأة لا غير ولاشروط سلبية على الانتماءات الحزبية والسياسية او المناطقية والجهوية والمنطقي ايضا ان تحترم قواعد التوزيع الطائفي والمذهبي المعتادة والتقليدية في العدد وليس في الحقائب.
  • تنال الحكومة الانتقالية الثقة وتعطى الصلاحيات التشريعية من المجلس النيابي وتمارس صلاحياتها بحسب القواعد والتقاليد الدستورية والقانونية بصفتها السلطة التنفيذية في جانب ومن جانب صلاحياتها التشريعية تجمع بين الصفتين التنفيذية والتشريعيه.
    بعد اتمام مهامها الانقاذية والتاسيسية تسلم السلطة لحكومة يشكلها المجلس النيابي المنتخب على قانون عصري وعادل ويحقق صحة التمثيل …
    نؤكد على خلاصاتنا ؛ ان لا طريق ثانية لانجاز الانتصار الثوري الا بالحكومة الانتقالية بصلاحيات دستورية وسواها من الشعارات والمحاولات اشبه بفقاعات الصابون لا قيمه ولا نتيجة يعتد بها. فحكومة مهمة ومستقلين وغير حزبين ومختلطة وتقنية وسياسية تقنيه واقالة رئيس الجمهورية او الانتخابات المبكرة جميعا عناوين وشعارات لا ثورية ومتخلفة عن مواكبة الظرف واللحظة السياسية وقاصرة عن توليد الجديد من رحم القديم الذي طال مخاضه وبلغ الاستعصاء ما يهدد الكيان نفسه وديمومته.
    بين استمرار المنظومة وتعويم صفقاتها بحكومة مهمة لتصفية الممتلكات وفرض الانتداب وتفويت الفرص للاستثمار بقدرات وفرص لبنان على احتواء الازمة  للنهوض ومنع وقوع احتمال الفوضى والتوحش يمثل خيار الحكومة الانتقالية افضل الخيارات والظروف والحاجات وافرة لانجازها كايسر السبل واقلها كلفة ودموية ما يستلزم من الحراك والحراكين الثورين والجادين العمل بحميه وتقانة وجدية لتوفير الشروط الذاتيه لفرض الحل وانتزاعه …..
    غدا
    الفرص والتحديات وما يمكن تحقيقه لاحتواء الازمة تمهيدا للمعالجة والنهوض…

بيروت؛ 8-1-2021

شاهد أيضاً

ضاهر:” تمنى على الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة وقف السجالات العدائية “

تمنّى النائب ميشال ضاهر على “الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة”، وقف “السجالات العدائيّة في ما بينها، وإيلاء …